مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

خطاب الرئيس الآذربيجاني حيدر علييف في حفلة الاستقبال الرسمي الذي أقامته سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية في آذربيجان بمناسبة العيد الوطني لألمانيا - يوم الوحدة - ٣ أكتوبر عام ١٩٩٧


السيد السفير المحترم!

السيدات والسادة المحترمون!

اهنئكم بمناسبة العيد الوطني- الذكرى السنوية السابعة لوحدة المانيا وأتمنى للشعب الألماني السلام والأمان والسعادة. إن اتحاد ألمانيا قبل هذا بـ٧ سنوات جاء حدثا مشهودا جدا في تاريخ هذا البلد وحياة الشعب الألماني. كان هذا الحدث حدثا مشهودا جدا في حياة أوربا، العالم بأسره بالكاد. هذا الحدث حقق في النهاية أحلام كل الألمان. في نفس الوقت، جاء حدثا مفيدا ومهما جدا لتعزيز السلام والأمان في ألمانيا.

يدرك الشعب الآذربيجاني أضرار الانقسام، لذا استقبل وحدة ألمانيا بحماسة كبيرة واهنئكم اليوم مرة اخرى باسم الشعب الآذربيجاني بأسره بمناسبة هذا العيد.

خلال السنوات السبع حدثت التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكبيرة الحازمة في حياة ألمانيا الموحدة، المتحدة، خاصة في شطرها الشرقي.

وأهنئ كل الألمان بمناسبة هذه الانجازات وأريد ان أعلن اننا نرغب دائما في ان نرى المانيا كدولة موحدة وقادرة في قلب أوربا. في نفس الوقت، نثق بأن ألمانيا والشعب الألماني سيبقى مخلصا دائما للقيم البشرية وللمبادئ الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وسيكون في حماية السلام والأمان في أوربا، في العالم.

بعد حصول اذربيجان على استقلالها السياسي انشئت العلاقات الدبلوماسية بين المانيا واذربيجان. وأذكر بامتنان ان الدولة الالمانية فتحت سفارتها في اذربيجان عقب هذا وتعمل السفارتان الالمانية والاذربيجانية الموجودة في كلا البلدين بنجاح جدا. نتيجة لهذا انشئ التعاون الوثيق بين المانيا واذربيجان المستقلة في كافة المجالات بالكاد. اننا نقدر هذا التعاون تقديرا عاليا وسنسعى الى توسيعه في المستقبل ايضا.

ان المحادثات التي اجريتها والانجازات المكتسبة اثناء زيارتي الرسمية لالمانيا في مايو للسنة الماضية ولقاءاتنا ومحادثاتنا لعدة مرات مع السيد هلموت كول المستشار الاتحادي الالماني والسيد رومان هيرسوق الرئيس الاتحادي والسيد كينكل وزير الخارجية الاتحادي لعبت دورا مهما جدا في تطوير علاقاتنا سواء مع المانيا او المنظمات الدولية او اذربيجان. يسرنا دائما السياسة الثابتة والموقف الثابت للدولة الالمانية تجاه سيادة كل بلد عضو في الاسرة الدولية ووحدة أراضيه وسلامة استقلاله. خاصة فاننا نقدر تقديرا عاليا الموقف العادل والمبدئي والموافق لقواعد القانون الدولي والدعم الذي تبديه المانيا لاذربيجان حول النزاع الارميني الاذربيجاني. ان المانيا باعتبارها عضوا في مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا تسعى الى تسوية النزاع الارميني الاذربيجاني بالطرق السلمية. وأذكر اليوم مرة اخرى انتباه وعناية الحكومة الالمانية بهذه القضية في الاوقات الاخيرة.

يتخذ تعاوننا مع الحكومة الالمانية مكانا خاصا في علاقاتنا في اجتماع قمة لشبونة لمنظمة الامن والتعاون في اوربا. نتيجة هذا التعاون ودعم الحكومة الالمانية تم تبني المبادئ حول تسوية نزاع ناغورني كاراباخ في قمة لشبونة. وانا ممتن جدا لأن الحكومة الالمانية هي الاخرى تشير دائما في الاوقات الاخيرة الى ان هذه المبادئ ثابتة. يمكن الاشارة بكل رور الى ان روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا الاعضاء المشاركين في مجموعة مينسك اتخذت مزيدا من الاعمال في هذا المجال وقدمت اقتراحات جديدة بعد قمة لشبونة لمنظمة الامن والتعاون في اوربا. ان تحقيق هذه المبادئ قد تؤتي بنتائج ايجابية حازمة في مجال تسوية النزاع الارميني الاذربيجاني بالطرق السلمية. ولا نشك في ان المانيا ستتعاون معنا دائما في تسوية النزاع الارميني الاذربيجاني اهم مسألة بالنسبة لاذربيجان وسنستفيد من هذا الدعم لالمانيا.

اما الوضع الحالي للعلاقات الاقتصادية بين بلدينا يثير مشاعر الرضا لنا. لكن اذا قارنا هذا بامكانيات المانيا واذربيجان نر ان هذه العلاقات ليست على المستوى المرغوب. واعتقد ان كلا الطرفين يجب عليهما ان يستفيدا من الامكانيات القائمة بشكل اكثر ثمرة. اننا نتخذ التدابير الضرورية في هذا المجال وسنواصل هذا.

ان بدء شركة "ديمنكس" نشاطه المشترك مع الشركات الاخرى في احد حقول النفط الاذربيجانية حدث مشهود جدا. وأظن ان المحادثات التي نجريها مع الشركات الاخرى الالمانية ستؤتي بنتائجها الايجابية وسيزداد تعاوننا الاقتصادي توسعا. للعلاقات الالمانية الاذربيجانية مستقبل كبير. ونثق بهذا وسنبذل كل ما في وسعنا للتوصل الى هذا المستقبل في اذربيجان.

السفير المحترم، لقد تذكرتم ان يوم ٣ اكتوبر يوم مشهود بالنسبة لي ايضا. هذا في الحقيقة هكذا. الايام المشهودة كثيرة في حياتي. لكن يومين منها أهم ايام. وهذان يصادفان بالاحداث الكبيرة التي وقعت في العالم. الاول منهما يوم باستيليا - ثورة ١٤ يوليو بفرنسا. اما الثاني فانه ٣ اكتوبر. وهذا يصادف بيوم اتحاد المانيا. واظن ان هذه صدفة حسنة. لانني ابدي احتراما كبيرا سواء ليوم باستيليا - ثورة فرنسا او يوم اتحاد المانيا. ان مصادفة الايام المشهودة في حياتي بهذين اليومين بالذات لا يمكن الا ان تسرنا. واشكركم.

واهنئ اصدقاء المانيا الحضور هنا والشعب الالماني بمناسبة هذا العيد الكبير. وأتمنى لكل منكم الصحة والسعادة. واتمنى للشعب الالماني والحكومة الالمانية النجاحات في معالجة كل المسائل الماثلة امامه. مع السلامة.

"حيدر علييف: استقلالنا ابدي" (خطابات، كلمات، تصريحات، احاديث صحفية، رسائل، نداءات، ومراسيم) - المجلد الثاني عشر، أذرنشر، باكو، ١٩٩٨، ص. ٢٦٨

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

العلاقات بين اذربيجان وألمانيا

معلومات تأريخية

أذربيجان - أوربا‏