مؤلفاته / أحاديث صحفية

الحديث الصحفي الذي أدلى به حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية للدكتور وحيد ريحان محرر صحيفة "عصر آزادي"- ١٠ ديسمبر عام ١٩٩٧


سؤال: فخامة الرئيس، يقولون انه كان في اذربيجان رخاء في عهد برزنيف. هل كان الامر هكذا في الحقيقة؟ كما يقولون بعد انتخابكم رئيسا لاذربيجان وتوقيعكم على معاهدات النفط بان اذربيجان ستصبح بلدا غنيا مثل الكويت. وما هو رأيكم بهذا الصدد؟

حيدر علييف: فقد كانت تعيش اذربيجان في الرخاء في العهد الذي كان حيدر علييف يرأس اذربيجان، لا في عهد برزنيف. إذ ان برزنيف ما كان يقود أذربيجان. وكان حيدر علييف قائد اذربيجان حينذاك، أما برزنيف فانه كان يجلس في موسكو. ان الاعمال المتخذة في اذربيجان كانت تقوم بها قيادة اذربيجان بنفسها. حينذاك كان رخاء في الحقيقة وكان العيش جيدا. لكن الاقتصاد الاذربيجاني بدأ يتكبد الاضرار منذ المنتصف الثاني من سنة ١٩٨٨. خاصة، توقف تطور الاقتصاد في جمهوريتنا بعد بدء عدوان ارمينيا على اذربيجان وانخفض معدل الانتاج.

وبدأ ينتعش الاقتصاد في بلدنا نتيجة الاصلاحات الاقتصادية التي نجريها في اذربيجان خلال السنتين الأخيرتين، وبلا شك، عن طريق تطبيق اقتصاد السوق واتاحة حرية الأداء للناس وتحرير التجارة الخارجية وتوسيع العلاقات التجارية مع البلدان الاجنبية. اذا كان ينخفض سنويا الاقتصاد وانتاج المحاصيل الصناعية والزراعية في اذربيجان من الفترة ما بين سنتي ١٩٨٨-١٩٨٩ حتى سنة ١٩٩٥ فحلنا دون هذا وبدأت تزداد من سنة ١٩٩٦. في سنة ١٩٩٧ ارتفع معدل انتاج المحاصيل أكثر مما كان.

عما عبارة هذه الزيادة؟ ويعلم الاقتصاديون وربما تعلمون أنتم ايضا ان الناتج المحلي الاجمالي مؤشر يظهر مستوى الاقتصاد. ان الانتاج المحلي الاجمالي في اذربيجان ازداد في هذا العام ٥ بالمئة مقارنة بالسنة الماضية وما انخفض معدل انتاج المحاصيل الصناعية، بل ارتفع نحو واحد بالمئة. وارتفع الدخول النقدية للناس ٥٠ بالمئة وألغي التضخم المالي بالكامل. كان التضخم المالي في الجمهورية يشكل ١٦٠٠ بالمئة في سنة ١٩٩٤. وهذا انخفض في سنة ١٩٩٥ الى ٨٤ بالمائة وفي ١٩٩٦ الى ٦ بالمائة. اما الآن فانخفض مستوى التضخم الى صفر. وهذه من أهم مؤشرات تعكس وضع الاقتصاد والمالية. في الأوقات الاخيرة يزداد سعر منات مقابل دولار. وهذا ايضا مؤشر حسن جدا.

وعليه فاننا وفرنا غزارة الأغذية. سبقت وكانت تنقص المواد الغذائية في الجمهورية وحتى في عهد الاتحاد السوفييتي ايضا، مثلا وفي سنتي ١٩٨١ و١٩٨٢ كانت تنقص بعض المواد الغذائية. اني ذهبت في سنة ١٩٨٢ الى موسكو لتولي المنصب. لكن الآن رخاء هنا. لأننا قمنا بخصخصة الزراعة. كما خصخصنا مجال تربية المواشي بالكامل وأعطينا المواشي للفلاحين. ان الفلاحين يحسنون الآن في تربية المواشي مقارنة بما كان في الكولخوزات في عهد الاتحاد السوفييتي السابق. حينذاك ما كانوا يحسنون في تربية المواشي من جهة وكانوا يسرقون المحاصيل من جهة اخرى. لكن الآن يملك الفلاح بنفسه سواء البقر او الغنم او الماعز. ويعلم انه كلما يعلف الحيوان ويحسن في تربيتها كلما يدر لبنا ولحما ودخلا كبيرا عليه. وبهذا المنوال ستزداد منتجات الالبان. وهذا يؤتي بنتائجه فعلا.

من ثم فاننا وزعنا الأراضي الى الأهالي. كانت الأرض في ملكية الدولة، لا في ملكية الناس. اما المناطق التي وزعنا الأراضي فيها الى الناس فانهم يستفيدون فيها من الأراضي باكثر ثمرة ويأخذون ارباحا اكثر. في الوقت عينه ينتجون الحبوب وغيرها من المحاصيل ويبيعونها وهذا يؤدي الى الرخاء. لذلك فان المنتجات الزراعية تزداد أكثر فاكثر عندنا وفي هذا المجال رخاء. وصحيح ان بعض السكان لا يملكون امكانات لشراء هذه المنتجات. مثلا، يوجد في اذربيجان مليون لاجئ. وتم تشريدهم من الاراضي التي احتلتها القوات المسلحة لارمينيا ولا يعملون ويستوطنون في المخيمات وان وضع هؤلاء الناس شاق. عامة، عندنا ناس يعيشون في وضع الفقر. وهذا طبيعي. وفي إيران نفسها أناس يعيشون في الفقر رغم عدم وجود اي كولخوز وسوفخوز فيها. لكن كما ترون اننا نغير نظاما وننتقل من كيان سياسي واقتصادي الى آخره. ونتيجة هذه بالذات ثمة انتعاش الآن في اقتصاد جمهوريتنا. ويزداد هذا الانتعاش بالتدريج. وكل هذه نتائج مستخلصة من الامكانيات الموجودة في بلدنا.

هذا فانك تحدثت عن مسألة انتاج النفط. نعم، اننا بدأنا استخراج النفط والغاز من عدد كثير من الحقول الواقعة في بحر قزوين بالتشارك مع شركات البلدان الاجنبية. بما في ذلك تساهم شركة "أويك" الإيرانية في تحقيق معاهدتين تم التوقيع عليهما للاستغلال المشترك للحقول الواقعة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين. كما تشارك في تحقيق تلك المعاهدات الشركات الروسية والفرنسية والإنجيليزية والامريكية وغيرها من البلدان. ولا شك في انه سيتم استخراج كمية أكبر بكثير من النفط والغاز من هذه الحقول بعد عدة سنوات. وستزداد عائداتنا ببيع ذينك النفط والغاز في السوق العالمية. في حالة زيادة ارباحنا سنزيح المصاعب المعينة في بلدنا ونقدر على توظيف الاموال في المجالات الاخرى للاقتصاد. والحال اننا لا نملك الآن اموالا لتلك المجالات. وسنكسب أرباحا من هذه المجالات ايضا بعد توظيف الاموال فيها وهكذا سيكون مستقبل اذربيجان جيدا.

سؤال: فخامة الرئيس، يحتل حب الوطن المرتبة الأولى في الاغاني الاذربيجانية. وما هو السبيل من نزاعهم مع الأرمن؟

حيدر علييف: اننا سنطرد القوات المسلحة لارمينيا من الاراضي المحتلة الاذربيجانية. ولن نسمح بان تبقى اراضينا تحت احتلال ارمينيا. صحيح، قد مضى ٣ أعوام ونصف عام وأوقفنا الحرب. لماذا؟ كما تعلمون ان الحرب دامت ٦ سنوات من عام ١٩٨٨ حتى عام ١٩٩٤. لم تأتي تلك الحرب باي شيء لاذربيجان وعرّضت جمهوريتنا للمعانات - استشهد الناس وأبيدوا واحتلت اراضينا. لماذا؟ بما انه يقف وراء ارمينيا عدد كثير من الدول وتزود الارمن بالعتاد والاسلحة. تتواجد في ارمينيا قواعد حربية وعسكرية لروسيا. ويتمركز الجيش الروسي في ارمينيا. في مثل تلك الحالة ايضا، يمكن استئناف الحرب ضد ارمينيا اذا يقتض الامر. لكننا ذهبنا الى انه قد يكون من الصواب التوصل الى التسوية السلمية للقضية. لذلك فاننا اوقفنا اطلاق النار وابرمنا اتفاقية لوقف اطلاق النار. ونجري الآن مفاوضات السلام. تركز هذه المحادثات على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال لارمينيا من الأماكن المحتلة وعودة لاجئينا الى ديارهم واحلال وحدة أراضي أذربيجان. فيما يتعلق بالارمن الذين يعيشون في ناغورني كاراباخ فتقدم لهم درجة عالية من الحكم الذاتي التابع للدولة الاذربيجانية.

سؤال: ما هو سبب عودة أبي الفضل إلجي بك الى باكو؟

حيدر علييف: ان كل مواطن اذربيجاني يمكن ان يعيش اينما يريد. اما ابو الفضل إلجي بك فانه ترك منصب رئيس الجمهورية ومسؤوليته امام السكان في سنة ١٩٩٣ وفرّ وهرب الى قرية "كلكي" الجبلية والتجأ هناك وما أدى مهامها. وعاش هناك خلال ٤ سنوات ونصف سنة، ثم أراد أن يعود الى باكو وجاء. يمكن ان يذهب الى حيث يريد، الى كنجه أو سومغاييت أو لنكران. أي ليس لنا اية صلة لا بهروبه ولا عودته الى باكو.

سؤال: انكم أعظم رجل السياسة للعالم. ويعتبرونكم اول من بين رجالات السياسة الثلاثة العظماء. انكم جعلتم مرة اخرى اذربيجان شهيرة في العالم بعد توقيعكم على معاهدة النفط. وأسلفتم القول بانكم قمتم بخصخصة الاراضي. هل أعطِيت تلك الاراضي الى الناس مجانا؟

حيدر علييف: نعم، أعطينا الأراضي للشعب والناس والفلاح مجانا بالكامل. انهم سيستفيدون منها على هواهم. يمكنهم ان يبيعوها وكذلك يعطوها لأقربائهم. انهم أصحاب ما يملكونه من الارض. واعتقد انهم سيستفيدون من الارض بشكل مثمر سواء أباعوها أم أعطوها لشخص آخر. ان امكانيات بلدنا في الزراعة كبيرة. في اذربيجان أراض خصبة وجميلة جدا، ومن الممكن جني محاصيل اكثر منها. ستزداد الانتاجية في البلد. بزيادة الانتاجية ستزداد الاغذية غزارة.

سؤال: كيف تكون علاقات بين اذربيجان وإيران بعد اختتام مؤتمر القمة الاسلامي الثامن؟ بين هذين البلدين روابط حسنة. هل يكون أحسن منها أو بالعكس؟

حيدر علييف: ان مؤتمر القمة الثامن لمنظمة المؤتمر الاسلامي لا علاقة له بهذه المسألة الى حد ما. كما تعلمون ان ممثلي ٥٥ بلدا ومن جملتها أذربيجان حضروا مؤتمر القمة هذا. اني سالتقي اليوم السيد خاتمي رئيس جمهورية إيران الاسلامية حيث سنبحث في مسائل تطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا في المستقبل. اني اود وأتمنى ان تكون بين ايران واذربيجان علاقات الصداقة والأخوة وان تتم الاستفادة من الامكانيات الكبيرة لبلدينا في تطوير تعاوننا، بما في ذلك تعاوننا الاقتصادي.

سؤال: الرئيس المحترم حيدر علييف، هل زرتم تبريز حتى الآن ؟

جواب: اني زرت تبريز عندما كنت أعيش في ناختشيفان. لكننا لم نتمكن من السفر الى تبريز عندما قمت كرئيس اذربيجاني بزيارة رسمية لإيران في سنة ١٩٩٤. ارغب في زيارة تبريز من جديد، ربما يتيح الله لي الفرصة.

صحفي: ان شاء الله. شكرا جزيلا لكم، فخامة الرئيس.