مؤلفاته / الاقتصاد / العلاقات الاقتصادية مع البلدان الأوربية

خطاب حيدر علييف الرئيس الأذربيجاني في المؤتمر الرسمي الذي نظمه معهد آدم سميث - لندن، ٢٩ نوفمبر عام ‏‏١٩٩٥‏


السيدات والسادة المحترمون!

نشترك اليوم في التدبير المشهود الكبير بفضل مبادرة معهد آدم سميث هنا في لندن بريطانيا العظمى. يعقد مؤتمر محترم جدا هنا مكرس للمسائل المتعلقة بجمهورية اذربيجان وتطوير اقتصاد اذربيجان المستقلة والمشاريع وجلب الاستثمارات اليها. مما يسرنا جدا هو حضور الممثلين والضيوف من عديد من بلدان العالم في هذا المؤتمر واشتراكهم في عمل المؤتمر. هذا يسرنا جدا ومن طرف يدل على كون معهد آدم سميث مكانا اقتصاديا نافذا، من طرف آخر يثبت مدى اهتمام العالم بجمهورية اذربيجان المستقلة واقتصادها.

يمكن الحديث كثيرا عن مؤتمر اليوم. لكني فهمت انه يجب القاء كلمة قصيرة هنا! السادة، بماذا ترحبون! هل تريدون ان ألقي كلمة قصيرة ام لا...ان إلقاء الكلمة في مثل هذه المأدبة يستقر ساعة في القوقاز. لكن ألقوا في بريطانيا العظمى كلمة قصيرة جدا على شرف الملكة. اية عادة تريدونها - العادة القوقازية او البريطانية؟ لا اريد أضيق وقتكم. لكني اريد ان اتحدث عن مجرد واقع. التقيت مساء اليوم مع عديد من الناس قبل حضوري هذه المأدبة. اقترب مني سفير جمهورية افريقيا الجنوبية في انقرة، هو سفير هذا البلد في اذربيجان ايضا، ولعله يشترك اليوم هنا. وقال لي انه قطع شوطا كبيرا للوصول الى هنا والسبب هو التعرف عن كثب على الاقتصاد الاذربيجاني والاشتغال بالمسائل المتعلقة بجلب استثمارات من جمهورية افريقيا الجنوبية الى اذربيجان واحاطة دولته وحكومته علما ضروريا بهذا.

ترى، كم تغير العالم! كان يقل عدد اللذين كانوا يعرفون مكان جمهورية افريقيا الجنوبية في الخريطة قبل هذا بـ٤ سنوات في اذربيجان. أما الآن فان التغيرات العالمية ادت الى استقلال اذربيجان واقامة جمهوريتنا كدولة مستقلة علاقات مع كل الدول ، من طرف ثان فإن التغيرات الجارية قرّبت البلدان من بعضها البعض الى درجة يفقد فيها مفهوم المسافة والبعد اهميته.

ثمة نقطة لافتة. كانت مساحة القاعة التي نعقد هنا الآن مؤتمرا في نفس المساحة. ان جميع الناس الذين يقعدون حول المائدة هم الذين كانوا يشاركون في القاعة اثناء المؤتمر، بل وربما اكثر منهم. لكل شخص مصلحته هنا. لكن مصلحة الجميع واحد. والكل يريد ان توسع العلاقات الاقتصادية توسيعا اكثر وتطور تطويرا اكثر. اما اذربيجان فتريد زيادة الاستثمارات في بلدنا. وجاؤوا الى اذربيجان مستثمرون من كل البلدان بسبب سياستها الانفتاحية.

ان الاهتمام بمؤتمر اليوم كبير الى درجة جاؤوا الفنانون الاذربيجانيون الشهيرون - عازف البيانو الشهير فرهات بدلبكلي والنجمتان الاذربيجانيتان الاخوتان فيدان وخورامان قاصموفا ليشتركوا هنا في المؤتمر وعازفوا اليوم هنا الاغاني. شعرتم نموذجا صغيرا من الفن الجميل الاذربيجاني والثقافة الاذربيجانية. عندما تأتون الى اذربيجان يشاهدون الامكانيات الاقتصادية الكبيرة جدا وكذلك تتمكنون من التعرف على الثقافة الغنية والفن الجميل لبلدنا.

أدعوكم جميعا مرة اخرى الى اذربيجان.

يمكنكم ان تأتوا الى اذربيجان كضيف وكذلك لتوظيف الاستثمارات.

ابدي شكري لمنظمي هذه المأدبة الجميلة - معهد آدم سميث ورئاسته وشركة "ماك ديرموت" والاشخاص والشركات المشاركة الاخرى في تنظيم التدبير. ابدي احترامي وحرمتي لارض بريطانيا العظمى وشعبها الجميل. لبريطانيا العظمى تاريخها القديم والغني. لبريطانيا العظمى وشعبها خدمات لا مثيل لها في تطوير كل البشرية. لأن كل شخص يخلع قبعته وينحني عندما يسمع اسم بريطانيا العظمى على خدماتها امام البشرية.

المستضيفون المحترمون، فإن تقاليد بلدكم وتأريخه الكبير نموذج وقدوة كبيرة نحتذي بها. تساعدون اليوم ايضا البلدان الحديثة الاستقلال، من جملتها اذربيجان في النهوض وتطوير اقتصادها.

أشرب نخب السلام والامان في البشرية ونخب العلاقات السليمة والمعنوية العالية بين الناس وانهاء الحروب والنزاعات الدموية والتعاون المفيد بين البلدان ونخب الاعمال وثقافة الاعمال والاخوة والصداقة، ونخب مواصلة تطوير الاقتصاد تحت رعاية معهد آدم سميث، ونخب بريطانيا العظمى وشعبها، والاصدقاء الاعزاء والسيدات والسادة المحترمون، نخبكم جميعا.

جريدة "اذربيجان"، ٢ ديسمبر عام ١٩٩٥