السيدات والسادة المحترمون، المشاركون المحترمون في مؤتمر باكو الدولي المكرس لـ"إستراتيجية الملكية وإعادة بناء الاقتصاد"!
أهنئكم من صميم القلب بمناسبة هذا الحدث المهم - افتتاح مؤتمر دولي في باكو وأتمنى لكم التوفيق في أعمالكم الهامة لجمهورية أذربيجان.
إن هذا المؤتمر بكونه دوليا، بلا شك، يحمل أهمية كبيرة. لكنه يحمل أهمية كبيرة خاصة لأذربيجان المستقلة التي بدأت تنمو حرة.
معلوم أن أذربيجان منذ حصولها على استقلالها تنشئ حياتها ودولتها واقتصادها على أساس مبادئ الديموقراطية وفي هذا السبيل تعتمد على مصالحها القومية، الأمر الذي يشترط إعادة بناء المجال الاقتصادي بأسره بشكل جدي. بموجبه أعلنت أذربيجان إستيراتيجية إعادة بناء الاقتصاد على أساس مبادئ الاقتصاد الحر واقتصاد السوق ولا تزال في هذا الطريق.
من الطبيعي أن هذا الطريق طريق صعب ومعقد للغاية لجمهورية عاشت طوال 70 سنة في ظل النظام الاجتماعي الاقتصادي الآخر. لكنه رغم هذا، طريق وحيد لإزالة العوائق الموجودة في الاقتصاد وللخروج من الأزمة الاجتماعية -الاقتصادية ولضمان نمو الاقتصاد وفقا للمعدلات الدولية من أجل انضمام أذربيجان إلى النظام الاقتصادي العالمي.
لا تقل الأعمال في هذا المجال. إننا نسعى إلى البحث في طرق مختلفة لإنشاء وتطوير الاقتصاد الحر واقتصاد السوق. هذا من الطبيعي أننا نعاني من الصعوبات ونحس أننا في أمس الحاجة إلى الاستفادة بشكل نشيط من خبرة العالم في هذا المجال. لذا يحمل مؤتمر باكو الدولي المكرس لموضوع "إستراتيجية الملكية وإعادة بناء الاقتصاد" أهمية كبيرة خاصة بالنسبة لنا.
انطلاقا من هذا اعتزمت أن أكون معكم في حفلة افتتاح المؤتمر وأشاطركم أفكاري. من الطبيعي أنني أبعث آمالا للمؤتمر وعملكم المشترك لأنه سيخدم خدمة هامة لإعادة بناء الاقتصاد الأذربيجاني.
إن مشاركة ممثلي البلاد الأجنبية ذات الخبرة الكبيرة في مجال الاقتصاد الحر واقتصاد السوق في عمل المؤتمر، بلا شك، عامل مهم، حتى ولعلها عامل حاسم في سبيل تحديدنا طرقَ النشاط القادم مستخدمين من خبرة الاقتصاد العالمي والدول المتقدمة. قد حظيت هذه البلدان إنجازات هائلة في مجال اقتصاد السوق، وفي مجال الملكية الخاصة بالضبط. لذا أرحب من صميم القلب ضيوفنا الأجانب الوافدين بباكو والمشاركين في عمل هذا المؤتمر الدولي وأبدي لهم امتناني لرؤاهم الصميمة تجاه مسائل اقتصاد أذربيجان وآمل أن جهودنا المشتركة ستثمر ثمارا إيجابية ملموسة.
عند حديثي حول مسألة تقدمنا في سبيل إنشاء اقتصاد السوق، والملكية الخاصة تطرقت إلى صعوبات نتعرض لها في هذه المرحلة الانتقالية. في الحقيقة توجد هذه الصعوبات وهي طبيعية بقدر معين. مع هذا، هذا معلوم للجالسين في هذه القاعة وأردت لو أقول مرة أخرى أنه اتخذت أعمال غير قليلة في الجمهورية خلال فترة بدأت إعادة بناء الاقتصاد، لا سيما خلال السنتين الأخيرتين تقريبا.
إبان هذه المدة قد تم تأسيس الآلاف من الشركات الصغيرة والمؤسسات المشاركة مع شركات أجنبية وتوفرت ظروف معينة لتطوير الملكية، مما أدى إلى نتائج ملموسة عملية. تأسس صندوق حكومي لدعم للملكية الخاصة واتخذت إجراءات أخرى. والأهم هو أنه خلقت ظروف عملية لتطور الملكية وإحلال مبادئ اقتصاد السوق. من أجل تأمين التقدم في هذا الاتجاه تم تكريس أسس حقوقية معينة أيضا وتبنى "قانون عن الملكية". أما المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان فحدد اتجاهات هامة لنشاط الملكية واتخذت تدابير أخرى للتمهيد حقوقيا من جهة ولتوفير ظروف ملائمة من جهة أخرى في سبيل تنشيط الملكية وتشجيع المبادرة وتطوير اقتصادها على أساس اقتصاد السوق. إلى جانب هذا حددت الدولة تدابير مناسبة أيضا.
إليكم مثالا، هذا ضروري أننا خلقنا مناخا لتحرير الاقتصاد عامة، ولتحرير التجارة الخارجية خاصة. يشمل مرسوم صادر في 5 أبريل من هذه السنة مجموعة التدابير المزمع إجراؤها في مجال تحرير اقتصادنا وتحرير التجارة الخارجية. يمكّن المرسوم لجميع الأشخاص الحقوقية من تصدير سلعهم، بما فيها السلع الإستيراتيجية بشكل حر.
للسير في هذا الاتجاه يجب خطو خطوات أخرى. مثلا، تتخذ تدابير لإعادة بناء بنية تحتية للملكية لدى اقتصاد السوق ونبدي أهمية كبيرة لتحسين النظام المصرفي ليوافق هذا النظام باعتباره أهم وسيلة لتحقيق الخط الرامي إلى إنشاء اقتصاد السوق النظامَ المصرفيَّ الدوليَ ويضمن مناخا للملكية الخاصة. إننا نسعى لتكوين ظروف ملائمة على الأغلب في مجال النظام الضريبي.
كل هذا خطوات أولى فقط وأمامنا أعمال كثيرة. مثلا علينا أن نمشي بعزم وجرأة في سبيل تخصيص ملكية الدولة وتغيير شكل الملكية في جمهوريتنا ونعتمد على أنه سيساعد على تطور الإنتاج وعامة الاقتصاد أيضا.
لاذربيجان قوة كامنة اقتصادية هائلة والأيدي العاملة وموارد العمل وثروات طبيعية. علينا أن نتخذ هذه التدابير من أجل الاستغلال المثمر من كل منها لرفاهية الشعب ولتنمية اقتصاد أذربيجان وتعزيز قدرتها الاقتصادية. لذا تخصيص ملكية الدولة وكذلك إجراء عدد غير قليل من الإصلاحات المتعلقة بها وظيفة هامة جدا. قد قلنا هذا مرارا. يجب اتخاذ تدابير عملية. علي أن أعترف أن هذه التدابير قليلة للغاية وهذا قد يعتبر من أسباب استفحال وضع الاقتصاد. يجب علينا أن نقوم بالإصلاح الزراعي ونخلق مناخا للملكية في المجال الزراعي ونعتبر بعين الاعتبار أن ثمة موارد إضافية كبيرة في المجال الزراعي لتطور الاقتصاد، عامة لتطبيق مبادئ اقتصاد السوق في كافة مجالات اقتصاد أذربيجان.
إن الملكية في معنى الكلمة الحسن عامل أهم بالنسبة لنا، هذا يعني أننا نستفيد من خبرة البلدان الغربية المتقدمة اقتصاديا، لذا ستتخذ الدولة كافة الاجراءات لنمشي في هذا الطريق. بموجبه أريد لو أذكر هنا قانونا يخلق إمكانيات حقوقية للاستثمارات الخارجية ويهدف إلى الدفاع عنها. حسب رأيي، يمنح هذا القانون للملكية عندنا الإمكان لتطور في حدود أذربيجان من جهة، وتطبيق مبادئ اقتصاد السوق بالتعاون مع الشركات الأجنبية ومن خلال الاستفادة الفعالة من الاستثمارات الاجنبية. ثمة إمكانية لتوظيف استثمارات أجنبية في أذربيجان. إنني ذكرت إمكانيات أذربيجان وقدرتها الاقتصادية. هذا من جهة. أما العامل الآخر فهو سياسة الدولة تجاه هذا المجال. على ما زعمت، سياسة الدولة تهدف إلى خلق مناخ مانح مرض للغاية للاستثمارات الأجنبية والملكية المشتركة ووللاستفادة من الخبرة الأجنبية.
كل هذه المهمات تقف أمامنا وأريد أن أؤكد لمشاركي المؤتمر أننا نعتزم على التقدم في طريق تحقيق الاصلاحات الاقتصادية بشكل نشيط في كافة المجلات - في مجالات الصناعة والزراعة والتجارة وفي المجال المعيشي وفي كافة البنى التحتية. سنتقدم بصورة نشيطة في سبيل إنعاش اقتصاد أذربيجان عن طريق هذه الاصلاحات وهذه الإمكانيات. نأمل أن قدرة أذربيجان الاقتصادية والعلمية الكبيرة واحتياطاتها الطبيعية الغنية والأيدي العاملة الموجودة فيها سيفعَّل فقط عن هذا الطريق وسيرفع مستوى اقتصاد البلد. سيضمن هذا خروجه من الحالة المتأزمة ويخلق مناخا لعيش سكان جمهوريتنا في مستوى أعلى. توجد هذه الامكانيات وأنا شخصيا على يقين من أننا سنحرز انجازات من خلال التقدم في هذا الطريق. إننا لن نرجع عن هذا الهدف في هذا المجال أيضا. أعتبر أن عقد هذا المؤتمر سيساعدنا في تنفيذ مهماتنا. يشترك هنا اقتصاديون وخبراء أفذاذ. إنهم يعرفون جيدا بشكل يكفي له طرقَ إنشاء نظام اقتصادي قائم على اقتصاد السوق. لذا أتمنى أن هذا المؤتمر، وضيوفنا الاجانب خاصة يساعدوننا بشكل مثمر ومفيد لتحديد طرق ملموسة متمشية مع ظروف أذربيجان واقتصاد أذربيجان الذي عاش في ظل النظام الاشتراكي الشمولي خلال عدة عقود. انا في امل أن كلمات ضيوفنا الأجانب وتوصياتهم ومقترحاتهم المفيدة لملاكنا والدوائر الحكومية المعنية باقتصاد أذربيجان ستكون مساعدة ودعما كبيرا لنا.
إنني بكوني رئيس الدولة أقف موقفا حاسما في هذه المسائل وأنوي إجراء لقاءات مع ملاك اذربيجان والناس ذوي الخبرة المعينة في مجال الملكية. أتوقع من هذه اللقاءات حوارات مثمرة والحصول على معلومات عما اتخذ من الاجراءات في مجال الملكية وعما نلناه وعما علينا أن نعمله بشكل ملموس. إننا عامة والدوائر الحكومية المعنية بالاقتصاد خاصة نحتاج إلى الحصول على مثل هذه المعلومات من المصادر الأولى. بالطبع، سنستفيد من كل فكر مفيد وكل رأي واقتراح مفيد. أي يجب ان يعترف كل من ملاك أذربيجان نفسه جزءا من اقتصاد الجمهورية ويسعى إلى التطور الاقتصادي للبلد. يستطيع مجرد هؤلاء الملاك أن ينجح في العمل ويتمكن من الاستفادة من قدرته الاقتصادية والعلمية بدون حصر. في نفس الوقت يساعد كل هذا على تطور الملكية واقتصاد السوق في أذربيجان وإزالة الأزمة.
إني أفكر هكذا في كل مواطن أذربيجاني يقوم بنشاط الملكية هكذا فقط وأبدي لهم احترامي ورؤيتي الصميمة تجاه نشاطهم. اليوم يشترك في عمل المؤتمر ملاك أذربيجان الذين حصلوا على نتائج معينة. حسب رأيي، يتيسر لهم أن يكسبوا شيئا كثيرا عن عمل هذا المؤتمر، خاصة عن خبرة سيتحدث عنها ضيوفنا الأجانب هنا، سيتقاسمون أفكارهم حول تأمين نجاح عملهم، من جهة أخرى نجاح الملكية في دولة أذربيجان عامة.
أتمنى النجاح والترقي لكل مالك أذربيجاني يعمل من أجل رفاهية الشعب. كذلك أريد أن أبدي اطمئناني بأن مؤتمر باكو الدولي حول موضوع "إستراتيجية الملكية وإعادة بناء الاقتصاد" سيلعب دوره في ازدياد اقتصاد أذربيجان نموا. أتمنى لكم التوفيق في نشاطكم هذا.
شكرا جزيلا لكم لحسن استماعكم!