مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - العالم العربي

من حديث حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني عند لقائه مع الوفد الذي يرأسه سعد مصطفى مجبر نائب سكرتير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي لدى اللجنة الشعبية العامة حول المسائل السياسية للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية - قصر الرئاسة، ٢٠ نوفمبر عام ٢٠٠٠


حيدر علييف: اهلا وسهلا بكم في آذربيجان. أرحب بكم. وأعتقد ان زيارتكم هذه ستساهم في تطوير العلاقات بين بلدينا.

لقد بلغني انكم أجريتم عدة لقاءات. أما الآن فألتقي بكم. تفضلوا.

سعد مصطفى مجبر: فخامة الرئيس، فإننا نبدي امتنانا لكم على تفضلكم بقبولنا رغم كثرة أعمالكم. ونتشرف بالقول بأننا التقينا مع الاشخاص والقادة والموظفين الرسميين. إنهم يمثلون آذربيجان في مستوى رفيع وأجرينا هنا لقاءات مع عدد من الموظفين الحكوميين. وأعتقد وآمل في أنهم ابلغوا فخامتكم المعلومات حول هذه اللقاءات.

حيدر علييف: نعم، ابلغوني.

سعد مصطفى مجبر: وأريد ان أكرر واؤكد مسألة واحدة. وهذه هي انكم شخصية كبيرة وذات خبرة غنية. ويجب علينا أيضا ان نستفيد بشكل لازم لبلدنا من الخبرة الغنية التي اكتسبتموها خلال توليكم كمسلم وحيد منصبا عاليا في مجلس الوزراء الاتحاد السوفييتي، عامة، في قيادة الاتحاد السوفييتي.

ويدعوكم أخوكم معمر قذافي قائد الثورة الليبية الى الجماهيرية الليبية. مع الأسف الشديد اننا لم نستطع ان نحقق هذا حتى الآن خلال ٩ سنوات منذ استقلالكم. لانكم كنتم تشتغلون بعدد غير قليل من المسائل، من جملتها المسائل المتعلقة بالحرب وإنشاء دولة عصرية. اما نحن فكنا نعاني من الحصار. وكنا منشغلين بالمشاكل الناتجة عن الحصار.

بفضل حكمتكم تم إيقاف إراقة الدماء في كاراباخ ولا يهلكون الآن أبناء الشعب الآذربيجاني. واستطعنا نحن أيضا ان نتخلص من مشاكل الحصار المفروض علينا. اذا التقيتم مع العقيد معمر قذافي صديقكم القديم نتعلم من لقائكم هذا وفي نفس الوقت خبرتكم الغنية ما يلزمنا من اتخاذ التدابير الأخرى في ليبيا. قد يحدد مثل هذا اللقاء كيفية الأعمال التي يجب اتخاذها لتوطيد العلاقات في نفس الوقت على الصعيد سواء أكان ثنائيا أو إقليميا أو دوليا.

وقلت في لقاءاتي اليوم، خاصة في اجتماعاتي مع رئيس الوزراء ورئيس المجلس الوطني - أن مع الأسف، الأعمال التي اتخذناها حتى هذا الحين لم تؤد لا الى تسوية قضية فلسطين، ولا الى تسوية قضية ناغورني كاراباخ. لذلك فيجب علينا ان نبحث عن سبل ووسائل جديدة. وأعتقد أن لقاءكم مع أخيكم العقيد معمر قذافي قد يكون خطوة في هذا الاتجاه.

ان هذه المنطقة، بلدكم أنجب في حينه العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء الكبار للعالم الإسلامي والثقافة الإسلامية. ونحتاج في العهد الحالي أيضا الى حكمتكم. وجاء في الرسالة التي أرسلها اليكم أخوكم العقيد معمر قذافي انكم تكتبون التاريخ هنا وتشاركون في عقد الاجتماعات الاقليمية وانشاء الجمعيات والاتحادات. كما ان أخيكم قذافي على وشك تأسيس الاتحاد الافريقي. وسيعلن إنشاء مثل هذا الاتحاد في الدورة الطارئة المتوقع عقدها في ليبيا بعد ٣-٤ أشهر تقريبا. سيكون هذا اتحادا سيشمل ٧٠٠ مليون نسمة من السكان تقريبا. ان كل المواد الأولية والمصادر الخامة تتواجد في هذه المنطقة. ويريد أخوكم العقيد قذافي أن يناقش هذه المسألة من الوجهة الإستراتيجية.

لقد اتخذنا موقفا متشابها في عدد غير قليل من المسائل في كل اجتماعاتنا، من جملتها اجتماعاتنا مع رئيس المجلس الوطني، رئيس الوزراء والوزراء. عامة، تحدثنا كثيرا عن الصداقة. ويجب الإقدام الآن على العمل، يلزم اتخاذ الأعمال الملموسة. إذا اوضحتم لكلا الطرفين في لقائكم مع العقيد قذافي السبل المعينة في المجالات الاستراتيجية فنكون نحن الليبيين، في نفس الوقت الحاضرين هنا جنودا مخلصين لكم، شكرا.

حيدر علييف: اشكركم على كلماتكم القيمة والرسالة التي بعثها اليَّ صديقي واخي معمر قذافي والكلمات الطيبة التي قلتموها عني. في الحقيقة توجد في كل من بلدينا الشقيقين مشاكله الصعبة والشاقة للغاية. اني ممتن لأنكم تهتمون ببلدنا المستقل آذربيجان وتعلمون مشاكلنا رغم ان بلدكم بعيد عنا مسافة. وكذلك انتم على علم بعدوان أرمينيا على آذربيجان واحتلال ٢٠ بالمائة من الأراضي الآذربيجانية نتيجة لهذا وتشريد اكثر من مليون آذربيجاني مسلم من ديارهم وإضطرارهم الى العيش في حالة اللاجئ. لقد تعرض شعبنا وبلدنا للجور الكبير. لقد قلتم صحيحا بأننا أوقفنا إطلاق النار قبل هذا بـ ٦ سنوات وأبرمنا اتفاقا لوقف إطلاق النار. لكن الأمر هو اننا لم نتوصل الى تسوية القضية بعد، وان الأراضي المحتلة لم تتم إعادتها بعد، وابناء شعبنا لم يعودوا الى ديارهم ومواطنهم. ولم تتم إعادة سلامة الأراضي الآذربيجانية. إني ممتن جدا انكم تتعاملون معنا في نفس الوقت، وتعلمون هذه المشاكل. لقد شارك بلدكم أيضا عن كثب في اتخاذ قرارات في المنظمات الدولية، خاصة في منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن الجور الذي واجهته آذربيجان.

ونعلم ان لكم ايضا مشاكل شاقة جدا. اننا أيدنا دائما الحقيقة والعدالة. لقد تعرض شعبكم للحرمان الكبير على مدى سنوات طويلة. والحمد لله انكم تخرجون من هذه الحالة. ومما يسرني كثيرا هو ان معمر قذافي المحترم اتخذ مزيدا من الاعمال في مجال إنشاء الاتحاد الافريقي وهذه مسألة كبيرة بالنسبة لإفريقيا وكما أعلنتم ان هذا يؤتي بنتائج حسنة. وأثق بأنكم ستقومون بهذه الأعمال بمباركة الله وستتوصلون الى نتائج حسنة. وأقبل بكل امتنان رسالة الدعوة هذه التي بعثها اليَّ السيد المحترم معمر قذافي. ومن الطبيعي انني أقبل هذه الدعوة وسأحقق هذه. إني اعتني بهذا وأتمنى هذا كثيرا. والتقيت بأخي معمر قذافي في موسكو عندما كنت أعمل هناك. جرت بيننا محادثات طيبة. وأذكر هذا اللقاء والمحادثات دائما بالمشاعر الكبيرة. لكني لم أكن في بلدكم. سيكون اعز لي ان أزور بلدكم وكذلك أجري محادثات ضرورية مع زعيم شعبكم. وأرجوكم أن تبلغوا تحياتي الاخوية لمعمر قذافي المحترم في بداية الأمر، والشعب الليبي. وأتمنى لشعبكم النجاحات الكبيرة في الطريق التي يسلكها.

جريدة "آذربيجان"

٢١ نوفمبر سنة ٢٠٠٠

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

العلاقات الأذربيجانية اللبنانية

معلومات تأريخية

أذربيجان - العالم العربي