مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند قبوله أوراق اعتماد السفير البريطاني - ٦ ديسمبر عام ٢٠٠٠


إندريو تاكير: فخامة الرئيس، اسمحوا لي قبل كل شيء بأن أقدم تعازيّ لكم وللشعب الآذربيجاني بمناسبة الزلزال الذي ضرب باكو وسمغاييت في ٢٠ من شهر نوفمبر.

فخامة الرئيس، فإني تشرفت كثيرا بتعييني سفيرا في آذربيجان. إن آذربيجان بلد مهم بالنسبة لبريطانيا العظمى. تعمل في آذربيجان أكثر من ١٠٠ شركة بريطانية وانها تريد ان تساهم في تطوير وازدهار آذربيجان. وأنوي أن اساعدكم في هذا العمل أيضا. إن مهمتي الأولى هي التعرف عن كثب على بلدكم وشعبكم. وإني على يقين من اني سأكون ممتنا لتحقيق هذه المهمة خلال مدة عملي هنا.

واسمحوا لي بأن أقدم لكم الرسالة حول استدعاء السفير السابق وتعييني سفيرا جديدا في آذربيجان.

حيدر علييف: معالي السفير المحترم، أولا، أشكركم على أنكم قدمتم التعازي بمناسبة الزلزال الذي ضرب باكو وضواحيها. وأهنئكم بمناسبة تعيينكم سفيرا مفوضا وفوق العادة لبريطانيا العظمى في آذربيجان وأتمنى لكم النجاحات في عملكم هذا.

إنكم على حق تمام عند قولكم انه قد أنشئت علاقات واسعة جدا بين بريطانيا العظمى وآذربيجان. وتشمل هذه العلاقات جميع النواحي. إننا نقدر علاقاتنا مع بريطانيا العظمى تقديرا عاليا ونعتبرها مهما جدا. واما نتيجة هذا بالذات فهي ان الشركات البريطانية تقوم بأكبر أعمال في مجال النفط في آذربيجان. لكن هذا لا يقتصر على هذا المجال فقط، كما ذكرتم انه تعمل في آذربيجان اكثر من ١٠٠ شركة لبلدكم.

بالطبع، إذا لا توجد في آذربيجان ظروف مناسبة لهذا فلم تأت إلى آذربيجان اكثر من ١٠٠ شركة بريطانية لتعمل هنا. بلا شك، ان هذا نتيجة الاستقلال السياسي لآذربيجان ومرتبط بتعزيز وتطوير الاستقلال السياسي. خاصة، من جانب، هذا مرتبط بالاستقرار الاجتماعي السياسي السائد في آذربيجان ومن جانب آخر بتشكل الظروف المناسبة لجلب الاستثمارات الأجنبية إلى آذربيجان. إننا مرتاحون من المستوى الراهن لعلاقاتنا الاقتصادية. لكن يمكن إجراء مزيد من الأعمال في هذا المجال منذ الحين. اننا هم الآخرون اصحاب المصلحة في هذا وأظن ان بريطانيا العظمى هي الأخرى صاحبة المصلحة فيه. لذلك فان لتوسيع علاقاتنا في كافة المجالات سواء الاقتصادية أم السياسية، أم غيرها له آفاق كبيرة. وأظن انكم بوصفكم سفيرا لبلدكم في آذربيجان ستخدمون في تطوير هذه العلاقات في آذربيجان. وأؤكدكم على انه سيتم إيجاد الظروف الضرورية وامكانيات لضمان المصالح الاقتصادية لبريطانيا العظمى في آذربيجان وكذلك لعملكم المثمر كسفير مفوض وفوق العادة لبريطانيا العظمى.

وأهنئكم مرة أخرى. وأتمنى لكم نجاحات في أعمالكم.

إندريو تاكر: فخامة الرئيس، فإني أتعلم اللغة الآذربيجانية. لكني لا أتحدث بها حسنا بعد.

حيدر علييف: هل كنتم تعلمون اللغة الآذربيجانية قبل زيارتكم هنا، أم لا؟

إندريو تاكر: كنت أتعلم الآذربيجانية في لندن.

حيدر علييف: هذا جميل جدا. إني اقدر هذا تقديرا.

لانكم كسفير يجب ان تتعرفوا جيدا على شعب البلد الذي تعملون فيه، وان تعلموا لغته وثقافته وتاريخه وتقاليده الثقافية الشعبية وهوية الشعب. مع الأسف ان الموظفين الغربيين- السفراء أو العاملين في المناصب الأخرى يقارنون أحيانا كل شيء بالوضع في بلدهم عند اتصالهم مع البلدان الأخرى، من جملتها آذربيجان. وينظرون من هذا المنظور. وهذا مضر. لأن هذا لا يسمح للسفير وللبلد الذي يمثله السفير باحتواء الظروف الواقعية السائدة في البلد الذي يعمل فيه السفير.

ولا يوجد في العالم شعبان متشابهان. خذو على سبيل المثال بلدكم. انظروا الى جنوبه وشماله. أو انظروا الى بريطانيا العظمى وايرلنده، أو ولس وأدنبورغ. سترون الفروق الكبيرة جدا. مثلا، عندما كنت في بلدكم زرت لندن، ثم أدنبورغ. إن الأشخاص الذين زاروا أدنبورغ يعتبرون ان سكانها يختلفون تماما عن الانجليز. لكن كلماتي هذه لا تتعلق بمجرد الاختلاف القومي، بل بكل المجالات.

ان إنجلترا إحدى اقدم بلدان في أوربا واستولت على جزء كبير من العالم في حينه وجعلته مستعمرات لها. أما الطرف الشرقي، الجانب الشرقي من اوربا فتعيش فيه شعوب مختلفة وتوجد فيه لغات وثقافات متنوعة. من جملتها وآذربيجان هي الأخرى تملك ثقافة وتقاليد مميزة. ويجب معرفة هذا واعتبارها دائما.

لذلك فإني ممتن جدا لأنكم بدأتم تعلم اللغة الآذربيجانية. وأتمنى لكم النجاحات في هذا المجال. لكن يجب ان تعرف ليست اللغة فقط، بل التأريخ والتقاليد والقيم المعنوية القومية أيضا. وهذا اكثر ضرورية من تعلم اللغة أيضا. وأظن أنكم ستتمكنون من التوصل الى هذه إذ انكم اقدمتم على العمل بمثل هذا الشغف.

إندريو تاكر: فخامة الرئيس، شكرا جزيلا لكم. أما الذي اعلمه من الثقافة الآذربيجانية ومزاياها فهو ان الآذربيجانيين يفتخرون دائما ويعتزون بثقافتهم وتقاليدهم. وهذا يعود سواء الى العهود القديمة، المجوسية او الى ازمنة بابك.

حيدر علييف: انتم تعلمون تاريخنا.

إندريو تاكر: إني على علم بتاريخ آذربيجان الحديث أيضا بفضل منصبي السابق المناصب التي توليتها في عهد الاتحاد السوفييتي السابق. لقد فهمت وأدركت ان آذربيجان أخذت طريقا لتمتين وتدعيم استقلالها وحريتها وانكم تمشون قدما في هذه الطريق. ولا يمكنني ان أخطأ في هذا المجال.

وآمل في ان نبأ قبول آذربيجان الى المجلس الأوربي في الشهر القادم سيجد تصديقه وبعد هذا سنتقاسم نفس القيم - بريطانيا العظمى في الشواطئ الغربية لأوربا وآذربيجان في الشواطئ الشرقية لأوربا وسنبذل جهودا مشتركة من أجل نفس المهام.

حيدر علييف: بمساعدة بلدكم.

إندريو تاكر: اثناء اللقاء مع وزرائكم قلت لهم إننا ندخل التعديلات الى المجال التشريعي في بلدنا ونغير قوانينا لمواكبة معايير المجلس الأوربي رغم ان بريطانيا العظمى عضو في المجلس الاوربي منذ ٥٠ سنة. فسوف نتعلم معا.

حيدر علييف: لا، بالتأكيد، فإنكم ذهبتم الى الأمام كثيرا. لكننا نريد الانضمام الى المجلس الأوربي أيضا. وهذا عزمنا المستقل. اذا لم يكن في ودنا ما دخلنا إليه. ولا يجبرنا أي أحد على ان ندخل الى المجلس الأوربي. ويعتبر البعض في البلدان المختلفة، من جملتها البلدان الأوربية والدوائر المعينة التي تؤيدها في آذربيجان، خاصة الدوائر المعارضة اننا ربما سنتحرق شوقا الى الانضمام الى المجلس الأوربي.

منذ ٩ سنوات ونعيش في جو من الاستقلال ولم تكن لدينا أية حاجة الى المجلس الأوربي الى حدما. وكنا في امس الحاجة الى مساعدة البلدان الأوربية، من جملتها المجلس الأوربي لنا في الحيلولة دون العدوان الارمني على آذربيجان. ولم نحصل على هذه المساعدة أيضا. لذلك فإن قبولنا وعدم قبولنا الى المجلس الأوربي لا يشكل أية مشكلة بالنسبة لنا وللدولة. ونريد ان يقبلوننا. لأنكم، كما قلتم، عضو في المجلس الأوربي منذ ٥٠ سنة وتريدون ان يطوعوا قوانينكم لمعايير المجلس الأوربي، واننا نريد هذا أيضا. لكن يخطأ الذين يريدون ان يمنعونا من هذا أو يريدون ان يعرقلوننا في هذه المسألة. يجب ان يكون الحب متبادلا. انا احبك فيجب ان تحبني. اذا لا تحبني فلا أحبك انا أيضا. هذا امر طبيعي. وهذا يتعلق سواء بالناس، أو الشعوب، أو البلدان.

هذا وليست معظم بلدان العالم اعضاء في المجلس الأوربي. تتمثل حاليا في منظمة الأمم المتحدة ١٩٩ بلدا. وفي المجلس الاوربي ٤١ بلدا. إذا نحذف ٤١ من ١٩٩ دولة فألا تقدر البقية على العيش؟ فلا اشير اليكم بهذا، بالرغم من ان برلمانيي بلدكم في المجلس الأوربي هم الآخرين حاولوا أحيانا ان يعرقلونا. فإني بوصفي رئيس الدولة فقط اعرب هنا عن رأيي جليئا وواضحا. في نفس الوقت فإني آمل في اننا سندخل الى عضوية المجلس الأوربي وسنقوم بتعاون أوثق معكم.

إندريو تاكر: فخامة الرئيس، فإن الحب يرافقه ايضا الاحترام.

حيدر علييف: بالتأكيد، ولو لا الاحترام لما يكن الحب.

اندريو تاكر: نعم، لذلك فاننا يجب ان نحترم بعضنا البعض. اني كنت دائما في رأي انه بقدرما يحتاج المجلس الأوربي الى آذربيجان القوية والديمقراطية بقدرما تحتاج آذربيجان الى المجلس الأوربي. وهذا حاجة متبادلة.

حيدر علييف: فتتطابق آراؤنا بالضبط.

إندريو تاكر: فخامة الرئيس فاني اعلم انكم تعلمون بلدنا جيدا. لذلك فإني أحترمكم. واريد ان اقول ايضا اني نفسي من الشمال، اما قرينتي فهي من الجنوب. حتى اننا تعايشنا في جو من التعود على تقاليد بعضنا البعض في اسرتنا وتقاسمنا هذه الخبرة.

أما أكبر المهمات الماثلة أمامي في فترة نشاطي كسفير في آذربيجان فهي ان اساعد الشعوب، خاصة الشباب في بلدنا في تبادل المعلومات المفصلة حول بعضهم البعض وان اساهم بنصيبي في هذا العمل. وكنت ممتنا جدا لأنكم باركتموني وقلتم انه سيتم إيجاد كل ظروف مناسبة لي للزيارة الى كل بقعة لبلدنا وللتعرف عن كثب على الناس.

حيدر علييف: شكرا لكم، اني ممتن جدا.

جريدة "آذربيجان". ٧ ديسمبر عام ٢٠٠٠

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

علاقات بين اذربيجان وبريطانيا العظمى

معلومات تأريخية

أذربيجان - أوربا‏