مؤلفاته / الاقتصاد / العلاقات الاقتصادية بين أذربيجان والولايات المتحدة الأمريكية

خطاب حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية في مراسم افتتاح غرفة التجارة الامركية في اذربيجان - باكو، فندق "هيات - ريجانسي"، ١٣ ديسمبر سنة ١٩٩٦


السيدات والسادة الكرام!

الضيوف الكرام!

اهلا وسهلا ومرحبا بكم في اذربيجان وارحب بكلكم ترحيبا حارا.

إن بدء غرفة التجارة للولايات المتحدة الامريكية اعمالها في اذربيجان حدث مشهود في تاريخ العلاقات الاذربيجانية - الامريكية.

تسعى الجمهورية الاذربيجانية بعد نيلها استقلالها الى التعاون الاقتصادي مع كل بلدان العالم وللولايات المتحدة الامريكية مكانة خاصة في هذا التعاون. ويتطور التعاون بين اذربيجان والولايات المتحدة الامريكية تطورا ناجحا في السنوات الاخيرة مما نقدره تقديرا عاليا نحن في اذربيجان ونسعى الى بذل كل ما في وسعنا من الجهود من اجل تطوير هذه العلاقات مستقبلا. ويتطابق هذا التعاون تماما مع السياسة الايستراتيجية للجمهورية الاذربيجانية في مجال الاقتصاد.

 وتسترشد اذربيجان بعد نيلها استقلالها بمبادئ بناء دولة القانون الديموقراطية العلمانية في البلاد وتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية في الجمهورية وربط اقتصادها بالاقتصاد العالمي. وسعيا الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجمهورية نعتبر التعاون الوثيق مع الدول الاجنبية وكل شركات العالم وانجاز الاعمال المشتركة بين اذربيجان والبلدان والشركات الاجنبية احد اهم الانجاهات في مجال الاقتصاد. وهذا هو الاعمال الرئيسية الواجب القيام بها من اجل تنمية الاقتصاد الاذربيجاني نحو اقتصاد السوق وجلب الاستثمارات الاجنبية الى اقتصاد جمهوريتنا.

تعرفون ان اذربيجان تمتلك الثروات الطبيعية الغنية ولها القدرات والامكانيات الصناعية والزراعية الكبيرة. كما يعطي الموقع الجغرافي لجمهوريتنا إمكانيات كبيرة للتعاون الاقتصادي مع المجتمع الدولي. لقد اثبتت الخبرة العالمية اكثر من مرة ان الدولة بوحدها وان كانت دولة عظمى، لا تقدر ان تضمن تمنية اقتصادها على مستوى لازم. ويعتبر تكامل الاقتصاد العالمي والتعاون الاقتصادي لدول العالم فيما بينها مفيدا ومثمرا على كل دولة وعموما هذا هو الطريق الوحيد الذي يؤدي الى تنمية الاقتصاد العالمي.

بعد نيلنا استقلال الدولة بدأنا نسترشد بهذه الخبرة وكنا ولا نزال نبذل جهودنا من اجل جلب الاستثمارات الاجنبية الى اذربيجان بشكل مستديم وربط اقتصاد جمهوريتنا بالاقتصاد العالمي. وخير دليل على ذلك انجازات احرزناها في مجال الاعمال المشتركة بين الشركات الاذربيجانية والامريكية في السنوات الاخيرة.

المعلوم بان وجود حقول النفط والغاز في اذربيجان يعتبر من العوامل الرئيسية التي تجلب الشركات الامريكية وكذلك من الدول الاخرى الى اذربيجان. واليوم كل العالم على علم بوجود حقول النفط والغاز الغنية في القطاع الاذربيجاني لبحر قزوين واراضي الجمهورية الاذربيجانية. اذربيجان بلد النفط القديم والكبير. كما يعرف العالم كله انجازات جمهوريتنا في هذا المجال. لكننا نعيش الان مرحلة جديدة في صناعة النفط والغاز تتعلق بالمعالجة المشتركة لحقول النفط والغاز الاذربيجانية مع شركات النفط العالمية الكبيرة.

تعرفون اننا وقعنا على اول اتفاقية كبيرة للنفط قبل سنتين في شهر سبتمبر سنة ١٩٩٤ ودخلت هذه الاتفاقية في التاريخ كـ"اتفاقية العصر". وتم التوقيع على هذه الاتفاقية بين شركة النفط الوكنية الاذربيجانية وكونسورسيوم شركات النفط للدول الاجنبية. وتحتل شركات النفط من الولايات المتحدة الامريكية محلا اكبر في هذا الكونسورسيوم. وبودي اشيد اليوم بارتياح كبير بالنتائج الايجابية لهذه الاتفاقية خلال السنتين الماضيتين وتنفيذها في موعدها المحدد وطبق برنامج تحدده الاتفاقية. واذا كان من يشك في هذه الاتفاقية عندما وقعنا عليها قبل سنتين وكان من يتمنى تنفيذها الايجابي فتحولت الان هذه النتائج الايجابية الى واقعية واعتقد على من يشك فيها ان يتراجع عن شكوكه.

كما تعرفون قمنا بعد ذلك بالتوقيع على اتفاقيتين كبيرتين للنفط وتشارك الشركات من الولايات المتحدة الامريكية في اتفاقية النفط التي وقعنا عليها قبل سنة. كما سيتم غدا التوقيع على الاتفاقية الجديدة للنفط تعتبر الشركات الامريكية مشاركين رئيسين فيها.

وتضمن هذه الاتفاقيات وتنفيذها مجيئ عدد كبير من الشركات الامريكية الاخرى الى جانب التي تشتغل باستخراج النفط. واشير بارتياح الى افتتاح مكاتب عدد كبير من الشركات الامريكية التي تمارس نشاطها في المجلات الاخرى في اذربيجان وذلك الى جانب مكاتب شركات النفط الامريكية. وكل ذلك نتائج للتعاون الاقتصادي الناجح بين اذربيجان والولايات المتحدة الامريكية وامكانيات كبيرة حصلنا عليها من خلاله.

واهمية هذه الامكانيات والنتائج في انها ستعود بالنائج احسن واكبر مستقبلا. ولذا اعتبر بدء غرفة التجارة الامريكية نشاطها في اذربيجان ومراسم فتحها اليوم حدثا كبيرا ومرحلة جديدة بالنسبة لمستقبلنا. ولم نقدم كل المساعدات للشركات الامريكية فقط بل ولكل شخص يمثل الولايات المتحدة الامريكية ويأتي الى اذربيجان لنجاح نشاطهم في أذربيجان ووفرنا لهم كل الامكانيات. لكن بعد أن بدأت غرفة التجارة الأمريكية نشاطها في أذربيجان شرعت اعتقد أننا سنقوم بهذه الاعمال بنجاح اكثر.

واعرف ان غرفة التجارة الامريكية في اذربيجان تأسست لتنسيق اعمال كل الشركات الامريكية وكل رجال الاعمال الامريكان في اذربيجان وتوجيهها وتخطيطها وارحب بهذه المبادرة واقدرها عاليا واعتقد ان نشاط غرفة التجارة سيكون حرا وسيتكلل بالنجاح الكبير.

كونوا على ثقة ان الدولة والحكومة الاذربيجانية وكل الجهات الحكومية الاذربيجانية ستقدم كل المساعدات لنجاح نشاط غرفة التجارة الامريكية في اذربيجان ونحن بحاجة اليه مثلما انتم تحتاجون اليه. ونحن مهتمون به لاننا نتمنى ان تأتي كل الشركات الامريكية الى اذربيجان.

وما من ادنى شك في اننا نخطو على طريق مبادئ اقتصاد السوق والاصلاحات الاقتصادية وبرنامج الخصخصة. ويرى المجتمع الاذربيجاني شأنه شأنكم ان تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية وبرنامج الخصخصة قد اسفرت عن نتائجه الايجابية. لقد غيرت مكاتب الشركات الاجنبية والمؤسسات المشتركة التي قامت بتاسيسها هنا والشركات الاهلية والمحلات الكبيرة والجميلة منظر اذربيجان، خاصة مدينة باكو مما يثير مشاعر الارتياح والسرور لدينا.

وبودي ان اقول لكم اليوم اننا نخطو على الدوام على طريق الاصلاحات الاقتصادية وسنخطو عليه مستقبلا ايضاً. ونقوم بتنفيذ برنامج الخصخصة ونتخذ الخطوات الهامة جدا نحو ذلك، مثلا قمت قبل يومين بالغاء شركة محاصيل القمح الحكومية التي كانت خلال السنوات الطويلة تمارس نشاطها في اذربيجان وحوّلت كل المؤسسات والادارات التابعة لهذه الشركة الى لجنة الدولة لشؤون الممتلكات لخصخصتها.

وهذه هي الخطوة المتخذة ليست لخصخصة شركة اوادارة بل ولخصخصة كل نظام المؤسسة الحكومية الكبيرة. ربما هذا هو الحدث العادي لضيوفنا القادمين من الولايات المتحدة الامريكية لكنه لا يعتبر عاديا بالنسبة لنا لان اتخاذ قرار لالغاء الجهات الكبيرة التي كانت خلال السنوات الكبيرة ضمن تشكيلة الدولة وخصخصتها يطالب بشجاعة كبيرة وقمنا بذلك بشجاعة كبيرة. ونحتاج الى وصول الاستثمارات الاجنبية والتعاون مع الشركات الامريكية لتنفيذ هذه الاجراءات.

وعلى الشركات الامريكية ان تسعى الى الاشتراك في عملية الخصخصة في اذربيجان كذلك في عملية تحقيق اقتصاد السوق في جمهوريتنا وتحتل محلها فيها وادعو كلكم الى ذلك.

واؤكد لكم ولكل شركائكم في الولايات المتحدة الامريكية على ان رئيس الجمهورية الاذربيجانية والدولة الاذربيجانية سيواصل تنمية الاقتصاد الاذربيجاني من خلال تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية وبرنامج الخصخصة وانتقاله الى اقتصاد السوق. ولذا اقول دائما للشركات الاجنبية بما فيها الشركات الامريكية: لا تتأخروا، أتوا الى ذاربيجان واحتلوا مكانا جيدا.

وعليكم ان تعرفوا ان الاجواء الاجتماعية السياسية الجيدة قد توفرت في اذربيجان لانجاز الاعمال المثمرة. لقد اتخذنا عددا من القوانين الملائمة لمجيئ اصحاب الاستثمارات الاجانب الى اذربيجان وسنواص اتخاذها مستقبلا. واذا هناك اليوم عناصر تحول دون انجاز هذه الاعمال في اي مجال من المجالات فسنزيحها حتما. واذا حال اي قانون اواية حصة منها دون نجاح هذه الاعمال سنغيرها وسنتخذ الجديد منها. كونوا على ثقة من ذلك.

ونتعاون تعاونا وثيقا مع كل من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والاتحاد الاوروبي من اجل تحقيق هذه الاجراءات. وبودي ان اعبر عن الارتياح من هذا التعاون واعتقد ان هذا التعاون جيد جدا بالنسبة لتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية في اذربيجان وتنمية اقتصاد جمهوريتنا.

وبودي ان اعبر مرة اخرى عن الارتياح من هذا اللقاء اليوم واتمنى التوفيق لكلكم وكل رجال الاعمال الامريكان وكل الشركات الامريكية آملا في ان التاعون الاقتصادي بين اذربيجان والولايات المتحدة الامريكية سيتطور مستقبلا تطورا سريعا على اساس الاانجازات التي احرزناها لحد الان.

لقد تبادلنا في لقاءاتنا مع رئيس الولايات المتحدة الامريكية السيد بيل كلينتون وفي اللقاء مع نائب الرئيس البيرت غور في هامش لقاء قمة لشبونه قبل عدة ايام، الاراء حول تطوير القلاقات بين اذربيجان والولايات المتحدة الامريكية في كل المجالات وانطلقنا من نفس الموقف من هذا الموضوع ووضحت لهم مواقف أذربيجان في هذا المجال بشكل جلي..

واقدر تقديرا عاليا علاقات الصداقة والتعاون هذه الموجودة بين الرئيس الاذربيجاني والرئيس الامريكي والجهات الحكومية الامريكية واؤكدكم ان اذربيجان تبقى دائما مخلصة بعلاقات الصداقة والتعاون هذه.

واقدم لكم مرة اخرى اخلص التهاني بمناسة مراسم افتتاح غرفة التجارة للولايات المتحدة الامريكية في اذربيجان واتمنى التوفيق في نشاطكم والسعادة ودوام الصحة. وشكرا جزيلا.