في ٢۰ سبتمبر عام ١٩٩٤ في باكو تم التوقيع على معاهدة دولية واسعة النطاق تنص على الاستغلال المشترك لـ٣ حقول للنفط "اذري" وتسيراق" و"جونشلي" متواجدة في القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين بين ١٢ شركة عملاقة للبترول كانت تمثل ٨ بلدان للعالم.
تعتبر هذه المعاهدة نقطة التحول في صناعة النفط الاذربيجانية التي تأريخها ١٥۰ سنة وبداية تحقيق استراتيجية النفط في الجمهورية الاذربيجانية التي نالت استقلالها جديدا. ان مشروع النفط الدولي هذا الذي دخل التأريخ باسم "معاهدة القرن" كانت له اهمية لا مثيل لها في حماية وتعزيز الاستقلال السياسي لاذربيجان.
ان "معاهدة القرن" خلقت ارضية لتحقيق المشاريع الكبيرة الاخرى في اذربيجان. بتحقيق هذه المشاريع وجدت اذربيجان لها شركاء وحلفاء سياسيين اقتصاديين أوثق في العالم. بعد هذه المعاهدة بدأت تدفق الاستثمارات الاجنبية بشكل سريع الى المجالات الاخرى للاقتصاد الاذربيجاني ايضا. خلال السنوات الـ١٤ الماضية من توقيع المعاهدة تم توظيف اكثر من ٤٠ مليار دولار امريكي قاطبة في الاقتصاد الاذربيجاني. (http://www.trend.az/)
بعد توقيع "معاهدة القرن" تم التوقيع على ٢٧ معاهدة للنفط مع ٤٣ شركة مملوكة لـ٢١ بلدا للعالم، وفقا لها يخطط توظيف ٦٠ مليار دولار امريكي من الاستثمارات في تطوير صناعة النفط في اذربيجان. (www.socar.gov.az)
بعد توقيع "معاهدة القرن" خلال استمرار المفاوضات تأسست لجنة الاشراف – شركة التشغيل الدولية الاذربيجانية والمجلس الاستشاري لتحقيق الاعمال الفنية والمالية والتنظيمية. اصبح نشاط هتين المؤسستين ساري المفعول بمرسوم خاص اصدره الرئيس الاذربيجاني في ٢ ديسمبر عام ١٩٩٤. تم توثيق نص "معاهدة القرن" من قبل المجلس الوطني للجمهورية الاذربيجانية في ١٢ ديسمبر عام ١٩٩٤. بعد انشاء القاعدة القانونية الضرورية لتحقيق المعاهدة بدأت تحقيق الاعمال الملموسة.
منذ شهر يونيو عام ١٩٩٩ بي بي شركة مشغلة وحيدة لشركة التشغيل الدولية الاذربيجانية. تقر اللجنة المشرفة المؤلفة من ممثلي شركة النفط الحكومية الاذربيجانية والحكومة الاذربيجانية وشركات النفط الاجنبية برامج العمل لشركة التشغيل الدولية الاذربيجانية وموازنة المشاريع الخاصة.
بدأ استخراج النفط الاولي في نوفمبر عام ١٩٩٧ في اطار "معاهدة القرن" وتزيد مؤشرات الانتاج عامة كل شهر وسنة في اطار هذا المشروع وفقا لنتائج عام ٢۰۰٧. مثلا، استخرج في اذربيجان الحجم القياسي من النفط – ٦.٤٢ مليون طن عام ٢۰۰٧. يعود منها ٨.٨ مليون طن الى نصيب شركة النفط الحكومية الاذربيجانية و٣٣.٨ مليون طن الى نصيب الكونسورتيوم الدولية. ازداد حجم الانتاج بمعدل ٣٣ % اي ١٠.٣ مليون طن بالمقارنة مع سنة ٢۰۰٦. (www.azerbaijan.com)
ان الشركات المساهمة في "معاهدة القرن" حاليا شركات بي بي -١٤.٣٤ % (بريطانيا العظمى)، يونوكال ٢٨.١٠ % (الولايات المتحدة الامريكية)، شركة النفط الحكومية الاذربيجانية -١۰ % (اذربيجان)، انبيكس -١۰ % (اليابان)، ستات أويل -٥٦.٨ % (النرويج)، اكسون موبيل -٨ % (الولايات المتحدة الامريكية)، TPAO ٧٥.٦ % (تركيا)، ديفون -٦٣.٥ % (الولايات المتحدة الامريكية)، ايتوجو -٩٢.٣ % (اليابان)، ديلتا هيس٧٢.٢ % (المملكة العربية السعودية).
عام ٢۰۰٢ باعت شركة لوك اويل الروسية المتمثلة في الكونسورتيوم حصتها (١۰%) في المعاهدة لشركة انبيكس اليابانية مقابل ٣٧٥.١ مليار دولار امريكي.
حتى اواسط سنة ٢۰۰٦ استفيد من خطي انابيب النفط باكو – نوفوروسيسك وباكو –سوبسا الذين قوتهما النقلية ٥-٧ مليون طن في السنة لتصدير النفط الاذربيجاني الى الاسواق العالمية. لكن مشروع خط الانابيب التحكمي الجديد للتصدير الذي سيملك امكانيات النقل الكبيرة كان يبحث منذ عام ١٩٩٤ باقتراح الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف بسبب احتمال زيادة حجم الانتاج حسب مشروع "اذري" – تسيراق – "جونشلي" حتى ٥۰ مليون طن سنويا، نقل هذا النفط الى الاسواق العالمية. عام ١٩٩٨ اختير خط انابيب النفط التحكمي للتصدير باكو تبيليسي – جيهان كطريق ملائم. في سبتمبر عام ٢۰۰٢ اجريت في باكو حفلة ارساء الحجر الاساسي لخط الانابيب. بدأ نقل النفط الاذربيجاني لاول مرة من خلال باكو – تبيليسي – جيهان في مايو عام ٢۰۰٦ وهكذا بدأ يتطور الاقتصاد الاذربيجاني بشكل سريع. ان مساهمي المشروع الذين أخذوا بعين الاعتبار خدمات حيدر علييف التي لا مثيل لها في تحقيق المشروع اصدروا قرارا حول اطلاق اسم حيدر علييف على خط انابيب باكو – تبيليسي – جيهان عام ٢۰۰٤.
ابتداء من عام ٢۰۰٧ بدأت الجمهورية الاذربيجانية تنتهج سياسة الدخول الى سوق الطاقة العالمية ليست مصدرة النفط الخام فحسب بل مصدرة المنتجات النفطية الجاهزة. حيث انتج في مصانع مصفاة النفط الاذربيجانية عام ٧ ٢۰۰٧ ملايين ٥۰٣ الف طن من النفط. وهذا اكثر من مؤشرات عام ٢۰۰٦ بمعدل ٧.٠% اي ٤.٥٣ الف طن. بدأ انشاء مصنع جديد لمصفاة النفط بالقوة الانتاجية ٢۰۰ الف برميل في سواحل البحر المتوسط في ميناء جيهان التركي الذي يتم نقل حجم كبير من الخام الاذربيجاني . كذلك بدأت منشأة كوليفي للجمهورية الاذربيجانية في جورجيا تعمل في ربيع عام ٢٠٠٨. (http://www.socar.gov.az/)
ان البنية التحتية الموجودة في اذربيجان ملائمة للغاية لنقل نفط وغاز آسيا المركزية الى اوربا. كذلك تساهم شركة النفط الاذربيجانية الدولية عن كثب في المؤسسة المشتركة الدولية لإنشاء خط الانابيب "سارماتيا" التي يهدف الى مد خط انابيب النفط أوديسا – برودي الى بلوتسك.(http://www.azerbaijan.com/)
القى الرئيس الاذربيجاني حيدر علييف كلمة مفصلة في حفلة توقيع "معاهدة القرن" قدر فيها هذا الحدث التاريخي: "اني اعتبر نفسي سعيدا جدا لاشتراكي في إعداد وتوقيع هذه المعاهدة. ادرك المسئولية التي أخذتها على عاتقي وآمل في ان الاجيال القادمة ستقدر تقديرا مستحقا للحدث التاريخي الذي حدث هنا اليوم."
تم تجديد الوثيقة التاريخية في ٢ يوليو عام ٢٠٠٨.