من حديث الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف عند قبوله علي رضا بقدلي السفير الايراني في اذربيجان - القصر الرئاسي، ١١ ديسمبر عام ١٩٩٩
علي رضا بقدلي: فخامة الرئيس، أنا ممتن. الحمد لله، نحن على قيد الحياة. وأهنئكم بمناسبة بداية شهر رمضان المبارك. وأهنئ جميع اخواننا واخواتنا الاذربيجانيين. وأشكركم على انكم وجدتم وقتا لمقابلتنا. وأعتقد اننا يمكننا الحديث عن المسائل المهمة جدا في هذا اللقاء.
حيدر علييف: جميل جدا. وانا ممتن أيضا من لقائنا. في الحقيقة، كنت أريد ان ألتقي معك قبل مدة. لكن بعض الاحداث وبعض المسائل لم تسمح له. لذلك فإني ممتن جدا من لقائي اليوم. وأهنئك ايضا بمناسبة حلول شهر رمضان وأتمنى ان يؤتي شهر رمضان في هذا العام السعادة والثمرة والصحة للمسلمين. من الطبيعي، يمكننا ان نتحدث الآن عن عديد من المسائل. لكن كما قلت في لقاءاتنا الاخيرة واقول الآن أيضا انه يجب علينا ان نقوم بمزيد من الأعمال لتطوير العلاقات الاذربيجانية الايرانية. أعتقد ان هذه العلاقات سليمة وجيدة ويجب ان تتنامى هذه العلاقات يوما بعد يوم. ثمة امكانيات كبيرة سواء سياسية او اقتصادية او علمية اوثقافية. ان الأعمال التي قمنا بها حتى الآن، بلا شك، قربت بلدينا تقريبا. لكن ثمة اعمال كثيرة تحتاج الى تحقيقها. لأن ايران واذربيجان بلدان قريبان جدا من بعضهما البعض، ويجب القيام بأعمال كثيرة هنا بحيث ترتقي كل الامكانيات لإيران واذربيجان بعلاقات الصداقة والاخوة بين بلدينا.
علي رضا بقدلي: أشكركم. تخلق كلماتكم أرضية لتوسيع العلاقات الايرانية والاذربيجانية كما كانت دائما. استفدنا دائما من دعمكم. وآمل في ان السيد خاتمي هو الآخر يتفق معكم في هذا وأبدى دائما اهتمامه للعلاقات الايرانية الاذربيجانية. اسمحوا لي بأن أقدم لكم رسالتين من السيد خاتمي. وأحد من هاتين الرسالتين دعوة سيادتكم للقيام بزيارة إيران في المستقبل القريب. اسمحوا لي بأقدم هذا لكم.
حيدر علييف: اشكرك. واشكر السيد المحترم خاتمي رئيس جمهورية ايران الاسلامية على رسالة الدعوة التي بعثها الي. واقبل هذه الدعوة بامتنان واقول اننا تأخرنا الى حدما في هذا المجال. اي اننا تحدثنا عند لقائنا في مؤتمر القمة الاسلامي في طهران عن ضرورة زيارتي الرسمية الى ايران وكذلك الزيارة الرسمية للسيد خاتمي الى اذربيجان. دعوت السيد خاتمي. ودعاني بدوره. لكن قلت لي أنكم ترجونا ان ازور قبل زيارة السيد خاتمي. ووافقت على هذا. وانا موافق اليوم أيضا. اقبل هذه الدعوة بامتنان ويلزم تحديد موعدها الآن. يجب اختيار موعد مناسب سواء لايران او لاذربيجان. بعد تحديد الموعد يجب تنظيم زيارتي بعد تحقيق الاعمال التحضيرية.
اعتقد أنه ثمة حاجة كبيرة جدا الى القاء والحديث. لأن لقاءاتنا الشخصية كانت قليلة منذ السنوات السابقة حتى الآن. لكن ثمة حاجة ماسة. وهذا مهم للتقارب الوثيق بيننا شخصيا من جهة وتبادل الآراء حول القضايا الايرانية الاذربيجانية وللتوقيع على وثائق ضرورية، وكذلك تبادل الآراء حول منطقتنا والوضع في المنطقة والموقف الايراني من الاوضاع في اذربيجان وتبادل الآراء المفصل حول آخر تطورات الأحداث في العالم. سيكون هذا مهما جدا بالنسبة لي. والهدف من هذه الزيارة هو التعرف على الموقف الايراني وشخصيا موقف الرئيس الايراني السيد خاتمي وآراءه ولقاءاته. لذلك فإني أقبل هذه الدعوة بامتنان. وأعتقد اننا نحتاج الى هذا اللقاء. والآن المسألة مرهونة بكم وبوزارة الخارجية الاذربيجانية لتحدد موعدا مناسبا لكلا الطرفين بحيث ألبي لهذه الدعوة.
علي رضا بقدلي: فخامة الرئيس، اشكركم يسرني جدا انكم تعربون عن استعدادكم للزيارة. واعلن السيد خاتمي عند لقائه مع السيد ياشار علييف ان الطرف الايراني قام بمزيد من الاعمال لتنظيم زيارة الرئيس حيدر علييف لإيران.
انكم على علم بان عددا كثيرا من الوفود الايرانية، من جملتهم السيد عيسى كانترلي وزير الزراعة الايراني والسيد علي عبد العلي زاده وزير العمران والسيد كرباسيان وزير الجمارك زاروا باكو.
كانت جلسة اللجنة المشتركة في طهران مكرسة لتنظيم زيارتكم. عملنا كثيرا في هذا المجال. كثير من الاشياء جاهزة. حاولنا أن نعالج بأنفسنا المسائل الصغيرة، أي، الموظفون المسئولون الآخرون. كما قلتم فعليكم أن تحلوا، السيد الرئيس حيدر علييف والسيد الرئيس خاتمي، المسائل المهمة.
ايران واذربيجان بلدان مجاوران. ربط الله تعالى مصيرهما بعضهما البعض، ولتحقيق هذا المصير المشترك ووصوله الى الجيل السعيد يجب ان يلتقي الرئيسان كثيراما وثمة حاجة الى هذا. كذلك، كما قلتم ان ايران واذربيجان تعيشان في نفس المنطقة. ويمكن التوصل الى الاستقرار والأمن والأمان والنمو في بلدان نفس المنطقة الا عن طريق العمل المشترك والجهود المشتركة. ونأمل في اننا إن شاء الله قد نتوصل الى تلك الأهداف نتيجة زيارتكم. وصفتم دائما العلاقات الايرانية الاذربيجانية بأنها مثمرة وجيدة. لا أنس خطابكم الحار في ناختشفان. حينذاك تحدثتم عن ايران عند حفلة افتتاح مسجد السيدة زهراء (ع). في الحقيقة بقيت كلماتكم القيمة في ذاكرتنا ونريد أن ترتقي، تتطور العلاقات بين الشعبين من المستوى الحالي. وهذا يسعد شعوبنا أيضا. وأعتقد ان هذه الزيارة يحتاج اليها الزمن ويريد السيد الرئيس خاتمي ان يزور آذربيجان في أقرب وقت ممكن.
عامة، ان زيارة آذربيجان حلم كل مواطن آذربيجاني، خاصة الرئيس خاتمي. واشكركم مرة اخرى وأبدي امتناني. نتيجة قيادتكم ومساعدتكم تتطور هذه العلاقات رغم كثرة معارضيها. وهذا يسعدنا. ونتمنى من الله تعالى لكم الصحة، العمر الطويل لنشهد ثمرة هذه نتيجة العلاقات لكلا الشعبين. وأثق في ان هذا يمكن ان يحدث جهودكم وجهود السيد خاتمي في المستقبل القريب.
حيدر علييف: إن شاء الله، أفكر أنا أيضا هكذا.
جريدة "آذربيجان"
١٢ ديسمبر عام ١٩٩٩