من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند لقائه مع ستيفان سيستانوفيتس المستشار الخاص لوزير الخارجية الامريكي حول الدول الحديثة الاستقلال والسفير المفوض، وكيري كافانو الرئيس المشارك من الطرف الامريكي في مجموعة مينسك المنبثقة من منظمة الامن والتعاون في أوربا - باكو، ٢٢ يناير عام ٢٠٠٠
حيدر علييف: السيد المحترم سيستانوفيتس!
السيد المحترم كافانو!
السيد المحترم إسكوديرو!
الضيوف الكرام!
اهلا وسهلا بكم في آذربيجان! اني ممتن للقاء معكم من جديد وأظن واثق بأن لقاءاتنا هذه تساهم في حل المسائل المهمة للغاية.
في الأيام الأخيرة، اجريت هنا في آذربيجان لقاءات مهمة وشيقة جدا مع عدد كثير من ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية. لقد اقيم في السفارة الأمريكية بآذربيجان مؤتمر ذو أهمية بالغة بحضور سفراء وممثلي البلدان المطلة على حوض بحر قزوين ومنطقتنا - القوقاز وممثلي الولايات المتحدة الأمريكية في البلدان المجاورة وبعض رجال الأعمال. أصبح من الطريف جدا لي انني التقيت بكل مشاركي المؤتمر وأجريت حديثا مفصلا واستمعت إليهم وأبلغتهم آرائي.
لقد تم التوقيع هنا على وثيقة حول تأسيس اللجنة المشتركة في مجال التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة الامريكية وآذربيجان ووقع عليها وزير المالية عن آذربيجان والسفير السيد تيلور عن الولايات المتحدة الأمريكية. أجريت حفلة افتتاح المكتب لغرفة التجارة الأمريكية. تفضلتم بزيارة آذربيجان اليوم.
ان هذا الأسبوع المنتهي أسبوع الولايات المتحدة الأمريكية.
صحيح، ان هذه الأيام أيام التعزية بالنسبة لنا . لقد احيينا الذكرى العاشرة للإرهاب والعدوان والمأساة التي ارتكبها الحكم السوفييتي الاشتراكي والنظام الشيوعي ضد الشعب الآذربيجاني في ٢٠ من شهر يناير سنة ١٩٩٠. لم ينس الناس هذا الحدث ولن يمكن أن ينساه. ان التدابير المختلفة التي أقيمت في شهر يناير ومن جملتها تدبيرنا في قصر الجمهورية في ١٩ يناير وزيارة مئات ألوف من الناس لممشى الشهداء في ٢٠ يناير وتعبير كل منهم عن آراءهم تظهر من جانب انهم ما نسوا هذه الصحيفة المأساوية، وفي نفس الوقت، البطولية من تأريخ شعبنا. ومن طرف آخر، تظهر وحدة شعبنا. لأن الشعب اظهر الوحدة الكبيرة والتنظيم الكبير.
وأرحب بكم مرة أخرى وأقدم الكلمة لكم.
ستيفن سيستانوفيتس: فخامة الرئيس، نبدي لكم شكرنا على انكم رحبتم بنا وقبلتمونا.
ان الزيارة الأخيرة بعد زيارة الوفود المتعددة أتت صعبة دائما. لكني أنتهز الفرصة وأبدي شكري لكم على حسن الضيافة التي أبديتموها لجميع الأمريكان الوافدين هنا وأعرب عن امتناني لكم من جديد على هذا اللقاء. وهذا مهم بالنسبة لنا أيضا انكم تذكرتم أحداث سنة ١٩٩٠. لأن هذا يجعل المرء يلقي النظرة مرة اخرى الى أعمال قد اتخذت خلال السنوات العشر الأخيرة. وكانت يناير سنة ١٩٩٠ فترة مقلقة جدا في الحقيقة. ان انظارنا كانت قد توجهت حينذاك نحو انحطاط النظام السابق. ولا يسعنا الا نرى مدى كبر وأهمية التقدم الذي تم التوصل إليه في إنشاء نظام جديد في العالم ونحن نعود وننظر الى ١٠ سنوات مضت ونتطلع الى ١٠ سنوات قادمة.
بالتأكيد، يجب ان نقبل كما هو الحال في الواقع زيارة الضيوف الامريكان الكثيري العدد الى آذربيجان في هذا الاسبوع، كذلك الدور الذي تلعبه آذربيجان في هذا النظام العالمي الجديد. ويدل وجود سفراء الولايات المتحدة الامريكية بالذات في دول المنطقة هذه على ان هذه الدول أصبحت مستقلة وتعني بإنشاء التأسيسات الاجتماعية والاقتصادية في حياتها المستقلة.
اما الاتفاقية التي وقع عليها السفير تيلور حول تأسيس فريق العمل لتوسيع التعاون في المجال الاقتصادي بين الولايات المتحدة الامريكية وآذربيجان وكذلك المفاوضات الاخيرة التي أجراها هنا السيد السفير وولف حول باكو - جيهان فتظهران انه ثمة امكانيات عظيمة وواسعة لتوثيق العلاقات الاقتصادية بين بلدينا. ان العلاقات الثنائية بين بلدينا تزداد تطورا يوما بعد يوم وندرس امكانياتنا المشتركة في مجال التعاون في المسائل الاقليمية.
ان المسائل التي ناقشتموها عند لقائكم مع الرئيس كلنتون في اسطنبول لم تقتصر على العلاقات الامريكية الآذربيجانية الثنائية، فحسب بل، شملت مجالات التعاون الإقليمي أيضا. وانتهازا مني للفرصة أبلغكم تحيات الرئيس كلنتون وأذكر مرة اخرى كلماته التي قالها اثناء لقائه معكم. حيث ان الرئيس كلنتون أعلن انه مستعد لصرف الفترة الباقية من عهده في الحكم ومزيدا من وقته لأجل احلال السلام الدائم في منطقتكم.
حتى عندما سمعنا انكم هنأتم الشعب الآذربيجاني بمناسبة رأس السنة الجديدة تفكرنا في حد ذاتنا ان تلك الكلمات للرئيس كلنتون وفرت لكم اساسا لأنكم اعربتم عن ثقتكم الوطيدة بأن سنة ٢٠٠٠ ستكون سنة تسوية قضية ناغورني كاراباخ. ولا شك في ان الولايات المتحدة الامريكية ليست وحيدة للتوصل الى التقدم في هذا المجال.
ان السفير كافانو هو رئيسنا المشارك في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا. لعلكم على علم بان مجموعة مينسك تعمل في اقتراح جديد للتسوية السلمية لنزاع ناغورني كاراباخ. في الاسبوع السابق اجرينا اجتماعات على المستوى العالي مع السيد كافانو في منظمة الامم المتحدة والبنك الدولي وغيرهما من المنظمات لندرس بأية وسائل يمكن ان تساعد في تحقيق هذا العمل في حالة اذا توصلنا الى تسوية هذا النزاع.
اثناء هذه اللقاءات علمنا بكل وضوح من رؤساء تلك المنظمات انهم يدركون بشكل واضح حجم الوسائل الضرورية لأعمال اعادة الاعمار هذه، عامة، لدعم تحقيق هذه التسوية. ونصرح بدورنا اننا نعلن استعدادنا للمساعدة عليكم بالتعاون معكم في مجال تسوية مخلفات هذا النزاع في حالة اذا تم التوصل الى تسويته السلمية. واسمحوا لي بان أعلن مرة أخرى ان قبولكم للامريكان والوفود الأمريكية المتعددة خلال الأسبوع الأخير، من جملته لقاءنا اليوم والوضع الراهن للعلاقات الثنائية بين بلدينا يدل على انه تم التوصل في السنوات العشر الأخيرة الى الإنجازات العظيمة وان كل هذه اللقاءات أيضا مؤشرات ذلك التقدم المكتسب.
وأريد ان أختتم خطابي، كلماتي بوعد. وأتعهد بانه لن يزوركم أحد منا خلال الأسبوع القادم. فخامة الرئيس فاننا نبدي مرة اخرى لكم شكرنا على قبولكم لنا.
حيدر علييف: إني سوف لا اكون هنا في الأسبوع القادم. السيد سيستانوفيتس، فإني اشكركم على كلماتكم وآرائكم. ان تحيات فخامة الرئيس بيل كلنتون التي بلغتموها الينا عزيزة ومهمة جدا بالنسبة لي. أرجوكم ان تبلغوا تحياتي ومشاعر الصداقة واطيب امنياتي الى الرئيس بيل كلنتون.
كما تعلمون انه جرت بيني وبين الرئيس السيد بيل كلنتون لقاءات كثيرة منذ سنة ١٩٩٤ حتى الآن. لكنه قال لي أثناء لقائنا في واشنطن في البيت الأبيض في شهر أبريل سنة ١٩٩٩ بأنه سيتوصل من كل بد إلى تسوية النزاع الأرمنى الآذربيجاني حول ناغورنو كاراباخ حتى نهاية ولايته الرئاسية. وقال هذه الكلمات أيضا في لقائنا في اسطنبول بـ ١٩ من شهر نوفمبر في اللقاء الذي شاركتم انتم هنا ايضا. إني ممتن جدا لان الرئيس بيل كلنتون يمسك كلمته هذه. وهذا يبعث فينا الأمل اننا سنتوصل الى التسوية السلمية لهذا النزاع في سنة ٢٠٠٠ في الحقيقة.
انكم مصيبون في قولكم إنه عندما هنأت مواطني آذربيجان والشعب الآذربيجاني بمناسبة رأس السنة الجديدة باينت معتمدا على هذه الأفكار بالذات ان النزاع سيتم التوصل الى تسويته السلمية في سنة ٢٠٠٠ وسيعود أبناء شعبنا الذين تم تشريدهم من مواطنهم ويعيشون في المخيمات في الوضع الشاق.
يمكنني أن أقول لكم ان كلماتي هذه اثارت حماسة كبيرة لدى الأغلبية الساحقة لأفراد مجتمعنا، وبعثت الثقة والأمل الكبير فيهم. أما البعض فلا يثقون بهذا، وحتى ينتقدونني بأني أدلي بمثل هذا التصريح بلا أساس. لكني اثق وأظن اننا سنتوصل الى تسوية هذه المسألة في سنة ٢٠٠٠ نتيجة المساعي التي نتخذها كلنا - انتم ونحن - مجموعة مينسك.
فاني أقدر تقديرا عاليا الأعمال التي يجريها السفير كافانو في إطار مجموعة مينسك. عامة، نشهد ان الولايات المتحدة الامريكية تبذل جهودا جادة سواء في إطار مجموعة مينسك، او في المحادثات الثنائية معنا ومع الأطراف الأخرى ايضا لتسوية هذه القضية ونقدر هذا تقديرا عاليا جدا.
من الطبيعي ان الاقتراح الجديد للرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك يجب ان يسرع عملية المحادثات والا يبرد هذه العملية من جديد. إني أؤكد هذا لأن اقتراحات مجموعة مينسك كانت قد أخرت عملية السلام احيانا في الأزمنة الماضية على النقيض من مساعدتها. لكن، في نفس الوقت، العلاقات الثنائية التي تجرى حول هذه القضية بين الولايات المتحدة الامريكية وآذربيجان مهمة جدا بالنسبة لنا وتكسب اهمية استثنائية لنا.
أما الخطوات العملية التي اتخذتموها - الحكومة الأمريكية وبما في ذلك انتم شخصيا، السيد سيستانوفيتس، السيد كافانو والاخرون في الاوقات الأخيرة - لعل هذا منذ شهر أو شهرين تقريبا - في مجال اعادة الاعمار للأراضي المحتلة بعد تحريرها فانها قيمة جدا. لقد جرت لقاءات ومحادثات كثيرة لتسوية النزاع خلال مدة ٧ سنوات منذ تأسيس مجموعة مينسك حتى الآن. لكن لم يتم تقديم ولو اقتراح واحد أبدا حول اعادة اعمار الأراضي التي تم تحريرها من الاحتلال.
لكن يتم إجراء الاعمال الفعلية الآن حول هذا من قبلكم. وهذا يثير لدينا مشاعر الشكر الكبيرة ويظهر أيضا وانتم تثقون وتعلمون ان الأراضي المحتلة سيتم تحريرها وشيكا، لذلك، فيجب اتخاذ الاستعدادات الضرورية لإعادة الاعمار هناك. وندرك انه سوف يكون من الضروري اتخاذ اعمال كثيرة للغاية لإعادة إعمار الاراضي المحتلة - اقصد بإعادة الاعمار إنشاء كل شيء من جديد هناك. لأنكم تعلمون ان السيد كافانو زار مقاطعة أغدام في المرة السابقة - وتم التدمير الكامل لتلك المقاطعات. وبلا شك، يجب ان تقدم الحكومة الأمريكية والبنك الدولي والمراكز المالية الدولية مساعدات كثيرة في هذا العمل. اذا لا يكون هذا لا يتيسر اجراء شيء ما. اني اقدر نشاطكم هذا تقديرا عاليا وأفكر في اننا يجب ان نحل السلام بشكل وشيك ونبدأ اعمال اعادة الأعمار وشيكا.
ستيفن سيستانوفيتس: فخامة الرئيس، فإني متفق تمام الاتفاق معكم ان الاستعداد للاعمال الكثيرة الواجب تحقيقها لعودة اللاجئين الى ديارهم هو ذاته يكسب اهمية كبيرة جدا. حيث ان هؤلاء اللاجئين تركوا بيوتهم منذ مدة طويلة وانهم سيحتاجون الى مزيد من المساعدات لإعادة حياتهم اليومية الى نصابها من جديد.
بالتأكيد، فان اكبر دعم لتسوية هذا النزاع، حسب راينا هو ثقة هؤلاء الناس بها. بعد عودتهم الى بيوتهم سيتلقون المساعدات وسيتم تحسين مستوى حياتهم وإنهم سيعيدون حياتهم الى نصابها. لذلك بالذات نعتبر هذه المسألة جزءا من التسوية، بل وجزء مهما جدا. لذلك نسعى الى ان نرقى باستعدادنا لهذه المسألة الى المستوى العالي. ولا مراء في انه يجب ان يكون المرء واقعيا في هذه المسألة وان هذا سوف لا يكون عملية تستغرق فترة قصيرة. وابدي لكم مرة اخرى شكرى على هذا اللقاء.
حيدر علييف: اشكركم.
جريدة "آذربيجان"، ٢٣ يناير عام ٢٠٠٠.