خطاب حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان في حفلة توقيع اتفاقية بين شركة البترول الحكومية الأذربيجانية و مجموعة شركات البترول الاجنبية حول الاستغلال المشترك للحقول الموجودة في الجرف القاري لبحر قزوين - ٢٠ سبتمبر عام ١٩٩٤ / قصر "جولستان"

السيدات والسادة، الضيوف المحترمون!

اليوم يحدث حدث تاريخي في حياة جمهورية اذربيجان. إن المفاوضات الدائرة خلال٣ سنوات بين شركة البترول الحكومية الأذربيجانية وشركات البترول الأجنبية حول الاستغلال المشترك لحقلي النفط "آذرى" و"جيراق" وجزء من حقل النفط "جونشلي" الواقع في قسم خاص بجمهورية أذربيجان من بحر قزوين قد انتهت بإعداد وتقديم مشروع اتفاقية حول إجراء الأعمال المشتركة.

اجتمعنا اليوم في عاصمة أذربيجان، باكو، في قصر "جولستان" الجميل هذا بمناسبة حفلة توقيع الاتفاقية. قد حضر باكو ممثلو الحكومات والضيوف من البلدان الاجنبية بمناسبة توقيع الاتفاقية.

أرحب من صميم القلب بجميع ضيوفنا الوافدين إلى باكو للاشتراك في هذه الحفلة وأقول لهم "أهلا وسهلا".

إن محادثات شركة البترول الحكومية الأذربيجانية مع شركات البترول للبلدان الأجنبية أجريت تحت رعاية ودعم حكومات هذه البلدان. قد حضر حفلة توقيع الاتفاقية وفود من البلدان الأجنبية.

أرحب من صميم القلب بالوفود المشاركين في هذه الحفلة من الولايات المتحدة الأمريكية واتحاد روسيا ومملكة بريطانيا العظمى وجمهورية تركيا والنرويج وأقول لهم "أهلا وسهلا".

أرحب بالسيد المحترم نجم الدين جوهري وزير الدولة لجمهورية تركيا المشارك في هذه الحفلة التاريخية. أرحب بالسيد المحترم تيموتى ايقار وزير الطاقة لمملكة بريطانيا العظمى. أرحب بالسيد المحترم أوئليام وايت نائب وزير الطاقة للولايات المتحدة الامريكية. أرحب بالسيد المحترم قونّار مرفانت وكيل أول لوزير الصناعة والطاقة لدولة النرويج. أرحب بالسيد المحترم ستانيسلاف بوقاج مدير إدارة عامة لدى وزارة الوقود والطاقة لاتحاد روسيا. وارحب بأعضاء برلمان بريطانيا العظمى ووفود جمعية الصداقة الانجليزية – الاذربيجانية الذين أتوا إلى باكو للاشتراك في هذه الحفلة وانضموا إلى صفوفنا.

أرحب بالسيد المحترم عصام جعفر فقيهى رئيس بنك التنمية الإسلامية الذي يشترك معنا في حفلتنا. أرحب بممثلي الأسلاك الدبلوماسية والسفراء المحترمين وممثلي ورؤساء المنظمات الدولية الموجودة في أذربيجان. أجرت شركة البترول الحكومية الأذربيجانية مفاوضات مع شركات البترول للبلاد الأجنبية ومع المجموعة المحتوية هذه الشركات فيما بعد خلال ٣ سنوات وأعدت مشروع الاتفاقية. يشارك وفود شركات البترول العملاقة هذه في حفلة اليوم. أرحب بهم من صميم القلب. أرحب بالسيد وليام لاؤرينى رئيس شركة "Amoco". أرحب بوفد شركة " British Petroleum" ، والسيد جون براون رئيس الشركة. أرحب بوفد شركة "Statoil" ورئيسها السيد يوحن نيك وولد. أرحب بوفد شركة "LUKoil" ورئيس الشركة السيد وحيد علي أكبروف. أرحب بوفد "McDermott" والسيد وليام وتنيس رئيس الشركة. أرحب بوفد شركة "Pennzoil" ورئيس الشركة السيد توماس هاملتون. أرحب بوفد شركة "Ramco" ورئيس الشركة ستيفين رامبون. أرحب بوفد شركة "Turkiye Petrolleri" ورئيسها السيد صدقى سنجر. أرحب بوفد شركة "Unocal" ورئيس الشركة السيد جون آمل. أرحب بوفد الشركة "Delta International" والسيد فاتح الألبان رئيس الشركة.

السيدات والسادة المحترمون!

ان النفط هو أكبر ثروة قومية لجمهورية أذربيجان والشعب الأذربيجاني. وأذربيجان موطن النفط من العهود القديمة ولها خيرات طبيعية كالنفط والغاز. بهذا السبب يُسمّون أذربيجان بـ"موطن الشواظ". إن استخراج النفط في أذربيجان والاستفادة منه وإنتاجه ذات تاريخ كبير. عام ١٨٤٧ فار النفط فوارة لأول مرة في "بيبهيبت" في باكو – أذربيجان. ومنذ ذلك الحين بدأت عملية استخراج النفط بالطريقة الصناعية في أذربيجان. أسَّس عام ١٨٧٢ الأخوان نوبل أول شركة بترولية في باكو فأخذت شركات البلدان الأجنبية والرأسمال الأجنبي تتدفق إلى بلدنا من أجل استغلال نفطه.

فطفقت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر عدد من بلدان العالم وشركات الدول المتقدمة تهتم باستخراج النفط في باكو، أذربيجان اهتماما كبيرا. اعتبارا من نهاية ذلك القرن بدأت شركات عدد كبير من البلدان الأجنبية نشاطها لاستخراج نفط باكو. قد تم استخراج ٢٦ ألف طن من النفط في أذربيجان عام ١٨٧٢. في أوائل نفس القرن، عام ١٩٠٠ تم استخراج ١٠ مليون طن من النفط في أذربيجان، مما شكل ٩٥ % من النفط المستخرج في روسيا و٥٠ % من النفط المستخرج في العالم على الاطلاق.

خلال ٢٠ سنة الأولى من القرن العشرين قام شركات البترول للبلدان الأجنبية في أذربيجان والملاك المحليون بنشاط كبير جدا في سبيل استخراج نفط باكو وإنتاجه نمت صناعة النفط في أذربيجان.

يمكننا تسمية هذا العهد شرطيا بالمرحلة الأولى لتاريخ صناعة النفط في أذربيجان. كان نفط باكو يستعمل في تلك الفترة في كل العالم. اكتسبت شركات البلدان الأجنبية عائدات كثيرة من النفط الأذربيجاني. نشأ في أذربيجان فئة أصحاب المال الكبار وكسبوا قدرا جما من العائدات. في هذا الوقت أدى تطور صناعة النفط الأذربيجانية إلى تنمية باكو، عموما أذربيجان. تحولت باكو عاصمة أذربيجان إلى مدينة صناعية كبيرة وأصبحت من أكبر المراكز الصناعية حينذاك في أراضي امبراطورية روسيا. ان مدينتنا باكو ذات التاريخ القديم كسبت صورة جديدة في هذا الوقت واتسعت جملت وشُيدت فيها بنايات عصرية، مؤسسات إنتاجية، مصانع وغيرها من المؤسسات الصناعية المتمشية مع هذا الوقت. فعلينا ان نقدر الاعمال المحققة في هذه المرحلة حق تقديره ونشير إلى لعب نفطنا دورا كبيرا في تطوير أذربيجان، باكو.

انشأت في بلدنا دولة ديموقراطية عام ١٩١٨، نالت أذربيجان استقلالها، عاشت خلال مدة ما يقرب من سنتين كدولة مستقلة وسعت هذه الدولة إلى الاستفادة من ثروات تعود ملكيتها لشعبنا في سبيل رفاهه. لكن، مع الأسف، لم تؤتي هذه المساعي نتيجة متوقعة. لأن دولة أذربيجانية ديموقراطية انهارت عام ١٩٢٠.

انشئ في نفس السنة في أذربيجان الحكم الاشتراكي السوفييتي. فبعد هذا خلال ٧٠ سنة كانت أذربيجان في تركيب الاتحاد السوفييتي وتابعة لهذا النظام. استفاد الاتحاد السوفييتي لمصلحته من النفط الذي هو اكبر ثروة للشعب الاذربيجاني . فيمكن تسمية تلك المرحلة بالمرحلة الثانية في حياة الصناعة النفطية. تطورت صناعة النفط لأذربيجان بسرعة إبان هذه المرحلة.

تركزت جهود كبيرة في صناعة النفط الأذربيجانية باعتبارها قد أصبحت ضرورية لتطور صناعة الاتحاد السوفييتي وقدرته الاقتصادية وقدرته الصناعية. من هذا السبب أنجزت انجازات هامة في تطور صناعة النفط لأذربيجان.

قد نشأ حينذاك جيل كبير من عمال النفط الأذربيجانيين. نمت صناعة النفط والغاز لأذربيجان بسرعة وأنشئت مؤسسات كبيرة. أنشئت مراكز علمية ومعاهد للأبحاث العلمية مختصة بمجال النفط. قد تم افتتاح معهد، وهو يسمى الآن بأكاديمية النفط، من أجل إعداد الخبراء ذوي المستوى العالي لمجال النفط. إن عمال النفط والاختصاصيين والعلماء الأذربيجانيين، قصارى القول، جميع الأشخاص الذين يعملون في مجال النفط قد عملوا بشقوق الأنفس لتطوير صناعة النفط للجمهورية، وسجلوا صفحات مجيدة في تاريخ أذربيجان.

على ما زعمتُ، قد استعمل نفط أذربيجان في سبيل تطوير صناعة الاتحاد السوفييتي بأسره، باستثناء صناعة أذربيجان نفسها. كان نفط أذربيجان يشكل ٧٥ % من النفط المستخرج في كل الاتحاد خلال فترة الحرب العالمية الثانية فيما بين سنوات ١٩٤١-١٩٤٥. كذلك لعب صناعة النفط الأذربيجانية وعمال النفط لنا دورا عظيما في انكسار وتدمير الفاشية الألمانية الخطرة لكل العالم.

كان للعلماء والاختصاصيين وعمال النفط الذين كانوا يعملون في صناعة النفط الأذربيجانية فضل كبير في استكشاف وتنقيب رواسب نفطية جديدة في كل أنحاء الاتحاد السوفييتي.

ليس من باب الصدفة أن الحقول الجديدة المستكشفة في أراضي الاتحاد السوفييتي بفضل جهودهم وعملهم أطلقت عليها أسماء "إيكنجي باكو" (باكو-٢)، "أوجنجو باكو" (باكو-٣)، "دوردنجو باكو" (باكو-٤).

إن عمال النفط لأذربيجان لهم فضل لا بديل له في مجال استكشاف وتنقيب رواسب "سيبيريا" و"تومن" التي تعتبر أكبر حقول نفطية لروسيا وفي إنشاء منشآت هائلة للنفط والغاز فيها. وهم يشكلون حتى الآن أغلبية عمال النفط الذين يعملون في هذه المناطق.

حسب رأيي، يجب لي تذكير ما ذكرت كل هذه المعلومات لضيوفنا والشعب الأذربيجاني. لأن كل هذه افتخار الشعب الأذربيجاني وشهرته ويعود إلى الفضل العظيم لشعبنا وعمال النفط لنا في الاقتصاد العالمي.

من إنجازات عمال النفط الأذربيجانيين هو أنهم دأبوا لاستخراج النفط من قاع بحر قزوين. قد اتخذت تدابير كثيرة في هذا المجال في أوائل العشرينيات وفي الثلاثينيات. لكن استخراج النفط الوفير بدأ منذ ٧ نوفمبر عام ١٩٤٩. قد فار في نفس اليوم لأول مرة حقل نفطي موجود في مكان نسميه الآن بـ"نفط داشلاري" من بحر قزوين.

أما خبرة عمال النفط الأذربيجانيين في البحر فكانت خلال ٤٥ سنة الماضية قدوة يحتذى بها لاستخراج النفط من جوف البحر ليس في الاتحاد السوفييتي فقط، فحسب بل في عدد كبير من دول العالم. إن العلماء وعمال النفط الأذربيجانيين لهم دور كبير في هذا المجال.

كما تعلمون، حصل شعبنا على استقلاله منذ ٣ سنوات وأصبحت أذربيجان جمهورية مستقلة. أصبح الشعب الأذربيجاني مقدرا لمصيره. تمكن شعبنا من الاستفادة من خيراته الطبيعية على ما يحلو له. فبدأ عهد جديد في حياة أذربيجان. فبدأت المرحلة الثالثة شرطيا في تاريخ صناعتنا النفطية. إننا نتخذ تدابير ضرورية في المرحلة الجديدة تمكن أذربيجان من استغلال ثرواتها الطبيعية معبرين عن إرادة جمهورية أذربيجان المستقلة. أجريت مباحثات مع شركات البترول للبلدان الأجنبية وتم الحصول على اتفاقيات خلال ٣ سنوات الماضية.

اليوم، في هذا اليوم التاريخي، بعد مضي ١٥٠ سنة تقريبا على بدء استخراج وإنتاج النفط بالطريقة الصناعية في أذربيجان أبدي شكري لجميع أجيال عمال النفط الأذربيجانيين وجميع العلماء والاختصاصيين والمهندسين والعمال الذين يعملون في مجال النفط لجمهوريتنا لجهودهم المبذولة في سبيل تحسين رفاهية شعبنا مستخرجين ثرواتنا الطبيعية في هذا العهد ولعملهم الدؤوب ولاكتشافاتهم العلمية الكبيرة. وأهنئهم من صميم القلب بمناسبة إنجازاتهم حتى الآن.

ابتداء من حين بدأ استخراج النفط بالطريقة الصناعية في أذربيجان حتى الآن استخرج ١ مليار ٣٢٥ مليون طن من النفط برا وبحرا من جوف الأرض في أراضي بلدنا. استخرج ٤٠٠ مليون طن من النفط خلال الـ٤٥ سنة الأخيرة في قسم خاص بأذربيجان من بحر قزوين. خلال هذه المدة، في نفس الوقت استخرج نحو ٤٠٠ مليار متر مكعب من الغاز. كل هذه انجازات كبيرة وتشكل أساسا وركنا لتطوير اقتصاد جمهورية أذربيجان وتطوير صناعتنا النفطية في المستقبل.

رغم أننا استخرجنا كمية كبيرة من النفط في سنوات مضت وأنجزنا انجازات كبيرة، فالواقع أن شعبنا لم يكن صاحب ثرواته الطبيعية حتى الأزمنة الأخيرة، أي حتى حين حصلت أذربيجان على استقلالها. بالرغم من أن نفطنا استخرج حتى عام ١٩٢٠ سواء من قبل شركات البترول الأجنبية أو من قبل ملاك أذربيجان بنفسها وحققت أعمال كبيرة في سبيل تطوير أذربيجان، خاصة باكو لم يكن الشعب صاحب هذه الثروة.

ابتداء من سنة ١٩٢٠ حدثت تغيرات كبيرة جدا في حياة أذربيجان. تطور اقتصاد أذربيجان ونشأت في الجمهورية قدرة صناعية وعلمية هائلة، واجتازت صناعتنا النفطية طريقا تأريخيا كبيرا. رغم هذا لم تكن أذربيجان صاحبة وحيدة وكاملة لنفطها. كانت ثرواتنا هذه في أيدي الدولة السوفييتية، ليس في أيدي أنفسنا. أما الآن فنعيش مرحلة جديدة. فجمهورية أذربيجان دولة مستقلة. والشعب الأذربيجاني هو صاحب ثرواته الطبيعية. ويحدد شعبنا بنفسه كيفية استغلال هذه الثروات بشكل مستقل. إن المحادثات بين شركة البترول الحكومية الأذربيجانية وشركات البترول الرئيسية للبلاد الأجنبية حول الاستغلال المشترك لحقولنا النفطية أجريت خلال ٣ سنوات في إطار هذه المبادئ. لا شك في أن المحادثات لم تمشي في طريق مستقيم. كانت هنا صعوبات أيضا وصعود وهبوط. لكن المحادثات في نهاية المطاف انتهت.

اهتمام شركات البترول العملاقة ذات الخبرة العالية الغنية للبلاد الاجنبية بالنفط الأذربيجاني أمر طبيعي وقبلنا هذا بكل امتنان. إننا هم الآخرون أبدينا اهتماما ولا نزال.

تجري الآن جمهورية أذربيجان مباحثاتها حول هذه المسائل مع كل بلد، بما فيه مع دول تابعة لشركات البترول هذه، وشركات البترول للدول الأجنبية بشكل مستقل على بغض النظر إلى الأزمنة الماضية وتحاول أن تقبل مبادئها في المحادثات. انتهى في نهاية المطاف إعداد معاهدة حول الاستغلال المشترك لحقلي النفط "أذري" و"جيراق" وجزء من حقل النفط "جونشلي" الموجود في قسم خاص بأذربيجان من بحر قزوين نتيجة المحادثات بين شركة البترول الحكومية الأذربيجانية وشركات البترول للبلاد الأجنبية. وقدمت هذه الاتفاقية لي بوصفي رئيس الجمهورية الاذربيجانية. كما من المعلوم لكم أنني أصدرت في ١٤ سبتمبر بعد تحليل مشروع الاتفاقية مرسوما يسمح لتوقيعها من قبل شركة البترول الحكومية الأذربيجانية وتبنت شركات البترول للبلاد الأجنبية أيضا قرارا لتوقيع المشروع. بارك عليهم رؤساء البلدان التابعة لهذه الشركات. فنتيجة كل هذا اجتمعنا الآن هنا في حفلة توقيع الاتفاقية. أريد أن أقول بصراحة، لم يجد قسم مما رغب فيه وتمنى الطرف الأذربيجاني من الشروط عكسه في الاتفاقية. لكننا نفهم أن أية اتفاقية يجب أن تغطي مصالح كلا الطرفين. إن مجموعة شركات البترول الغربية حاولت تلبية مصالحها وسعت شركة البترول الحكومية الأذربيجانية بدورها إلى ضمان المصالح القومية لجمهورية أذربيجان، يمكنني القول بأنه تم إعداد مشروع يحقق مصالح كلا الطرفين في النهاية نتيجة تنفيذ العمل العظيم والشاق ونتيجة تناول الأطراف المسألة بمسؤولية تامة. انطلاقا من هذا أعتبر الاتفاقية المزمع توقيعها اليوم مجدية اقتصاديا بالنسبة لحاضر ومستقبل جمهورية أذربيجان وأصدرت قرارا لتوقيعها.

إننا بخطواتنا هذه عرضنا أن أذربيجان بلد منفتح للعالم وللاقتصاد العالمي. نظهر مرة أخرى للعالم إحلال الحقوق السيادية للجمهورية الأذربيجانية وكون أذربيجان دولة مستقلة تامة، وكون شعبنا صاحبا لخيراته نفسه من خلال توقيعنا هذه الاتفاقية. بتوقيع هذه الاتفاقية ننشئ علاقات بين جمهورية أذربيجان ودول العالم المتقدمة وشركاتها العملاقة ونوفر أساسا لانضمام الاقتصاد الأذربيجاني إلى الاقتصاد العالمي واقتصاد السوق الحر. بتوقيع هذه الاتفاقية نعرض مرة أخرى للعالم أن جمهورية أذربيجان المستقلة دولة ديموقراطية وحقوقية. قد فُتح مجال واسع لإرساء المبادئ الديموقراطية وتطويرها في أذربيجان. إن جمهورية أذربيجان تعتزم على السير في طريق اقتصاد السوق. فتوقيع هذه الاتفاقية هو أول خطوة كبيرة في سبيل تحقيق اقتصاد السوق في أذربيجان. بتوقيع هذه الاتفاقية نفتح طريقا كبيرا امام توظيف الاستثمارات الأجنبية في أذربيجان ونمهد لقيام شركات مختصة في المجالات الأخرى بنشاط في أذربيجان ونعرض مرة أخرى للعالم الاستقرار السائد في اقتصاد جمهورية أذربيجان المستقلة وحياتها الاجتماعية السياسية. بتوقيع هذه الاتفاقية نتوقع تعزيز علاقات الصداقة مع البلاد الكبرى التابعة لهذه الشركات المشاركة في الاتفاقية أمثال الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، إنجلترا، تركيا، النرويج و توطيد التعاون الاقتصادي وعامة العلاقات في كافة المجالات معها.

هكذا قد توفر مناخ جميل لتوقيع الاتفاقية واليوم نشهد حدثا كبيرا. يدشن توقيع الاتفاقية مرحلة جديدة في حياة واقتصاد جمهورية أذربيجان، خاصة في صناعتها النفطية. تبرم الاتفاقية لمدة٣٠ سنة. فإذن أمامنا طريق طويل وأعمال كبيرة ومهام كبيرة.

يعرف معدو الاتفاقية جيدا، إلا أنني أريد أن أعلن للحضور والشعب الأذربيجاني بأسره ان عقد الاتفاقية كان صعبا، بل وتحقيقها سيكون أصعب منه. إن جدوى الاتفاقية ونتائجها الإيجابية لكلا الطرفين، بما فيهما للشعب الأذربيجاني وللجمهورية الأذربيجانية المستقلة تنبني على تنفيذها على التوالي. الاتفاقية مثل الطريق ذات الاتجاهين: لا بد أن كلا الطرفين تتصرفان على السواء. لا شك في أن شركات البترول الأجنبية هنا تحمل مهاما كبيرة جدا. أريد أن أبدي أملي في أن تلك الشركات والبلاد التابعة لهذه الشركات ستحقق تدابير ضرورية في حينه لتنفيذ هذه الاتفاقية.

فيما يتعلق بمهمات جمهورية أذربيجان فهي أصعب وأعقد. كما تعرفون أن اقتصاد أذربيجان في أزمة شاقة. قد واجهت صناعة النفط كذلك صعوبات كبيرة. ينبغي أن يحاول الجميع معا تنفيذ تلك الاتفاقية من أجل الخروج من هذه الأزمة وتطوير الاقتصاد الأذربيجاني ورفع مستوى رفاهية شعبنا في أقصر وقت ممكن. آمل أن عمال النفط الشجاع وخبراء وعلماء واختصاصيي أذربيجان والأشخاص الآخرين الذين يعملون في هذا المجال من اقتصادنا، قصارى القول، يعتبرون الجميع هذه المهمة أكبر وأشرف مهمة وسيحاولون تنفيذها. إنني باعتباري رئيسا للجمهورية الأذربيجانية أشعر بمسؤوليتي حين قررت توقيع هذه الاتفاقية وأؤكدكم بأنني سأبذل كل ما في وسعي في سبيل تنفيذها.

إنني اليوم، في هذه الحفلة المهيبة أهنئ عمال النفط الأذربيجانيين والشعب الأذربيجاني وجميع مواطني أذربيجان بمناسبة هذا الحدث التاريخي المشهود. أقدر عمل ممثلي شركة البترول الحكومية الأذربيجانية في هذا المجال وعامة لأعمال الشركة المتخذة في هذا المجال وأهنئهم بمناسبة نجاحاتهم. أهنئ من صميم القلب لرؤساء مجموعة شركات البترول للبلاد الأجنبية التي أنجزت أعمالا كثيرة لإعداد وإكمال هذه الاتفاقية ولجميع موظفي هذه الشركات وأرسل أمنياتي الطيبة إليهم وأريد أن أبدي اطمئناني بأن تعاوننا سيكون ناجحا.

أهنئ من صميم القلب رؤساء البلاد المتعلقة بشركات البترول الأجنبية أمثال الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وتركيا والنرويج ورؤساء حكوماتهم بمناسبة هذا الحدث.

إننا نتحد مكثفا حول هذه الاتفاقية ونبدأ التعاون ولا شك في أن تعاوننا سيكون ناجحا وستتم الحيلولة دون جميع العناصر المعرقلة وستشغل جمهورية أذربيجان المستقلة كصاحب مصيرها وثرواتها مكانها المرموق في المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي بفضل هذا التعاون.

أهنئكم، وحضور هذه الحفلة وجميع المهتمين بهذه المسائل اهتماما إيجابيا وأبارك فيكم لتوقيع الاتفاقية. الله يبارك فيكم وأتمنى التوفيق لكم. أهنئ من صميم القلب توقيع هذه الاتفاقية هنا من أجل المستقبل السعيد للشعب الأذربيجاني. شكرا لكم. والسلام عليكم.

كلمة ختامية في حفلة توقيع الاتفاقية

السيدات والسادة المحترمون! الضيوف المحترمون!

تنتهي حفلة توقيع الاتفاقية التي أعدت خلال مدة ٣ سنوات. قد أبرمت الاتفاقية. ألقيتُ كلمة قبل توقيع هذه الاتفاقية. لذا أهنئكم والشعب الأذربيجاني والطرف الآخر في هذه الاتفاقية ووفوده وجميعكم من صميم القلب بمناسبة توقيع هذه الاتفاقية.

إثر انتهاء توقيع الاتفاقية ألقى رؤساء الوفود من البلاد الأجنبية ورؤساء الشركات كلمات وقالوا أفكار جميلة عن محتوى وماهية الاتفاقية وأهميتها المستقبلية. ذهبوا في كل الخطابات إلى أن الاتفاقية مجدية للجمهورية الأذربيجانية من جهة ولشركات البلاد الأجنبية الموقعة المستند من جهة أخرى.

وجهوا في الخطابات كلمات وأمنيات طيبة إلى الشعب الأذربيجاني وجمهورية أذربيجان. أنا ممتن لهذه الكلمات وأريد أن أقول مرة أخرى والحفلة على وشك الانتهاء إن هذه الاتفاقية ستساعد لجمهورية أذربيجان في استيلائها مكانا مرموقا في المجتمع الدولي وستربط أقتصاد جمهوريتنا بالاقتصاد العالمي واقتصاد السوق الحر ربطا كثيفا. والأهم هو أن هذه الاتفاقية ستنفع نفعا كبيرا لحاضر ومستقبل الشعب الأذربيجاني وتوفر مناخا لتحسين رفاهيته.

بما أنني شاركت في إعداد وإبرام هذه الإتفاقية أعتبر نفسي سعيدا جدا. أفهم مسؤوليتي ومن أملي أن الأجيال القادمة ستقدر حق تقديره هذا الحدث التاريخي الذي حصل اليوم هنا.

أهنئكم مرة أخرى. فأحسب أن القسم الأول من حفلة توقيع الاتفاقية انتهى. أتمنى لجميعكم وللشعب الأذربيجاني بأكمله السعادة والتوفيق في كل أموركم. والسلام عليكم. الله يبارك فيكم.