معلومات تاريخية عامة / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا‏

علاقات بين اذربيجان وبريطانيا العظمى


              

 
 
تاريخ العلاقات: انشئت اول علاقات التعاون بين اذربيجان ومملكة بريطانيا العظمى وايرلاندا الشمالية في نهاية القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين في حين كانت اذربيجان تابعة لروسيا القيصرية. في السنوات الاولى للقرن العشرين استثمرت الشركات الانجليزية اموالا بحجم ٦٠ مليون منات في المؤسسات النفطية لباكو. سدت انجلترا ٤٧% حاجتها الى الكيروسين عام ١٩٠٤ على حساب باكو. استلمت الشركة الانجليزية "Gikkers limited" اول ترخيص لانتاج معدات لمنشأة تكرير النفط في اذربيجان.

العلاقات السياسية الثنائية: اعترفت بريطانيا العظمى باستقلال اذربيجان في ٣١ ديسمبر عام ١٩٩١. تم التوقيع على اتفاقية حول العلاقات الدبلوماسية بين اذربيجان وبريطانيا العظمى في ١١ مارس عام ١٩٩٢. ان السفارة البريطانية في اذربيجان بدأت عملها كممثلية تجارية في سبتمبر عام ١٩٩٢. تعين سفير المملكة في روسيا سفير البلاد في اذربيجان ايضا وقدم اوراق اعتماده للرئيس الاذربيجاني في يوليو عام ١٩٩٢. اما السفارة الاذربيجانية في لندن فبدأت نشاطها منذ عام ١٩٩٤.

عام ١٩٩٣ التقى حيدر علييف مع السفير فوق العادة والمفوض لبريطانية العظمى الحديث التعين في اذربيجان. عقد اللقاء في أوج استمرار عدوان ارمينيا على اذربيجان - في حين بدء هجمات القوات المسلحة الارمينية الى مقاطعة اغدام لاذربيجان. اعلن حيدر علييف ضرورة بدء السفير الدائم لبريطانيا في اذربيجان وأحاط الدبلوماسي الانجليزي علما بتلك المسالة. اعلن السفير توماس يانغ لحيدر علييف ان الحكومة البريطانية تعترف بسلامة حدود اذربيجان وقال ان المملكة المتحدة بكونها ترأس مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة في ذلك العهد ستستفيد من صلاحياتها في حل القضية. بناء على تصريح توماس يانغ اعلنت الحكومة البريطانية احتجاجها لاحتلال اغدام من قبل ارمينيا في ٢٧ يوليو عام ١٩٩٣. بعد يوم اصدر قرار برقم ٨٥٣ متعلق باحتلال تلك المقاطعة بتاثير بريطانيا المشرفة على المناقشات في مجلس الامن لمنظمة الامم المتحدة.

قام الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف بزيارة رسمية الى ذلك البلد لاول مرة في الفترة ما بين ٢٥-٢٢ فبراير عام ١٩٩٤. اثناء الزيارة التقى مع رئيس الوزراء للبلد جون ميجور ووزير الخارجية والشئون الاتحادية دوقلاس هورد واجرى المحادثات. في هذه الزيارة وقع حيدر علييف وجون ميجور على اتفاقية رئيسية تنسق مسائل التعاون بين البلدين - "بيان مشترك حول الصداقة والتعاون" بين جمهورية اذربيجان وبريطانيا العظمى. اعلن حيدر علييف هدفه الرئيسي حول التعاون بين اذربيجان والمملكة المتحدة اثناء زيارته الاولى بقوله: "...نعتبر بريطانيا العظمى بلدا له هيبة ووزن سياسي في السياسة العالمية ومكان مهم جدا في النظام الاقتصادي العالمي وتقاليد وتاريخ غني ويمكن الاستفادة منه كثيرا بالتعاون المتعدد الجوانب معه."

في الفترة ما بين ٢٤-١٩ عام ١٩٩٨ قام حيدر علييف بزيارة رسمية ثانية الى بريطانيا العظمى. لعبت الزيارة دورا رئيسيا في تطور العلاقات الثنائية بين البلدين. حيث قالت الملكة البريطانية الزابيث الثانية في لقائها الرسمي مع حيدر علييف انها تتبع بدقة نشاط الرئيس الاذربيجاني في مجال بناء الدولة الديموقراطية والقانونينة في اذربيجان. اثناء اللقاء التقى الرئيس الاذربيجاني مع توني بليير رئيس الوزراء البريطاني. اعلن توني بليير ان بريطانيا العظمى تعترف بوحدة تراب اذربيجان.

في اللقاء الذي جرى بين توني بلير رئيس الوزراء الانجليزي وإلهام علييف الذي قام بزيارة بريطانيا العظمى باعتباره رئيسا لاذربيجان في ديسمبر عام ٢٠٠٤ تم توثيق "البيان حول علاقات الصداقة والتعاون" الموقع عام ١٩٩٨. تبنى بلير وإلهام علييف في نفس الوقت بيانا ختاميا مشتركا كاساس العلاقات الثنائية ايضا. القى إلهام علييف في زيارته هذه خطابا في موضوع "اذربيجان الجديدة - في العلاقات الاقليمية والعالمية" في معهد العلاقات الدولية الملكية البريطانية

زار اذربيجان جيم مورفي وزير الدولة حول الشئون الاوربية لدى وزارة الشئون الحكومية والخارجية لبريطانيا العظمى في ٧ مايو عام ٢٠٠٨. اشار وزير الدولة اثناء لقاءاته في باكو الى انه يجب معالجة النزاع القائم بين اذربيجان وارمينيا حول ناغورني كاراباخ بالطرق السلمية، الامر الذي سيساهم هذا في تطوير المنطقة. قال ان وحدة اراضي اذربيجان ليست موضوع المناقشة وان ناغورني كاراباخ ارض اذربيجان ويعترف هذا في بريطانيا العظمى والمجتمع العالمي.

في اطار زيارته التالية لبريطانيا العظمى في الفترة ما بين ١٣-١٢ يوليو عام ٢٠٠٩ التقى مع غوردون براون. ان غوردون براون الذي تطرق الى اشتراك اذربيجان في تحالف مكافحة الارهاب اعلن تقدير الحكومة البريطانية نشاط بلدنا في هذا الاتجاه تقديرا عاليا. هنأ براون الرئيس إلهام علييف بمناسبة النجاحات المكتسبة في مجال الديموقراطية وصف توسيع اذربيجان علاقاتها مع الاتحاد الاوربي بأمر إيجابي. اعلن براون ان بريطانيا تعتزم على توسيع العلاقات مع اذربيجان في المجالات السياسية والاقتصادية والاخرى. تطرق في اللقاء إلهام علييف الى النزاع القائم بين ارمينيا واذربيجان حول ناغورني كاراباخ واعلن ان عدوان ارمينيا المستمر على اذربيجان يشكل عرقلة كبيرة امام التطور الاقليمي.

العلاقات الاقتصادية: بريطانيا العظمى من اكبر المستثمرين الاجنبية في اذربيجان. تعمل في اذربيجان اكثر من ١٠٠ شركة بريطانية. اعلن حيدر علييف اثناء لقائه مع رئيس شركة "بريتيش بتروليوم" في اطار زيارته بفبراير عام ١٩٩٤ انه يؤيد انشاء علاقات وثيقة مع هذه الشركة الغربية المتنفذة ستؤثر تاثيرا ايجابيا على التطوير الجوهري للمجالات الاجتماعية في الجمهورية وكذلك صناعة النفط الاذربيجانية. عام ١٩٩٤ تم التوقيع على اتفاقية تقسيم الحصص الانتاجية مع شركة التشغيل الدولية الاذربيجانية التي ترأسها شركة بي بي حول تحقيق "معاهدة القرن" - استغلال مجموعة حقول "اذري- تشيراق- جونشلي".

في ٢٨ نوفمبر عام ١٩٩٥ قام حيدر علييف بزيارة العمل للمملكة المتحدة للاشتراك في مؤتمر منظم من قبل معهد آدم سميث حول موضوع "الامكانيات الاستثمارية في اذربيجان" واجرى عديدا من الاجتماعات المهمة. اثناء المؤتمر تم التوقيع على مفكرة حول تأسيس المجلس التجاري الصناعي بين اذربيجان وبريطانيا العظمى. في ٥-٣ يونيو عام ٢٠٠٢ زار وزير الطاقة والصناعة البريطانية برايان فيلسون الى باكو للاشتراك في المعرض السنوي التقليدي "النفط والغاز-٢٠٠٢" وقابله الرئيس حيدر علييف.

العلاقات الثقافية: اصبحت "الاتفاقية حول التعاون في مجالات التعليم والعلم والثقافة" الموقعة في 23 فبراير عام ١٩٩٤ من قبل الرئيس حيدر علييف ورئيس الوزراء البريطاني جون ميجور قاعدة قانونية للتعاون الثقافي بين بريطانيا واذربيجان. ان هذه الاتفاقية التي تحمل اهمية تاريخية في تطوير العلاقات بين الشعبين الاذربيجاني والبريطاني في مجالات التعليم والعلم والثقافة خلقت ارضية واسعة للتفاهم بين البلدين منذ توقيعها.

بعد هذا وسعت British Council المنظمة الرئيسية التي تنظم العلاقات العلمية الثقافية لبريطانيا العظمى مع البلدان الاجنبية نشاطها في اذربيجان. وفقا للمادة الـ١٤ للاتفاقية، British Council وسيلة رئيسية للحكومة البريطانية في التعاون بين البلدين في المجالات التعليمية والعلمية والثقافية. ان النشاط المثمر لوزارة التعليم للجمهورية الاذربيجانية وBritish Council وجد تقديره في البيان المشترك الذي وقع عليه حيدر علييف وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني في ٢١ يوليو عام ١٩٩٨. جاء في المادة العاشرة للبيان: "اشاد كلا الزعيمان خاصة النشاط الموسع لبريطيش كونسول، الذي يشمل مجالات تعليم الانجليزية في اذربيجان والتعليم والعلم والتكنولوجيا والثقافة."

يمكن تسمية العلاقات بين اذربيجان والمملكة المتحدة عامة علاقات ذات طابع استراتيجي. توجد بين البلدين علاقات سياسية واقتصادية وثقافية رفيعة المستوى. يؤيد هذا البلد دائما وحدة اراضي اذربيجان.

اعد التقرير التاريخي العام في ٥ ابريل عام ٢٠١٠.