ميخائيل قوسمان: يسرنا ان نرحب من صميم القلب بحيدر علييف رئيس الجمهورية الآذربيجانية الذي يكون حاليا في روسيا في زيارة رسمية على حضوره وكالة الاعلام والتلغراف الروسية – ITAR-TASS. كما تعرفون ان الزيارة تنتهي. رجينا من حيدر علييف ان يتحدث عن نتائج الزيارة. يسعدنا خاصة، كممثلي الوكالة استقبال حيدر علييف في هذا المبني، لأن هذا المبنى أنشئ بمرسوم حيدر علييف النائب الاول لرئيس الحكومة للاتحاد السوفييتي وفقا لقرار مجلس الوزراء حينذاك. وحتى ابوح سرا صغيرا لكم: اليوم عرف حيدر علييف عندما رأى الحجر الآذربيجاني من بين أحجار الزخرفة في المبنى. في الحقيقة، استخدمت الاحجار المستوردة من آذربيجان في اعمال الزخرفة للمبنى. لذلك فاننا نستقبل حيدر علييف هنا من صميم القلب وبفرح خاص. ليس خافيا من احد ان موسكو ليست مدينة غريبة لحيدر علييف. اسمحوا لنا بان نرجو حيدر علييف ان يتحدث عن نتائج زيارته ولقاءاته مع الرئيس الروسي، ثم نرجوه الرد على أسئلتنا.
حيدر علييف: اصدقائي، ارحب بكم قبل كل شيء. ما كنت انتظر أن أشاهد مثل هذا القدر الكبير من كامرات صور والعدسات التلفزيونية. كم عددها! يسرنى هذا اللقاء. صحيح، إني تلقيت هذا الاقتراح منذ زمن، لكني لم اتمكن من الاشتراك فيها لضيق الوقت. من ناحية، ما كنت أتصور ان هذا يكون شيقا وانكم سيحضرون هنا. كنت أظن اني سآتي ونتحدث. لكن انظروا كم من الصحفيين هنا. ان كل صحفى يمثل بلدا باسره. يتمتع الصحفيون الآن باحترام وينبغي اللقاء معهم، والاحترام لهم.
بالتأكيد، فانكم تهتمون بالزيارة في البداية. لعل وسائل الاعلام الجماهيرية اعلنت عن زيارتي واللقاءات التي أجريتها. إني ممتن للغاية، في بداية الامر، أبدي امتناني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعوته لي للقيام بزيارة رسمية الى روسيا. قمت بالزيارة تلبية لهذه الدعوة، جرت لقاءات كثيرة بيننا. التقيت على انفراد مع الرئيس بوتين في بيته، اجرينا امس لقاءات كثيرة – لقاء على حدة مع الرئيس بوتين، ثم لقاء في تركيب موسع. وقعنا على الوثائق، اجتمعنا مع ممثلي الصحافة، اقيمت حفلة الاستقبال على شرف الوفد الاذربيجاني والرئيس الاذربيجاني. قصارى القول، تم تنظيم كل شيء في مستوى عال.
وابدي امتناني الخالص للرئيس الروسي على حسن الضيافة واللقاءات الودية والانتباه. والاهم، انا ممتن له على الحديث الودي والصريح حول كل المسائل. قمنا بتبادل الآراء حول عديد من المسائل.
بالتأكيد كنا نهتم بوضع العلاقات الروسية الاذربيجانية قبل كل شيء. ينبغي الاشارة ، كما تطرقت الى هذه المسألة امس في مأدبة العشاء - الى انه انشئت بين البلدين علاقات خلال هذه السنوات العشر التي حصلت اذربيجان على استقلالها فيها وأقيمت علاقات دبلوماسية بين الدولتين الروسية والاذربيجانية ذاتي السيادة، لكن هذه العلاقات لم تكن سهلة احيانا. كانت ثمة مشاكل وصعوبات وعراقل. لكننا تقدمنا دائما وسارت هذه العملية في الارتقاء. لكن زيارة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير فلاديمورفيتس بوتين الى اذربيجان اعطت هذه العملية دفعة خاصة. وكانت هذه اولى زيارة من نوعها قام بها الرئيس الروسي الى اذربيجان المستقلة. يسرنا ان هذه الزيارة كانت زيارة اولى لفلاديمير بوتين بعد انتخابه رئيسا. اقصدها بزيارته الرسمية الاولى لبلدان رابطة الدول المستقلة. اصبحت هذه الزيارة في الحقيقة نقطة الانطلاق. ودشنت مرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية. وتيسر لنا توثيق علاقاتنا بين الدولتين في كافة المجالات خلال سنة مضت وتوصلنا الى النتائج التي تمكنا من مشاهدتها امس.
اولا هذه اللقاءات، الاحاديث وتبادل الآراء وثانيا توقيع الوثائق. كنا قد وقعنا على وثائق مهمة جدا اثناء زيارة الرئيس الروسي الى اذربيجان وامس ابرمنا وثائق مهمة جدا بين الدولتين. ويجب الاشارة هنا الى توقيع معاهدة التعاون الاقتصادي الطويل الامد بين روسيا واذربيجان للفترة الممتدة الى سنة ٢٠١٠ في البداية والاتفاقيات الاخرى الاقتصادية فيما يتعلق بهذه المعاهدة والاتفاقية حول الوضع القانوني لمحطة الرادار بقبالا التي ما تيسر لنا التوصل الى اتفاق حولها على مدى سنوات. وقعنا امس على اتفاقية حول هذه المحطة. كما تعلمون اجرنا هذه المحطة للرادار لروسيا لمدة 10 سنوات واحرزنا هذه العملية وابرمنا عدة وثائق مهمة. والاهم هو اننا قمنا بتبادل الآراء واتفقنا كما كنا عند زيارة الرئيس الروسي بوتين الى جمهوريتنا قبل هذا بسنة ان علاقاتنا الحالية على مستوى حسن. يجب علينا ان نطور علاقاتنا بشكل مكثف في مختلف المجالات - الاقتصادية والثقافية والانسانية على السواء. لا اريد ايراد ارقام ملموسة معينة يميز علاقاتنا، لانكم تعلمون هذا. واكفي فقط بما اقوله.
اعود الى باكو بمشاعر الامتنان الكبير. اريد القول من جديد ان زيارتنا ووفدنا واني شخصيا لقينا انتباها كبيرا للغاية. ويدل كل هذا بالتأكيد على موقف روسيا من العلاقات الروسية الاذربيجانية.
واعتقد ان موقف روسيا جيد. شكرا لكم على انتباهكم. ويمكننا ان ارد على اسئلتكم.
سؤال: هذه اولى زيارة رسمية للرئيس الاذربيجاني الى روسيا. لقد قدرتم تقديرا عاليا وضع التعاون السياسي. وفي اي شكل تريدون انشاء العلاقات؟ وما هو رأيكم حول نتائج محادثاتكم مع الرئيس بوتين؟
جواب: في بداية الامر اكدنا مرة اخرى ان علاقاتنا تحمل طابع التعاون الاستراتيجي. وقررنا قبل هذا بسنة واليوم ايضا ان نبذل كل ما في وسعنا رفع علاقاتنا الى مستوى التعاون الاستراتيجي على الاطلاق. بالطبع، يشمل هذا كثيرا من المسائل ويجب علينا ان نتعاون في هذه المجالات.
كيف تقدرون الوضع في منطقة القوقاز وما هي التدابير الضرورية لتطبيع الاوضاع وإزالة مشاكل عامة فيها؟
جواب: كما تعلمون ان الوضع في منطقة القوقاز معقد للغاية. وهو معقد بسبب النزاعات العسكرية قبل كل شيء. يوجد النزاع الارميني الاذربيجاني حول ناغورني كاراباخ والنزاع الجورجي الابخازي والاوسيتي الجورجي والنزاع في الشيشان. وهذا يهدد استقرار الاوضاع في القوقاز. القوقاز منطقة مهمة جدا لوجود السلام والاستقرار والامن في القوقاز اهمية بالغة لبلداننا. اقصد بها بلدان القوقاز الجنوبية وروسيا. لذلك تحتل هذه المسألة صدارة انتباهنا دائما وركزنا انتباهنا على هذا عند مناقشتنا المسائل مع الرئيس بوتين امس. بالمناسبة، فذكر مساعيدونا اننا التقينا ١٦ مرة لمدة قصيرة مضت على انتخاب فلاديمير بوتين رئيس روسيا. وناقشنا في كل هذه اللقاءات بالكاد المسائل المتعلقة بالقوقاز.
سؤال: هل ناقشتم المسالة المتعلقة بالوضع القانوني لبحر قزوين؟
جواب: كما تعلمون ان هذه المسالة كانت من بين المسائل المهمة اثناء تبادل الآراء ومحادثاتنا. قبل هذا بسنة، وقعنا على بيان حول مبادئ التعاون بين روسيا واذربيجان في بحر قزوين اثناء زيارة الرئيس بوتين الى باكو. وقد تم التوقيع على مثل هذا البيان بين روسيا وكازاكستان. قبل هذا بعدة اشهر في نوفمبر وقعنا مع الرئيس نازاربايف على اتفاقية مبادئ التعاون في بحر قزوين بين اذربيجان وكازاكستان عندما كنت في قمة بلدان رابطة الدول المستقلة في موسكو. واعلنت الدول الثلاث المطلة على بحر قزوين موافقتها على المبادئ التي نعتبرها اكثر الحاحا لتحقيق التعاون في بحر قزوين. تجري روسيا ونجري نحن ايضا المحادثات مع تركمانيا. ان هذه المحادثات تجرى بالتأكيد على مستوى نواب وزراء الخارجية لتلك الدول للتوصل الى اتفاق في مواقف البلدان الاخرى المطلة على بحر قزوين.
على كل حال، توصلنا الى اتفاق امس حول مسألة كبيرة. قد وقعنا على بيان حول المبادئ قبل هذا بسنة. اتفقت روسيا وكازاكستان حول القطاعات الخاصة بها - الخط الوسيط بين القطاعين الروسي والكازاكستاني في البحر.
واتفقنا الآن حول بدء تحديد الخط المتوسط بين روسيا واذربيجان. وبعد هذا سيجد حلها عامة مسألة استفادة الدول الثلاث المطلة على بحر قزوين من قاع البحر ومواردها المعدنية.
نظن انه يجب علينا ان نواصل اعمالنا الضرورية للتوصل الى اتفاق بين كل البلدان المطلة على بحر قزوين. ونعتقد اننا سنتوصل الى هذا. ويصعب علي ان نقول كم وقت ستستمر هذه الاعمال.
سؤال: كيف ترون مستقبل رابطة الدول المستقلة وكذلك اتجاهات التعاون بين باكو وموسكو في اطار رابطة الدول المستقلة ومنظمات اقليمية اخرى؟
جواب: كما تعلمون اننا احتفلنا مؤخرا بذكرى مرور ١٠ سنوات على انشاء رابطة الدول المستقلة. اجمعنا على ان رابطة الدول المستقلة، اي هذه المنظمة تحقق اهدافها. واجتزنا طريقا طويلا. لكن يجب علي ان اقول، وهذا ليس رأيي فقط بل آراء نظرائي، اننا نشاهد الديناميكية الكبيرة في نشاط رابطة الدول المستقلة واتخاذ عمل ملموس وفعلا في رابطة الدول المستقلة ووجود ظروف للتعاون المفيد المتبادل ومتاسوي الحقوق في نشاط رابطة الدول المستقلة بعد انتخاب فلايديمير فلاديميروفيتس بوتين رئيس روسيا وبعد انتخابنا له رئيسا لمجلس رؤساء الدول الاعضاء في الرابطة . لذلك فاني اعتقد ان السنوات الاخيرة فترة اكثر ثمرة لنشاط رابطة الدول المستقلة. اذا واصلنا نشاطنا في هذه الروح بالذات - اظن اننا استطعنا التعاون الاحسن في هذا الاساس - سنرى المستقبل الساطع لرابطة الدول المستقلة. لذلك فاننا اي اذربيجان سنساعد من طرفنا بكل وسائل على التعاون النشط في رابطة الدول المستقلة.
سؤال: وما رأيكم حول التعاون التجاري الاقتصادي بين روسيا واذربيجان؟
جواب: كما تعلمون اني اعتقد ان التعاون التجاري الاقتصادي بين روسيا واذربيجان في مستوى حسن. على كل حال، فان روسيا تحتل مكانا اول في التبادل التجاري الخارجي بيننا. صحيح، لوحظ انخفاض حجم التبادل التجاري في اواخر السنة الماضية، لكن هذا مرتبط بالقوانين الضريبية الجديدة.
لا صلة له مبدئيا بمستوى التبادل التجاري وتبادل الامتعة. ونعتبر روسيا اهم شريك لنا في تبادل البضائع وفي التجارة. ثمة امكانيات كبيرة لتوسيع تبادل الامتعة. كانت هذه المسألة بالذات تحتل احدى المواضيع الرئيسية في محادثاتنا واشار كلا الطرفين الى ضرورة توسيع التعاون في مجال تبادل الامتعة. وتحدثنا امس حول طرق ومجالات توسيع تبادل الامتعة بالذات.
مثلا، لنا مترو انفاق ونريد شراء قطارات جديدة له. ما كانت لدينا وسائل مالية لهذا. وتوصلنا الى اتفاق مع روسيا لشراء قطار لمترو انفاقنا من مصنع متيشي بالقروض الروسية. خططت روسيا تخصيص القروض لنا من ميزانيتها بهذا الهدف.
لكننا خصصنا ٨٫٥ مليون دولار من ميزانيتنا لشراء القطارات. قلت هذا امس. سنشتري قريبا هذه القطارات. وهذا امر يدل على امكانيات كبيرة لتبادل الامتعة والتبادل التجاري بين روسيا واذربيجان.
سؤال: غيرت احداث سبتمبر الوضع في العالم باسره جذريا. وكيف تقدرون سير عمليات مكافحة الارهاب في افغانستان وآفاق تسوية الوضع هناك؟
جواب: كما تعلمون اني اعتقد ان سير عمليات مكافحة الارهاب في افغانستان ونشاط تحالف مكافحة الارهاب عامة بعد احداث سبتمبر مناسب للوضع الناشب بعد هذه الاحداث بالذات. واعتقد انه كان من المفروض اتخاذ هذه التدابير واتخذت بالفعل. واتت هذه التدابير بنتائجها. لكن مكافحة الارهاب الدولي لا تنتهي بهذا فقط. لا يسعني القول بان عملية مكافحة الارهاب في افغانستان قد ادت الى استئصال الارهاب الدولي. اننا نحس التأثير السلبي للارهاب علينا. ان الارهاب الدولي يهدد ليست الولايات المتحدة الامريكية التي تعرضت للهجمات الغاشمة للارهابيين فقط، فحسب بل كل البلدان. لذلك فاننا سبق لنا و قلن استعدادنا للاشتراك في عملية مكافحة الارهاب وانضمامنا الى هذا التحالف من البداية، ونقوم بكل شيء من طرفنا وسنقوم به.
ونحس بشكل خاص الاضرار التي الحقها الارهاب ببلدنا في اذربيجان وضرورة تعزيز مكافحة الارهاب وخاصة الارهاب الدولي.
جريدة "اذربيجان"، يناير عام ٢٠٠٢