مؤلفاته / سياسة الشباب

خطاب حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني بمناسبة الذكرى الأولى ليوم الشباب الأذربيجانيين- ٢فبراير عام ١٩٩٨


الشباب الأعزاء!

أهنئكم من صميم القلب بمناسبة هذا العيد، أي يوم شباب أذربيجان المستقلة وأتمنى لكم، أيها الشباب، الشبيبة السعيدة والصحة والمستقبل الساطع.

أكبر ثروة لأذربيجان هو أناسها المتفانين. أسمى ثروة شعبنا ومجتمعنا قيمة هم أنتم، أبناء أذربيجان الأعزاء! إنكم قائمون بتعزيز وتدعيم استقلال أذربيجان، وبناء وتطوير نظام ديموقراطي ومدني وعلماني في أذربيجان، وتنمية الاقتصاد الأذربيجاني والمجال الاجتماعي، وتتبعون كل الأعمال التي نتخذها. إنكم مستقبل مزدهر لأذربيجان، وترفعون العلم الأذربيجاني في القرن الواحد والعشرين إلى أعلى مكان.

إننا اليوم نعتمد عليكم ونتكل عليكم مبذولين كل ما في وسعنا، مكافحين ، ومعالجين مشاكل صعبة ومعقدة لأذربيجان المستقلة ومعززين استقلالها السياسي ومطورين إقتصادها. يشكل الشباب أغلبية السكان في بلدنا. يترتب حاضر ومستقبل أذربيجان على نشاطكم وعملكم وتفانيكم. أعرب بمشاعر الامتنان عن أن أذربيجان لها اليوم شباب يعتز به. نفتخر بكم. إن حاضركم ومستقبلكم يثيران مشاعر الافتخار العميق في قلوبنا. يسعدني بكوني رئيسا للدولة الأذربيجانية أن الشعب الأذربيجاني له اليوم شبيبة سليمة وجميلة وموهوبة.

خلال السنوات الماضية صمدت أذربيجان للمحن الكبيرة وتحملت الكثير من الصعوبات. كانت السنوات الست المنصرمة سنوات لحفظ استقلال أذربيجان، لإنشاء دولة مستقلة واقتصاد حر في أذربيجان، وتشكيل جيش وطني، تأسيسات الدولة. اجتزنا بنجاح كل هذه المحن والصعوبات. تسود أذربيجان الحالة السليمة والاستقرار الاجتماعي السياسي. يبدو مستقبل أذربيجان بكل وضوح ونتطلع إلى هذا المستقبل بآمال. من أكبر إنجازات أحرزناها في أذربيجان هي أنه نشأ في هذه السنوات جيل من الشباب الذين يعيشون بأفكار عالية وسليمة ويخدمون لشعبهم ووطنهم وأرضهم بمنتهى الإخلاص.

الابناء الأعزاء، لن تُخضع ولن تُقهر أذربيجان بفضلكم أيها الشباب! مما يسرني للغاية هو أن أذربيجان لها شباب يستطيع أن يصون مستقبل أذربيجان بشكل قوي، أن يدافع عنها دائما من جميع الأخطاء ويحافظ على استقلالها السياسي ونظامها الديموقراطي. أنتم هم هؤلاء الشباب، أبنائي الأعزاء! إنكم أظهرتم اليوم في هذا القصر مواهبكم بألعاب رياضية، ورقصات وأغاني. يظهر كل هذا موهبة الشبان الأذربيجانيين، وكفاءتهم وقدرتهم على العمل وطاقتهم وذكاءهم اليوم ومستواهم الثقافي العالي. أهنئكم بمناسبة إنجازاتكم هذه وأريد أن اعرب عن يقيني من أنكم ستسعدون مجتمعنا بإنجازات جديدة يوما بعد يوم ودائما ترفعون اسم أذربيجان، تطورونها.

أول مهمتكم هو ولاءكم دائما للوطن وبلدنا وأرضنا الأم. على كل شاب ألا ينسى هذه المهمة. أيا كان، سيحيي دائما الولاء للوطن وللشعب وللبلد وللدولة كل شاب وسيمكنه من أن يتبوأ مكانا مستحقا له في المجتمع. أرجو أن تظلوا دائما مخلصين. عليكم أن تعرف أن لنا بلد مستقل، دولة مستقلة، أذربيجان الأم العزيزة. هذا لنا، ولكم وللشعب الأذربيجاني دائما وأننا دائما نبقى مستقلين.

يجب أن يحافظ كل شاب، كل أذربيجاني وكل مواطن أذربيجاني على أراضي أذربيجان العزيزة والجمهورية الأذربيجانية، يصونها كقرة عينه كما يدافع عن بيته وأولاده وأبويه وملكيته وأشيائه.

مهماتكم المكرمة هي تحقيق مهمتكم في المواطنة وتأديتكم الخدمة في الجيش الوطني، في القوات المسلحة الأذربيجانية. كما تعرفون أن شعبنا هذب أولاده في روح الخدمة في الجيش في العهود السابقة. أظهر شبابنا في حروب القرن العشرين نماذج البسالة . إننا افتخرنا دائما بأبناء أبطال لأذربيجان وستبقى ذكراهم دائما في قلوبنا.

لكن الآن على كل شاب أذربيجاني أن يعرف، يعي ويفكر أنه يجب عليه أن يخدم فقط في جيشه الوطني لصالح وطنه وأرضه العزيز وشعبه. لذا تأدية كل شاب خدمته في الجيش حاليا وفي المستقبل مختلفة تمام الاختلاف عما كان في الأزمنة الماضية. يجب أن يشتاق كل شاب إلى الخدمة في الجيش. عند تهذيب الآباء والأمهات أولادهم قبل كل شيء لا بد أن ينصحوهم، ويشجعوهم للخدمة في الجيش. لا بد أن يتعطش كل شاب أذربيجاني منذ طفولته إلى أن يناهز سن التجنيد للجيش وعليه أن يبذل مجهوداته ويسرع ويتطلع إلى حلول موعد التجنيد للجيش ومن خلال الخدمة في الجيش لا بد أن يقدم مهمته الشريفة أمام الوطن والأمة.

اليوم يخدم عشرات الآلاف من الشباب في الجيش الوطني لأذربيجان بإخلاص. إنني أشيد خدماتهم واصطفافهم اليوم في صفوف الجيش الأذربيجاني وفي حراسة أراضي بلدنا ومساحتها وأوجه بمناسبة يوم العيد هذا إلى كل الشباب الأذربيجانيين الذين يخدمون في الجيش خالص التهانئ. إن تعزيز وتقوية الجيش الوطني لأذربيجان مهمة كل شاب، وشخص. لأننا علينا أن نقدر على الدفاع دائما عن وطننا ودولتنا المستقلة وبلدنا وجمهوريتنا. فهذا من مهمات جيشنا - اليوم وفي المستقبل.

إن تطوير وتعزيز الجيش الوطني الأذربيجاني هو من أهم مهمات عالقة أمامنا اليوم. اعتدت القوات المسلحة الغازية لأرمينيا على الوحدة الترابية لأذربيجان. لا تزال ٢۰% من الأراضي الأذربيجانية تحت وطأة احتلال القوات المسلحة الارمنية. تم تشريد أكثر من مليون مواطن أذربيجاني من الأراضي المحتلة ، السكان القاطنين هناك ولا يزال الكثير منهم مستوطنين في مناطق مختلفة لأذربيجان. كما تعلمون أننا أوقفنا المعارك في مايو عام ١٩٩٤ وتوصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ونحرص على تسوية النزاع سلميا. أنجز ولا يزال المزيد من الأعمال في هذا المجال، وسوف تواصل. أنا موقن تماما أننا سنتوصل إلى تسوية النزاع سلميا.

مع هذا لا بد من تعزيز جيشنا لتملك أذربيجان جيشا قادرا مستحقا لها، وليحول الجيش الأذري دون أي عدوان مقبل على بلدنا اليوم وفي المستقبل أيضا. يجب تعزيز الجيش ليقدر على الدفاع عن أذربيجان دائما. فأول مهمة وأكبر مهمة للشباب الأذربيجانيين هي توطيد الصلة مع الجيش وتأدية الخدمة في الجيش وتركيز العناية والانتباه على الجيش، رفع احترام الجيش على كل شخص يخدم في الجيش والقوات المسلحة الأذربيجانية أن يكون شخصا يتمتع بأكثر احتراما وثقة به لمجتمعنا.

الشباب الأعزاء! استفيدوا من مرحلة الشباب مثمرا، تلقوا تعليما حسنا واعدوا أنفسكم جيدا للحياة. سنوات الشباب سنوات لن تعود. إن المرء يتحسر دائما لهذه السنوات المنصرمة على تفوق السن. لعلكم، ايها الشباب قد لا تدركون أهميتها الآن. لكننا المسنين نعرف هذا جيدا. يتذكر كل مسن شبابه بمحبة دائما، في نفس الوقت يأسف، يلوم نفسه دائما لأيام خلت من صبابته، لأيام ذهبت سدى.

لكيلا تلوموا أنفسكم في المستقبل، لكيلا تأسفوا لفواتكم شيئا ما في أيام شبابكم أريد لكم أن تستفيدوا مثمرا من أيام الشباب وأشهر الشباب وسنوات الشباب، لا تضيعوا وقتكم عبثا، تجتهدوا في دراستكم وتعلمكم تعدوا أنفسكم للحياة المقبلة والعمل والمستقبل.

يسرني أن أذربيجان في الأزمنة الأخيرة استطاعت حفظ مدارس في أذربيجان بعد صمودها للصعوبات الشاقة. تعمل الآن مدارس وجامعات ومراكز التعليم العالي في ظروف حسنة في أذربيجان ويستطيع شبابنا أن يتلقوا التعليم حرا ومستقلا وكما يحلو لهم. آمل أن شبابنا اليوم سيستطيعون تلقي التعليم في أعلى مستوى يختلف عن شباب السنوات الماضية، وسيكونون أكثر علما ومعرفة ويملكون أعلى مستوى للمستقبل.

نيتنا وحلمنا هو أن شباب أذربيجان سيكونون سليمي الصحة. الصحة البدنية والصحة الروحية والمعنوية - كل هذه عوامل ضرورية بالنسبة لشبابنا. أذكر بمشاعر الامتنان أن شباب أذربيجان سليم الأسس. عرضوا اليوم رياضيوو أذربيجانيون نماذج حسنة من الألعاب الرياضية من قبل. بين شبابنا أبطال العالم ويشتركون في مباريات رياضية مختلفة ويحظون اوسمة وهدايا عالية. كل هذا يسرنا. مع هذا، يجب على كل شاب أن يبذل كل ما في وسعه لصحته البدنية، ويشتغل دائما بالرياضة والرياضة البدنية. يجب أن تصبح الرياضة البدنية جزءا لا يتجزأ من حياة كل شاب. للعمل المثمر، في خدمة البلد والشعب لا بد أن يكون كل شاب أذربيجاني سليم الصحة. في نفس الوقت الصحة الروحية ضرورية جدا. نشأ شعبنا في روح المعنوية العالية طوال قرون دائما بفضل تراث شعبنا القومي والروحي، وقيمها القومية. قد نفتخر بأن تقاليدنا وقيمنا القومية والدينية والروحية تجسد دائما معنوية عالية.

علينا أن نبقى دائما مخلصين لهذه القيم المعنوية. يتعين على كل شاب أن يبقى مخلصا لجذوره القومية وتراثه الروحي. أصولنا أصول سليمة جدا و يمكننا الافتخار بها. الولاء للجذور والتراث أهم عامل لنجاح كل شاب في الحياة.

إننا نعيش في العالم المتقدم. أذربيجان بلد حر ومستقل ومفتوح وتقيم وسوف تقيم علاقات متعددة الأطراف مع كل الدول للعالم. من مزايا حياتنا الحالية هي أننا خرجنا من هذا المأزق. نحن أحرار ومستقلون وانفتحنا للعالم ويجب الاستفادة المثمرة منها. إن تعريف بلدنا وشعبنا في العالم كما في الواقع وتبليغ قيم شعبنا المعنوية وانجازاته في العالم من أهم مهماتنا. في نفس الوقت الاستفادة المثمرة من القيم عامة البشرية والعلمانية ودمجها مع قيمنا المعنوية وإثراء تراث شعبنا الروحي من أهم وظيفتنا. يلزم معرفة كل هذا وتحقيق هذه المهمات بذكاء وهمة. فلذا أدى وسوف يؤدي دمج قيمنا المعنوية القومية مع القيم عامة البشرية إلى إثراء معنوية شعبنا. هذا طريقنا الاستراتيجي الهادف إلى المستقبل.

ويجب علينا ألا نخطأ وأن نحد من تدخل عناصر تختلف عن معنويتنا إلى أعماق مجتمعنا وشعبنا وأخلاق الشباب. جاء وسوف يجيء اقتصاد السوق والاقتصاد الحر بانجازات كبيرة لأذربيجان. لكن ثمة خطر منتظر. قد يجيء الاقتصاد الحر واقتصاد السوق والملاكية بعناصر سلبية إلى مجتمعنا في نفس الوقت وبعض الأخطار قائمة الآن. لذا بتطوير اقتصاد السوق وتوفير مكان واسع للاقتصاد الحر وبتنمية الملاكية وتشكيل فئة الملاك في أذربيجان يتعين علينا أن نقوم كل هذا على قيمنا المعنوية. وفي هذا المجال لا بد من أن نحول دون توغل عناصر سلبية معادية لأذربيجان إلى داخل مجتمعنا وتدمير مجتمعنا من الداخل. وهذا مهمتنا ومهمتكمأيضا، أيها الشباب الأعزاء.

إننا نتخذ وسنتخذ من طرفنا تدابير ضرورية لتنفيذ هذه المهمات. كما تعرفون أنني أصدرت قرارات حاسمة ومراسيم في هذا المجال في الأيام الأخيرة. وأصدرت قرارا لوقف نشاطات عدة ملاه ومقامر وأندية ليلية ظهرت في أذربيجان في السنوات الخمس - أو الست . أصدرت قرارات عن إلغاء جهات لا تتناغم مع معنوية أذربيجان، وشعبنا وتفسد أخلاق شعبنا، ومؤسسات متنوعة قائمة بهذه الأعمال. أعتقد أنكم تؤيدون وتقبلون وتدعمون قراراتي هذه وسيشتركون بنشاط في تنفيذها. تستهدف قراراتي هذه قاطبة حفظ صحة، سلامة مجتمعنا وشعبنا وشبابنا. إنني بهذه القرارات ونشاطي هذا أهدف إلى أن شعبنا، كل مواطن أذربيجاني وخاصة أنتم أيها الشباب تنشأون بأخلاق طيبة وسليمة.

إن الإدمان على السكر يؤدي بالناس إلى المأزق. وتعرِّض الإستفادة من مخدرات متنوعة الشباب خاصة للمزيد من البلاوي والأمراض وفي النهاية تقتل الناس. إننا لا يسعنا أن نسمح لإنتشارها في أذربيجان واعلموا، لن نمكِّن. هذا فقط لأجل سلامتكم أيها الشباب.

الشباب الأعزاء، أنتم جميعا تعرفون مهماتكم. إنني تناولت هنا فقط عدة نقط. أنا على يقين من أنكم سينفذون كل ما على عاتقكم من المهمات بإخلاص وسيحرزون نجاحات في مجال التعليم والعمل والحياة والأسرة وكل حقل في مجتمعنا. إنني موقن بهذا. كلما أراكم كلما أستلهم، تلهمونني كثيرا و مستلهما منكم أحرص على تحويل اذربيجان إلى بلد أقوى. أؤكدكم على أن الدولة الأذربيجانية، الرئيس الأذربيجاني كان ضمانا للدفاع عن حقوقكم ويبقى ضمانا. أؤكدكم على أننا سنستمر في بذلنا كل ما في وسعنا لتحسين مستوى معيشية للشباب الأذربيجانيين وأداء واجبهم بشكل حسن. كونوا على ثقة بأن أذربيجان لها مستقبل سعيد وأنكم بناء هذا المستقبل السعيد.

أقول مرة أخرى: أعتمد وأتكل عليكم وقمت بعملي بجسارة متكئا إليكم حتى الآن وسنستمر في تحقيق عمل بجسارة. أتمنى لكم، أيها الشباب الأذربيجانيون الصحة والحياة الرافهة والمستقبل السعيد. والسلام عليكم، مع السلامة.