السيدات والسادة الكرام!
الضيوف الكرام!
ارحب بكم انتم مشاركون في الدورة الثانية والثلاثين لبلدان الشرق الادنى والشرق الاوسط في اطار برنامج مراقبة المخدرات لدى منظمة الامم المتحدة واتمنى التوفيق لكم في عملكم المهم هذا.
اصبحت مراقبة المخدرات ومكافحة الاتجار بالمخدرات واستعمالها قضية تقلق كل البشرية في السنوات الاخيرة من قرننا. وهذه المكافحة هي من اجل السلامة الجسمانية والعقلية لكل شعب وقومية وبلد. ونظرا لذلك فان مراقبة المخدرات ومكافحة الاتجار بها واستعمالها تتم في اذربيجان في اطار البرنامج العام في السنوات الاخيرة ونعير الاهتمام الخاص بهذه المسالة. ومن هذه الناحية نقدر عقد ندوة دولية ودورة مكرسة لهذه المسالة في عاصمة اذربيجان في باكو تقديرا خاصة ونبدي اهمية خاصة له. ونعتقد ان عقد هذه الدورة سيساهم في مكافحة هذه المسالة في بلدان الشرق الادنى والشرق الاوسط.
لقد تحولت هذه المسالة بوصفها قضية تقلق كل بلد وكل دولة الى مشكلة دولية ولذا اعتقد ان المناقشات التي ستجرونها ضمن الدورة والافكار التي ستقدمونها والقرارات التي ستتخذونها فيها ستعود بالفائدة على تعزيز مكافحة الاتجار بالمخدرات واستعمالها غير المشروع وحل هذه المسالة في كل دولة في العالم، خاصة بلدان الشرق الاوسط والشرق الادنى.
لهذه المسالة جوانب عدة. ونقوم نحن في اذربيجان بكل ما يلزم من تدابير واجراءات في كل جوانب هذه المشكلة ونعتبر التدابير الوقائية والتحضيرية الجدية اهم الاعمال الواجب القيام بها من اجل مكافحة استعمال المخدرات، وعلى الجهات الصحية والدعائية ان توضح مدى خطر وفاجعة استعمال المخدرات بالنسبة للانسان والبشرية والمجتمع توضيحا كاملا وتمنع الناس عن هذا المرض.
استعمال المخدرات مرض صعب ورغم تعزيز الاهتمام به والتدابير المتخذة لا يزال هذا المرض واسع الانتشار الامر الذي تدل عليه معطيات الاحصاءات. ونشاهد انتشار هذا المرض في اذربيجان ايضاً في السنوات الاخيرة. وكانت المعلومات عن مستوى هذا المرض ومدى انتشاره تعتبر مخفية في بلادنا بما فيها اذربيجان. لكننا امتنعنا عن مثل هذا الموقف ونعتقد انه علينا ان ننقل الحقائق عن كل مرض خطر او عمل سلبي كما هو ونوصّلها الى الاوساط الاجتماعية. هذا هو الموقف الذي يمكّننا من اتخاذ التدابير المثمرة من اجل مكافحة هذا المرض. ولذا وانطلاقا من هذا الموقف بالذات من هذه القضية قمنا بتعبئة كل الاجهزة في بلادنا من اجل مكافحة استعمال المخدرات واعداد برنامج وطني عام، يكلف الاجهزة الحكومية والمنظمات الاجتماعية اللازمة بالاوامر الخاصة بتنفيذه ويحملها الوظائف المطلوبة. وادعو اليوم كل الاجهزة الحكومية والاوساط الاجتماعية الاذربيجانية الى خوض النضال الجدي ضد مرض استعمال المخدرات واعتقد ان حل هذه المشكلة وتعزيز التدابير من اجل منع انتشار مرض استعمال المخدرات وفي مجال مكافحته سيجد تجسيده في المستندات التي ستتخذونها في هذه الدورة اليوم.
واسباب انتشار مرض استعمال المخدرات واضحة ومن العوامل الرئيسية التي تسبب في انتشار هذه المرض والمخدرات هو انتاج المخدرات بشكل سري وغير قانوني واتجارها غير المشروع وبيعها ونقلها بصورة غير مشروعة وسرية من الدولة التي تنتجها الى دول اخرى.
ولذا يجب خوض النضال الجدي ضد انتاج المخدرات واستعمالها غير المشروع في كل بلد من بلدان العالم. والمعلوم لديكم ان انتاج المخدرات مسموح به بالاغراض الطبية فقط وبالكميات المعينة للعلاج. ولا بد وضع الحظر الكامل على انتاج المخدرات عدا هذه الاغراض والمنع عنه وجلب الاشخاص والفصائل والمنظمات الذين يشتغلون بانتاجها غير المشروع الى المسؤولية الجزئية. هذا هو موقفنا من هذه المشكلة في جمهوريتنا. وابين اليوم مرة اخرى وامام الدورة الدولية على موقفنا هذا واطالب كل المنظمات في الجمهورية الاذربيجانية بتنفيذ هذه المهمة.
وفي نفس الوقت بودي ان اشير الى ان انتاج المخدرات بشكل غير مشروع في جمهوريتنا يكتسب طابعا جزئيا ويعتبر غير منتشر ومن دواعي سروري ان هذا المرض اي الانتاج غير المشروع يحتل مكانا صغيرا جدا بالمقارنة مع بعض الجمهوريات الاخرى. لكن بصرف النظر عن كبر هذه الحالة او صغرها لا بد من منعها نهائيا.
والمعلوم كذلك ان التداول غير المشروع للمخدرات اي نقلها من بلد الى بلد اخر اتسع في العالم في الفترة الاخيرة الأمر الذي تدل على الوقائع والمعلومات المشار اليها اليوم. اذا تم في افغانستان اتناج ٢٥٠٠ طن من الاثيوم سنويا فهذا خطر جدا ليس بالنسبة للشعب الافغاني وحده بل وكل الدول الاخرى ايضا. وبما ان افغانستان دولة تقع في منطقتنا هي الشرق الاوسط والشرق الادنى وقريبة منا فعلينا ان نبدي موقفنا الجدي جدا من هذه الوقائع. غير ان انتاج المخدرات ونقلها وبيعها غيرالمشروع والسري قد تحول الى عمل تجاري كبير لا في افغانستان وحدها بل وعدد من بلدان الشرق الاوساط والشرق الادنى ايضا. ويؤسفنا ان هذا البزنز اي بزنز المخدرات يشمل الفصائل والمجموعات المعينة في هذه الدول وكذلك في الدول الاخرى اي الدول التي تشتغل بنقل هذه المخدرات وبيعها. وهذا حقيقة وعلينا ان نعترف بها واعتقد، على دورتكم ان تعتبر خوض النضال ضد هذه الحالات احد اهم وظائفها.
تقع اذربيجان من حيث موقعها الجغرافي على ملتقى االشرق والغرب والشمال والجنوب وتمر بها الطرق الكثيرة ويربط الكثير من وسائل النقل بين بلادنا والبلدان الاخرى مما يتجم عن الضرورة ووجوب توثيق الاتصالات بين اذربيجان والبلدان المجاورة لها. واصرح اليوم بان الاستفادة من اراضي الجمهورية الاذربيجانية ومن هذه الطرق ووسائل النقل وهذه الامكانيات من اجل نقل المخدرات من دولة الى دولة اخرى غير مسموح بها تماما واطالب كل أجهزة المختصة للجمهورية الاذربيجانية باتخاذ التدابير والاجراءات الاضافية بهدف منع حالات الاستفادة من اراضي بلادنا لنقل المخدرات. ومن هذه الناحية، امام قوات حراسة الحدود واجهزة الجمروكية الاذربيجانية وظائف مسؤولة جدا وعليها ان تقبل وظائفها هذه كأهم مهماتها وتؤديها. وعلى اجهزة الدوائر العدلية الاذربيجانية ان تخوض النضال الجدي ضد الاتجار غير المشروع بالمخدرات بما فيها نقلها عبر اراضي الجمهورية الاذربيجانية وتقبل هذه الوظائف كأهم مهماتها.
ولدى التحدث عن استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها لا بد من اعتباره مشكلة تقلق البشرية كلها ولا مشكلة تخص بلدان الشرق الاوسط والشرق الادنى فقط لان اغلبية المخدرات المنقولة بمتخلف الوسائل من الشرق الاوسط والشرق الادنى ترسل الى الدول الاخرى والبلدان الاوروبية. ويجب تعزيز هذه المكافحة في تلك الدول ايضا والقيام بالاعمال اللازمة من اجل توسيع التعاون بين بلداننا والدول الاوروبية في هذا المجال.
ويستحق كل التقدير برنامج منظمة الامم المتحدة لشؤون مراقبة المخدرات والاعمال التي تقوم بها هي وجهاتها الخاصة في هذا النحو. وبودي ان اشير اليوم مرة اخرى باسم اذربيجان الى ان الاتجار غير المشروع بالمخدرات واستعمالها غير القانوني يعتبر احد العوامل التي تشكل خطرا كبيرا على مستقبل كل البشرية وان اعبر عن الامل في ان منظمة الامم المتحدة ستبذل كل ما في وسعها من التدابير اللازمة من اجل تنفيذ برنامجه هذا تنفيذا واسعا مستقبلا ايضا.
وستؤدي الجمهورية الاذربيجانية كل ما عليها من وظائف ومهمات من اجل تنفيذ هذا البرنامج وستبذل جهودها لإنقاذ البشرية من هذه الآفة - مرض استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها.
الضيوف الكرام! اجتمعتم اليوم هنا في اذربيجان في باكو لمناقشة هذه المسالة المطروحة، وفي نفس الوقت تقرب هذه المؤتمرات واللقاءات الدولية دول العالم فيما بينها وتساهم في اقامة وتطوير العلاقات بينها. وتخلق هذه اللقاءات علاقات الصداقة والاخوة بين الدول والشعوب وتوفر الاجواء الملائمة للتفاهم بينها. وبودي ان اعبر عن الامل في انكم ستنتهزون هذه الفرصة لبذل جهودكم من اجل تطوير وتعزيز العلاقات بين شعوبنا ودولنا وبذلك ستساهمون في الحفاظ على الامن والسلام وتعزيزهما في الشرق الاوسط والشرق الادنى والعالم كله.
اذربيجان دولة مستقلة فتية وعمرها كدول مستقلة خمس سنوات فقط. وفي نفس الوقت تاريخ الشعب الاذربيجاني عريق في القدم وغني وله ثقافته وحضارته الكبيرة وتقاليده الوطنية الاخلاقية الخاصة. وآمل في انكم ستتمكنون من خلال وجودكم في اذربيجان في هذه الايام من التعرف عن كسب على تاريخها وحقائقها الحالية واتمنى ان يتكون لديكم تصور صحيح عن شعبنا وبلدنا ودولتنا المستقلة.
تخطو الجمهورية الاذربيجانية على طريق تعزيز دولتها المستقلة وتطويرها وبناء دولة القانون الديموقراطية العلمانية وتتحدث التغيرات الكبيرة في حياة جمهوريتنا. وتعيش الجمهورية الاذربيجانية عملية التغيرات الكبيرة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وتسير الجمهورية الاذربيجانية نحو الاقتصاد الحر واقصتاد السوق والتكامل في الاقتصاد العالمي بالعرى اوثق.
وظهرت نتيجة هذه العمليات مشاكل كبيرة امام الدولة الاذربيجانية والشعب الاذربيجاني نقوم بحلها املين في انه يتسنى لنا حل كلها بالتوفيق.
وفي نفس الوقت هناك مشكلة صعبة جدا ظهرت في حياة الجمهورية الاذربيجانية بغير ارادتها هي العدوان المسلح الذي كانت ارمينيا الجارية قد شنته على اذربيجان قبل ثماني سنوات والذي اسفر عن احتلال عشرين بالمئة من الاراضي الاذربيجانية من قبل القوات المسلحة الارمنية وتشريد اكثر من مليون مواطن للجمهورية الاذربيجانية من ديارهم.
لقد سببت المعارك التي حصلت نتيجة هذه العدوان اراقة الدماء والخسائر الكثيرة في الاوراح التي تكبدها الشعب الاذربيجاني وتدمير الاراضي الاذربيجانية المحتلة ونهب ثرواتها.
ورغم كل ذلك فان اذربيجان اعلنت دائما واؤكد اليوم مرة اخرى اننا ندعو الى السلام وتسوية المسالة سلميا. وبهذا الغرض تم الوصول الى اتفاقية وقف اطلاق النيران بين ارمينيا واذربيجان في شهر مايو سنة ١٩٩٤ وتجري من تلك الفترة المحادثات من اجل حل النزاع العسكري بين ارمينيا واذربيجان ومشكلة ناغورني كاراباخ حلا سلميا. لقد انجزت الاعمال الكبيرة من اجل حل النزاع بشكل سلمي خلال هذه السنوات.
واخيرا تم اتخاذ وثيقة مهمة بالنسبة للحل السلمي للنزاع الارمني الاذربيجاني في اللقاء القمة لمنظمة الامن والتعاون الاوروبي المنعقد في مدينة لشبونه في شهر ديسمبر للسنة الماضية الامر الذي وجدت مبادئ حل هذا النزاع حلا سلميا تجسيدها فيها وهي الاعتراف بوحدة اراضي كل من اذربيجان وارمينيا ومنح اعلى صفة الحكم الذاتي لناغورني كاراباخ ضمن الجمهورية الاذربيجانية وضمان امن كل سكان ناغورني كاراباخ. ونسعى الى اجراء المحادثات على اساس هذه المبادئ وتسوية النزاع نتيجة المحادثات وبشكل سلمي. واعتقد اننا سنَوفق الى حل هذه المسالة حلا سلميا بمساعدة المنظمات الدولية ونتيجة نشاط مجموعة مينسك لمنظمة الامن والتعاون الاوروبي والاهتمام والرعاية الكبيرين بهذه المسالة لدى منظمة الامم المتحدة ومساهمة الدول الكبرى خاصة الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك هي روسيا والولايات المتحدة وفرنسا في هذه العملية.
الضيوف الكرام! لكل دولة مشاكلها الخاصة. وفي نفس الوقت توجد المشاكل التي تقلق كل البشرية وكل العالم وكل دول العالم وكل الناس. وتتحول احيانا المشاكل الموجودة داخل دولة في بين دول الى مشاكل تقلق كل البشرية. ونريد ان تجد كل المشاكل التي تحول دون ان يعيش كل الناس في ظل الرخاء والسلام والامن في العالم كله ونبذل دائما جهودنا بهذا الغرض. وتعتبر الانفصالية من المشاكل التي تقلق الشعوب والناس والبلدان في الكثير من مناطق العالم في الفترة الاخيرة. وكان موقفنا دائما ولا يزال ضد الانفصالية في اية منطقة من مناطق العالم وكنا ولا نزال ندين الارهاب وندعو الى حل كل النزاعات الموجودة بين شعوب ودول العالم حلا سلميا وبذل كل ما في وسعنا من التدابير اللازمة من اجل منع نشأة هذه النزاعات مستقبلا. ونتمنى احلال السلام والامن في كل ربوع العالم ونبذل جهودنا في هذا النحو وندعو الى حل المشاكل التي تقلق كل البشرية في حينها بما فيها مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات واستعمالها غير القانوني الذي يعتبر خطرا كبيرا على كل الناس ونحن دائما في طليعة هذا النضال.
ايها الضيوف الكرام، ايها المشاركون في الدورة! اتمنى لكم التوفيق في مناقشة المسائل المطروحة امامكم وفي نشاطكم القادم وكذلك السلام والامن والسعادة لكم ولبلادكم وشعوبكم. وشكرا جزيلا والسلام عليكم.