خطاب حيدر علييف رئيس الجمهورية الاذربيجانية في حفلة افتتاح نظام الاتصالات الخلوية الجديد في باكو - ١٥ ديسمبر، سنة ١٩٩٦
السيدات والسادة الكرام، الاصدقاء الكرام، الاخوات والاخوة!
ارحب بكم جميعا سكان مدينة باكو وكل مواطني جمهورية أذربيجان، ترحيبا حارا وانقل لكم اخلص تمنياتي السعادة.
تنتهي سنة ١٩٩٦ تسرنا أن نشهد جوا مشمسا في شهر ديسمبر والجو في عاصمتنا مدينة باكو لطيف جدا. وعليكم ان تستريحوا في هذا اليوم وتشتغلوا باموركم. لكنني ارى ان اهتمامكم بالأمور والمسائل العامة لاذربيجان هو الذي يجمعكم هنا. انني مسرور وفرحان من اللقاء معكم، مع اخواتي وإخوتي معبرا عن التقدير والاحترام لكم.
لقد وصل وفد كبير من جمهورية تركيا وهم ضيوفنا الكرام بهذه المناسبة الى اذربيجان وارحب بكل ضيوفنا القادمين الى اذربيجان من تركيا الشقيقة والمشاركين في هذه الحفلة ترحيبا حارا واقول لهم: اهلا وسهلا ومرحبا بكم في اذربيجان!
لا شك في ان فتح نظام الاتصالات الجديد - نظام الاتصالات "اذارسيل" اليوم يعتبر حدثا هاما في حياتنا لان الاتصالات في وقتنا الحاضر مهمة جدا لكل شخص وكذلك مهمة للغاية لنشاط الناس والنشاط الفعال للدولة والجهات الحكومية والمؤسسات الاهلية وكل منظمة. وتستحق للاهتمام انجازاتنا في مجال الاتصالات في السنوات الاخيرة مما اشير اليه اليوم بمشاعر الارتياح والاعتزاز. و علينا أن نقوم بالأعمال الكبيرة لنبلغ مستوى النجاحات المحرزة في مجال الاتصالات في العالم. واعتبر فتح نظام الاتصالات "اذارسيل" في هذه المرحلة خطوة تسهل عمل مواطني الجمهورية الاذربيجانية والجهات الحكومية ورجال الاعمال وكل المؤسسات العاملة في بلادنا وتساهمهم في تسريع اعمالهم.
واعتبر هذا حدثا مهما جدا ولذا انا اليوم معكم. والمهم جدا ان نظام الاتصالات هذه تم تأسيسه نتيجة التعاون بين العاملين في مجال الاتصالات لاذربيجان وتركيا. لقد خلقت العلاقات الاخوية بين الجمهورية الاذربيجانية وجمهورية تركيا قاعدة للتعاون بيننا في كافة المجالات ونطور هذا التعاون في الفترة الاخيرة ونوسعه.
لقد قلت اكثر من مرة ان تركيا تحتل المرتبة الاولى في تعاوننا مع الدول الاجنبية وتوفرت الاجواء الجيدة لقدوم رجال الاعمال من تركيا وشركاتها وكل مؤسساتها العاملة الى اذربيجان. ومن دواعي سروري ان الشركات التركية ورجال الاعمال والقطاع الخاص التركي يسعى في الفترة الاخيرة الى ان يستفيد من هذه الامكانيات استفادة مثمرة ويستفيد فعلا منها. إن تأسيس هذه المؤسسة المشتركة هو نتيجة لذلك وخير دليل على التعاون الاذربيجاني التركي ومؤشر لتطوير الشراكة في مجال الأعمال بين أذربيجان وتركيا. إنني أرحب ترحيبا حارا بالضيوف القادمين من تركيا بهذه المناسبة وكذلك بالعاملين في مجال الاتصالات الاذربيجانيين متمنيا لهم التوفيق في نشاطهم.
وتخطو الجمهورية الاذربيجانية خطواتها على الطريق الاستراتيجي الذي اختارته في مجال بناء الدولة وحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية. وطريقنا هذا هو بناء دولة القانون الديموقراطية العلمانية في اذربيجان وتطوير مبادئ الديموقراطية من يوم لاخر ونشر نجاحات الديموقراطية المحرزة في العالم في اذربيجان. وسياستنا الاقتصادية معروفة وهي تكوين اقتصاد السوق في اذربيجان وتطويرها واندماج أذربيجان في الاقتصاد العالمي.
تعرفون اننا قمنا بالاعمال الكبيرة في هذا المجال منه استغلال حقول النفط والغاز الاذربيجانية الغنية بالتعاون مع شركات النفط العالمية الكبيرة والانتفاع المشترك منها. لقد قمنا امس بتوقيع اتفاقية جديدة مع شركات النفط الامريكية واليابانية والسعودية بخصوص استغلال واستخراج النفط المشترك من حقول النفط "دان اولدوزو" و"اشرفي" الواقعة في القطاع الاذربيجاني لبحر قزوين. وهذا خطوة كبيرة تم اتخاذها نحو تنمية اقتصادنا وفي نفس الوقت خطوة كبيرة تساهم في توظيف الاستثمارات الاجنبية في اذربيجان وتكامل الاقتصاد الاذربيجاني في الاقتصاد العالمي.
اننا نسير بهذا الطريق وسنسير بها مستقبلا. وستساهم كل خطوة اتخذت في هذا النحو وكل عمل انجز فيه، في تنمية اقتصاد اذربيجان. ومن هذه الناحية لا شك في ان الاعمال التي انجزت في مجال الاتصالات تستحق اعلى التقدير واعتبر هذا الحدث اليوم احد هذه الاحداث المهمة الهادفة الى تحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب الاذربيجاني وكل مواطني الجمهورية الاذربيجانية ورخائهم.
وتعيش اليوم جمهوريتنا مرحلة صعبة. لقد ألحق العدوان الذي شنته القوات المسلحة الارمنية على اذربيجان قبل ثمانية اعوام الخسائر الكبيرة عليها واحتلت عشرون بالمئة من اراضينا من قبل القوات المسلحة الارمنية وطرد اكثر من مليون مواطن اذربيجاني من ديارهم المحتلة واصبحوا لاجئين. واعتقد انه يوجد بينكم بوصفكم مواطني الجمهورية الأذربيجانية هنا أناس من هذه المحافظات المحتلة. ونفكر دائما عن حياتهم واوضاعهم. ويعتبر رئيس الجمهورية الاذربيجانية والدولة الاذربيجانية الرعاية باللاجئين والناس المشرَّدين قهرا من اراضهم احد اهم مهامهم. وكونوا على ثقة اننا نقوم كل يوم بمهمتنا هذه وسنحل هذه القضية نهائيا. لكن هدفنا هو تحرير أراضينا المحتلة ومهمتنا هي استعادة وحدة اراضي الجمهورية الاذربيجانية وضمان سيادة اذربيجان وسيطرة أذربيجان المستقلة على كل أراضيها.
وتعرفون أننا قمنا بالأعمال الكبيرة في هذا النحو وخير دليل على ذلك نشاطنا في لقاء قمة رؤساء دول وحكومات البلدان الاعضاء في منظمة الامن والتعاون الاوروبي المنعقد في عاصمة البرتغال لشبونه في مطلع شهر ديسمبر والنتائج التي حصلنا عليها فيه. لقد تمت في هذا اللقاء مناقشة النزاع الارمني الاذربيجاني ضمن المسائل ذات الاهمية العالمية المتعلقة بنشاط هذه المنظمة حيث قدمت اذربيجان مطالباتها العادلة وادانت العدوان الذي شنته ارمينيا عليها وأعلمت العالم كله بهذه السياسة العدائية واعلنت رغبتها في حل هذه المشكلة حلا سلميا. ونتيجة الاعمال المنجزة حصلنا على النتائج الايجابية وهي ان كل رؤساء الدول وكل رؤساء الحكومات المجتمعين في لقاء قمة لشبونه ايدوا القضية العادلة لاذربيجان وايدوا كذلك المبادئ الرئيسية المقدمة لحل المشكلة حلا سلميا والاعتراف بوحدة اراضي الجمهورية الاذربيجانية وضمانها ومبدأ منح صفة الحكم الذاتي لناغورني كاراباخ ضمن الجمهورية الاذربيجانية فقط واتخذوا بيانا معروفا لديكم بهذه المناسبة. واعتبر هذا خطوة هامة جدا نحو تسوية هذه المشكلة بشكل سلمي وضمان وحدة اراضي الجمهورية الاذربيجانية. انني واثق من ان الاعمال المنجزة والنجاحات المحرزة ستوصّلنا الى نجاحات اكبر مستقبلا.
ويدل كل ذلك على اننا نحاول ان ندافع عن سيادة بلادنا ووحدة اراضيها وكذلك ان نحسّن رخاء مواطنينا وشعبنا ونسعى الى تنمية اقتصادنا مستفيدين من الصيغ المختلفة والجديدة في الظروف الناشئة. ومن هذه الناحية يعتبر تطوير نظام الاتصالات مهما جدا. ولذا اعير اهمية كبيرة لهذا الحدث اليوم وبهذه المناسبة جئت معكم إلى هنا.
اقدم اخلص التهاني والتبريكات لعاملينا في مجال الاتصالات والشركات التركية وممثلي جمهورية تركيا القادمين الى اذربيجان والذين قاموا بالاعمال المشتركة وحصلوا على نتائج جيدة. واهنئكم جميعا مرة أخرى وأتمنى لكم التوفيق في نشاطكم القادم. الأخوات والإخوة، اعبر لكم مرة اخرى عن احترامي وتقديري متمنيا لكم دوام الصحة والسعادة. وشكرا جزيلا.