مؤلفاته / الاقتصاد / العلاقات الاقتصادية مع البلدان الآسيوية

خطاب حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في لقائه مع ممثلي دوائر الأعمال لليابان - القصر الرئاسي، ٧ أبريل سنة ١٩٩٧


السادة والسيدات المحترمون!

أرحب بكم من صميم القلب في اذربيجان وأعرب عن امتناني بمناسبة وصول وفد واسع التركيب من اليابان إلى أذربيجان.

قبل هذا بعدة دقائق التقينا مع السفير الجديد الياباني في اذربيجان وقبلت ورق اعتماده. تعرفون أن العلاقات الدبلوماسية بين اليابان وأذربيجان أقيمت في سنة ١٩٩٢، بعد حصول الجمهورية الأذربيجانية على استقلالها السياسي. نحن ممتنون بالحكومة اليابانية لاعترافها الفوري باستقلال اذربيجان السياسي ونقدر إيجابيا العلاقات المقامة بين اليابان واذربيجان في السنوات المنصرمة أيضا.

اريد أن أذكر بامتنان أنه قطعت في السنوات الأخيرة خطوات جادة من قبل اليابان من جهة، ومن قبل أذربيجان من جهة أخرى في مجال توسيع العلاقات بين البلدين. نعتقد أنه تكونت في اليابان انطباعات واسعة وفكرة واضحة حول أذربيجان والوضع الاقتصادي لجمهوريتنا وامكانياتها نتيجة لهذه الأعمال المتخذة. لذا أرى أنه بدات مرحلة جديدة فعلا في تطوير العلاقات اليابانية الأذربيجانية. نولي من طرفنا أهمية خاصة للعلاقات مع اليابان. نعرف اليابان كإحدى الدول الكبيرة والمتطورة اقتصاديا في العالم. إن الإنجازات العالية التي اكتسبتها اليابان في الاقتصاد بعد الحرب العالمية الثانية أعجبت أذربيجان كما أعجبت العالم قاطبة. لذا التعاون مع اليابان مهم جدا بالنسبة لنا.

ذكرت، أريد أن أكرر أنه في السنوات الأخيرة، خاصة في النصف الثاني من السنة ١٩٩٥- في سنة ١٩٩٦ قد اتى عدد كثير من الوفود من اليابان إلى أذربيجان. أجرى ممثلو عدة شركات محادثات مع الإدارات الحكومية من جهة، ومع المؤسسات المختلفة، المؤسسات الصناعية من جهة أخرى ولا تزال هذه المحادثات مستمرة الآن والنتيجة العملية لهذه هي ان شركة "إيتوجي" إحدى شركات كبرى لليابان عضو مجموعتين من الشركات الدولية (الكونسورسيوم) التين تأسستا لهدف الاستغلال المشترك لمكامن النفط الأذربيجانية. اهتمت شركة "إيتوجي" بصناعة النفط، بما فيها المجالات الأخرى من الاقتصاد الأذربيجاني. إضافة إلى هذا تجري شركة "نيجيمنت" محادثات خلال مدة طويلة مع قطاعنا الكيمائي.

كما كان في أذربيجان ممثلو شركتي "ميتسوئي" و"ميتسوبيشي" وأجروا معنا المحدثات.

التقينا هنا مع ممثلي وزارة التجارة وغرفة التجارة لليابان من جهة، وممثلي وزارة الخارجية والدوائر المعنية بالتجارة الخارجية لليابان من جهة أخرى. أبلغنا أنه قد تبني قرار حول منح قرض الضمان بمبلغ ١٠٠ مليون دولار للشركات اليابانية لعملها في اذربيجان. أعتقد أن كل هذه أعمال تمهيدية. والآن يجب الانتقال من المرحلة التحضيرية إلى المرحلة العملية.

إني قلت في حديثي مع السفير المحترم: عامة تسود في العالم فكرة أن اليابانيين يشتغلون بالدراسة على المدى الطويل وينظرون بتحفظ إلى أعمالهم في البلدان الأجنبية. لكنهم يكثفون عملهم عند الإقدام على العمل عقب هذه الدراسة طويلة الأمد. يمكنكم أن تقولوا مدى صحة هذه الفكرة. اقول هذه كما سمعتها. إذا يكن هكذا فهذا ليس حالة سيئة. يعني أنكم درستم اذربيجان حسنا طولا وعرضا وتعرفون إمكانيات أذربيجان. لذا يجب الإقدام على العمل.

في ودي أن أشير إلى أنه قد خلقت إمكانيات حسنة في اذربيجان لتوظيف استثمارات أجنبية. لأذربيجان امكانيات اقتصادية حسنة. افتتحنا بلدنا للاستثمارات الأجنبية، ننظم اقتصادنا بطريقة اقتصاد السوق. لذا للعمل في اذربيجان ولتوظيف الاستثمارات هنا، أقول مرة أخرى، أنشئت كافة الامكانيات. قد تم تبني القوانين الضرورية لها وسوف يتعاقب تبني ما لم يتبنى من القوانين.

يمكن أن تكون اذربيجان شريكة موثوقا بها ومفيدة جدا لليابان في هذه المنطقة، في القوقاز. لذا أدعوكم إلى التعاون الوثيق مع أذربيجان. فأقدر مجيء وفدكم في مثل هذا التركيب الواسع إلى اذربيجان كإظهار اهتمام اليابان باذربيجان. اشكركم.