مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

من حديث حيدر علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية عند لقائه مع توني بلير رئيس وزراء المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية - لندن، ٢١ يوليو عام ١٩٩٨


scotch egg
scotch egg
temp-thumb
temp-thumb

توني بلير: فخامة الرئيس المحترم علييف، فاني أرحب بكم بحفاوة واعرب عن امتناني لكم على أنكم وصلتم في زيارة رسمية إلى بريطانيا العظمى تلبية لدعوتي.

وأتذكر بامتنان دائما لقاءاتي السابقة معكم. وأعلن أنني أتشرف بأن أعقد اجتماعا وأجري محادثات معكم حيدر علييف بوصفكم رجل الدولة الفذ.

حيدر علييف: رئيس الوزراء المحترم، فاني أشكركم بادئ ذي بدء على هذه الدعوة والكلمات الحارة والضيافة كما اني اعرب عن امتناني للاجتماع معكم.

توني بلير: وأريد ان أذكر أن التعاون القائم بين أذربيجان وبريطانيا العظمى يسير على المستوى الحسن. ونعلق أهمية كبيرة على تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية بشكل متواصل.

وعليه فان بريطانيا العظمى تولي أهمية خاصة لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى وأريد أن أعيد إلى أذهانكم أن أذربيجان بمثابة مفتاح في هذه المنطقة. وأريد أن أذكر أيضا أن المملكة المتحدة تنوي في توسيع علاقات الشراكة السياسية والاستراتيجية مع أذربيجان.

كما أريد أن أعرب عن ثقتي بأن البيان المشترك الذي سأوقع عليه مع الرئيس حيدر علييف حول العلاقات الودية والشراكة سيفتح آفاقا كبيرة لتوسيع العلاقات المفيدة بصورة متبادلة بين بلدينا. كما اؤكد أن سياسة بريطانيا العظمى تجاه أذربيجان لم تتغير بعد فوز حزب العمل في الانتخابات وان الحكومة الجديدة تعلق أهمية خاصة على زيادة العلاقات توثيقا مع الجمهورية الأذربيجانية والرئيس حيدر علييف. ان أذربيجان تكتسب اهمية استراتيجية بالغة في منطقة بحر قزوين. واننا نعتبر أذربيجان والرئيس حيدر علييف حليفا استيراتيجيا لنا. وتبدي الحكومة الجديدة لبريطانيا اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات بصورة متواصلة مع أذربيجان في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

فخامة الرئيس، فاني على ثقة بأن زيارتكم الرسمية إلى بريطانيا العظمى باعتباركم رئيسا للجمهورية الأذربيجانية المستقلة ستدشن مرحلة جديدة في توسيع التعاون توسيعا بين بلدينا. ان الحكومة البريطانية تتابع بدقة وترحب بالأعمال التي اتخذت تحت قيادتكم الحكيمة خلال السنوات الخمس الأخيرة في اذربيجان في مجال بناء دولة قانونية وديموقراطية وعلمانية.

وعليه فاني أؤكد ان التغيرات الديموقراطية الجارية في أذربيجان تلعب دورا مهما في الحفاظ على استقلال وسيادة جمهوريتكم واني أعود وأثمن عاليا الانجازات المكتسبة في السنوات الأخيرة في المجال الاقتصادي في بلدكم الآخذ طريق اقتصاد السوق.

اذ اريد أن أعيد إلى الأذهان أن المعاهدات التاريخية الموقعة في مجال الاستغلال المشترك للحقول الموجودة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين ستلعب دورا مهما في اندماج اقتصاد دولتكم المستقلة الشابة في الاقتصاد العالمي. وأذكر بامتنان ان كل هذا يحقق بفضل خدمات الرئيس حيدر علييف التي لا مثيل لها أمام شعبه. كما أعرب عن فائق امتناني لكم على المناخ الجميل الذي تم إيجاده لقيام الشركات البريطانية بنشاط واسع في أذربيجان.

هذا وان التعاون الاقتصادي بين بلدينا يخلق أساسا وطيدا لزيادة العلاقات تحسنا بين الجمهورية الأذربيجانية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية. وان مساهمة الشركات البريطانية عن كثب في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين تكتسب أهمية خاصة سواء للمملكة المتحدة أو أذربيجان.

وعليه فاني أريد أن أؤكد ان المعاهدات الجديدة التي سيتم التوقيع عليها في نفس اليوم بين شركات بريطانيا العظمى وشركة البترول الحكومية للجمهورية الأذربيجانية حول الاستغلال المشترك للحقول النفطية الأذربيجانية تمهد آفاقا كبيرة أمام التعاون بين بلدينا. كما أذكر أنه من الضروري بمكان ان يتم توقيع مثل هذه المعاهدات بالغة الأهمية في مجالات أخرى أيضا.

فانني أعلن أن بريطانيا العظمى ستساعد عن كثب اذربيجان لتجد تمثيلها الواسع بشكل واسع في الهيئات الأوربية. واننا سنبذل جهودا ضرورية لقبول جمهوريتكم التي هي الآن بصفة الضيف في مجلس أوربا إلى عضويته المتساوية الحقوق وكما أن اذربيجان يمكنها أن تراهن على الدعم الكامل من بريطانيا العظمى في هذا المجال.

من ناحية فاني أقدر تقديرا عاليا الاهتمام الذي تبديه جمهوريتكم المستقلة للتكامل مع أوربا وأؤكد ضرورة توسيع التعاون في إطار برنامج "الشراكة من أجل السلام" لمنظمة حلف شمال الأطلسي. واننا مستعدون لتقديم المساعدة إلى أذربيجان في هذا المجال أيضا.

هذا وأعرب عن ارتياحي لبلدكم لإعطائه افضلية لتصدير النفط المستخرج من الحقول الواقعة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين الى السوق العالمية عبر عدة طرق. ان تصدير النفط عبر الخطوط ذات الفروع العديدة مفيد جدا سواء من حيث ضمان وأمن خطوط الأنابيب أو من حيث الجانب الاقتصادي.

وأعلن ان بريطانيا العظمى هي الأخرى تؤيد حل النزاع الارمني الاذربيجاني بالطريق السلمي في اطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا. ان بلدنا يعترف بسلامة أراضي اذربيجان. تسري في هذا المجال قواعد القانون الدولي والمبادئ الثابتة لمنظمة الامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في أوربا حيث يجب الالتزام بها.

وأذكر مرة اخرى ان بريطانيا العظمى هي الأخرى أدلت بصوتها للمبادئ التي اتخذت في اجتماع قمة منظمة الامن والتعاون في اوربا المنعقد في لشبونة في ديسمبر سنة ١٩٩٦ لتسوية النزاع الارمني الاذربيجاني وأعرب عن ثقتي بأن هذا النزاع سرعان ما يتم التوصل إلى حله.

إذ أقدر القضاء على حكم الاعدام في أذربيجان كخطوة أكبر في مجال الحفاظ على حقوق الانسان وأرحب بالمرسوم الذي أصدره الرئيس حيدر علييف بهذا الصدد. وتثمن البلدان الأوربية عاليا جدا تمسك أذربيجان بالقيم الغربية.

وعليه فان حكومة بريطانيا العظمى قررت توسيع نشاط سفارتها في أذربيجان علما بان جمهوريتكم دولة لها اهمية خاصة في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى. فخامة الرئيس، ارجوكم ان تتفضلوا بتهيئة ظروف لازمة لهذا.

واني أريد ان أتلقى معلومات حول الاوضاع الاجتماعية السياسية في أذربيجان ومسيرة المحادثات التي تجرى في اطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في اوربا للتوصل الى الحل السلمي للنزاع الارمني الاذربيجاني. كما اقدر تقديرا عاليا الاعمال المتخذة في اذربيجان في مجال احياء طريق الحرير القديم في اطار برنامج TRASEKA للاتحاد الاوربي وأؤكد ان لطريق أوربا-القوقاز-آسيا آفاقا كبيرة.

حيدر علييف: السيد المحترم رئيس الوزراء! أعرب عن خالص امتناني لكم على أطيب الكلمات التي تفضلتم بها عن بلدنا. وتعلق أذربيجان أهمية كبيرة على تحسين العلاقات يوما بعد يوم مع هذه الدولة الاوربية ذات النفوذ الكبير وتطوير التعاون المتواصل معها. واني أبدي ارتياحي للمستوى الحالي لعلاقات الدولتين والحكومتين التي نشأت مع بريطانيا العظمى بعد حصول جمهوريتنا على استقلالها السياسي.

وأتذكر بامتنان زيارتي الرسمية الأولى إلى لندن في فبراير سنة ١٩٩٤ والاجتماعات التي قمت بها والمحادثات التي أجريتها حينذاك. كما أؤكد أن الوثائق التي تم التوقيع عليها آنذاك تلعب دورا مهما في توطيد التعاون بين أذربيجان وبريطانيا العظمى.

وعليه فاني أقدر تقديرا عاليا سلسلة من الانجازات الايجابية التي اكتسبها حزب العمل خلال مدة قصيرة بعد توليه الحكم بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية في بريطانيا العظمى. وأذكر بارتياح اللقاءات التي قمت بها والمحادثات التي أجريتها مع السيد توني بلير فيما قبل.

السيد بلير، فاني أعرب عن امتناني لوصولي الى لندن بزيارة رسمية تلبية لدعوتكم وأني على ثقة بأن اللقاءات والمحادثات التي أجريتها هنا والوثائق التي سيتم توقيعها ستدشن مرحلة جديدة في تطوير العلاقات المتواصل بين اذربيجان وبريطانيا العظمى.

أما لقائي اليوم مع صاحبة السمو الملكة فاني أعتبره حدثا تاريخيا حيث اجرينا حديثا مفصلا عن عدد من المسائل التي يجب تسويتها لزيادة توثيق العلاقات المفيدة بصورة متبادلة، وخاصة التعاون في المجال الثقافي بين بلدينا وشعبينا.

من ناحية فاني أقدر تقديرا عاليا إيلاء بريطانيا العظمى وخاصة توني بلير رئيس الوزراء أهمية كبرى لتوسيع التعاون مع أذربيجان في كافة المجالات. فاننا ممتنون جدا لانها كدولة قادرة على التأثير في السياسة العالمية تبدي أهتماما كبيرا لبلدنا واننا سنتخذ بدورنا كل ما يلزم من التدابير في تطوير هذه العلاقات دائما.

واعرب عن ارتياحي لرغبة توني بلير رئيس الوزراء في زيادة عدد موظفي سفارة بريطانيا العظمى في أذربيجان وأعلن ان دولتنا ستوفر كل ظروف ملائمة لنشاط السفارة المستقبل.

واعرب عن جزيل امتناني لحكومة بريطانيا العظمى على تقديرها الإيجابي للانجازات المكتسبة خلال السنوات الأخيرة في مجال تحقيق الاصلاحات وبناء دولة قانونية وديموقراطية وعلمانية في أذربيجان الآخذة طريق التطور الديموقراطي واقتصاد السوق. وأذكركم انه في سنة ١٩٩٥ تم تبني أول دستور ديموقراطي في جمهوريتنا وتشكيل البرلمان الذي تتمثل فيها جميع الأحزاب السياسية.

كما اتخذت الخطوات الحاسمة في مجال الاصلاح الاقتصادي الذي يتم تحقيقه في جمهوريتنا وفي ودي أن أذكر أن بلدنا يعلق أهمية كبيرة على ارتباط اقتصاده مع الاقتصاد العالمي. وأجدد التأكيد بأنه أجريت سلسلة من التدابير في مجال الاستغلال المشترك للحقول الغنية الموجودة في جمهوريتنا. واننا وقعنا على أول معاهدة سميت بـ"معاهدة القرن" في سنة ١٩٩٤ في حضور شركات النفط العملاقة للبلدان الأجنبية فيما يتعلق بالاستغلال المشترك للحقول الواقعة في القسم الأذربيجاني من بحر قزوين. ان شركة "BP" لبريطانيا العظمى أيضا حصلت على حصتها في هذه المعاهدة. بعد هذا تزايد اهتمام البلدان الأجنبية بأذربيجان وتم التوقيع على المعاهدات التاريخية الجديدة الواحدة تلو الأخرى.

وأذكر أن عددا كثيرا من الشركات من معظم بلدان العالم تعمل بشكل واسع في أذربيجان. وأريد أن أؤكد بامتنان بأن أكثر من ١٠٠ شركة من بريطانيا العظمى وحدها تشترك عن كثب في تطوير اقتصاد جمهوريتنا.

وتعطى اذربيجان أولوية لتصدير النفط إلى السوق العالمي عبر طرق مختلفة. وتجري حاليا الاعمال الكبيرة في مجال تنفيذ المعاهدات الموقعة للاستغلال المشترك للموارد الموجودة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين. في نفس الوقت فان طرق خطوط الأنابيب التي ستنقل النفط المستخرج إلى السوق العالمية فيجب أن يتم تحديدها وإنشاؤها نهائيا. بهذه المناسبة فاننا نعتبر ضروريا مد خط أنابيب النفط الرئيسي إلى البحر المتوسط عبر أراضي جورجيا وتركيا عن طريق باكو-جيهان.

فاني أعتقد أن عدة معاهدات جديدة سيتم التوقيع عليها مع الشركات البريطانية العظمى بعد هذا الاجتماع. أما حقول "أراز" و"آلوف" و"شرق" و"إينام" الواقعة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين والحقول البرية "مرادخانلي" و"جعفرلي" و"زرداب" فتوجد في كلها احتياطات غنية. اعرب عن اطمئناني بان هذه المعاهدات ستعطي دفعة قوية جديدة لتوسيع التعاون بين أذربيجان وبريطانيا العظمى.

وأثق بان البيان المشترك حول علاقات الصداقة والشراكة، الذي سيتم التوقيع عليه بين رئيس الجمهورية الاذربيجانية ورئيس الوزراء للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية سيفتح آفاقا كبيرة في توثيق العلاقات المفيدة بصورة متبادلة بين بلدينا في كافة المجالات. كما اقدر تقديرا عاليا مشروع وثيقة سيتم التوقيع عليه بين بلدية مدينة باكو وشركة "موريسون" لانجلترا حول انشاء فندق ومركز للأعمال في عاصمتنا.

فاني أعرب عن ارتياحي لان بريطانيا العظمى التي تحتل مكانا مهما في السياسة العالمية والتي هي من أكثر الدول الأوربية نفوذا تبدي عناية للحل السلمي للنزاع الارمني الأذربيجاني.

وأريد ان اقول عدة كلمات عن تاريخ هذا النزاع وأسباب نشوبه والوضع الراهن في المحادثات التي يتم إجراؤها طلبا لتسويته في إطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون في أوربا. كما تعلمون ان أرمينيا حتى في سنة ١٩٨٨ شنت عدوانا عسكريا ضد بلدنا بغرض اغتصاب ناغورنو كاراباخ - جزء لا يتجزأ من الأراضي الأذربيجانية والحاقها بأرمينيا. لكن الحكومة السوفيتية والقيادة السوفييتية لم تتخذ تدابير لازمة للحيلولة دون هذا النزاع، الأمر الذي ادى فيما قبل إلى الحرب الأرمينية والأذربيجانية. في النتيجة تم احتلال ٢٠ بالمائة من الاراضي الأذربيجانية من قبل الوحدات المسلحة الارمينية وتشريد أكثر من مليون مواطن أذربيجاني من أماكنهم وديارهم ليسكنوا في المخيمات في الحالة الشاقة.

وعليه فاننا وقعنا في مايو سنة ١٩٩٤ مع ارمينيا على اتفاق لوقف العمليات العسكرية وإطلاق النار. ان حالة وقف إطلاق النار مستمرة منذ ٤ سنوات. لكن هذا لا يعني سلاما. فاننا اتخذنا في هذه الفترة سلسلة من الخطوات العملية طلبا للتسوية السلمية للنزاع. لكن ارمينيا تتخذ موقفا غير بناء. للمرة الأخيرة في ديسمبر سنة ١٩٩٦ تم تحديد مبادئ التسوية السلمية لهذا النزاع في اجتماع قمة لشبونة لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا وتقديم ٣ مقتراحات: وأولا: الاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان وارمينيا: وثانيا منح لناغورنو كاراباخ وضعا قانونيا عاليا للحكم الذاتي في التبعية لأذربيجان وثالثا: توفير الأمن لجميع سكان ناغورنو كاراباخ. فاننا وافقنا على هذه المبادئ والحال أنها لم تكن مقبولة إلى حد ما بالنسبة لنا. حققنا هذا من أجل تسوية المسألة بالطريق السلمي. بينما اتخذت أرمينيا موقفا غير بناء في اجتماع القمة المنعقدة في لشبونة ورفضت هذا. وفي النتيجة أدلت بأصواتها لها ٥٣ دولة من ٥٤ دولة أعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوربا ولكن ارمينيا ادلت بصوتها ضدها.

ولا تزال هذه المبادئ الثلاثة منذ ذلك الحين تعد اساسا في تسوية المسألة. فاننا وافقنا على المقترحات الأخيرة التي تقدمت بها لتحقيقها الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وروسيا الدول التي تتولى معا رئاسة مجموعة مينسك. لكن الطرف الأرمني يهمل في التسوية الوشيكة للنزاع سواء مقررات وقرارات المنظمات الدولية أو القواعد الدولية والمبادئ المتعارف عليها او مقتراحات أكثر الدول احتراما في العالم. واعرب عن ارتياحي لكم السيد رئيس الوزراء على أن بريطانيا العظمى تدعم العمل الحق لأذربيجان في المنظمات والاجتماعات الدولية.

حسب رأينا فان الحل السلمي للمسألة الآن يمكن التوصل إليه في مرحلتين، حيث ان مجموعة مينسك هي الأخرى تقترح بهما. وأريد أن أعرض عليكم خريطة أذربيجان كوسيلة بصرية. انظروا، قد تمت الإشارة في الخريطة إلى الأراضي التي احتلتها الوحدات العسكرية الأرمنية. ها هي أراضي أرمينيا وها هي أراضي نختشيفان. وتمت الإشارة إلى ناغورنو كاراباخ باللون الأحمر. وانها إقليم أذربيجاني. أما المناطق الأذربيجانية المحتلة التي تحيط ناغورنو كاراباخ فانها ملونة باللونين الأخضر والأصفر. نعتقد أن مجموعة مينسك هي الأخرى تقترح بهذا: يجب التوصل في المرحلة الأولى إلى سحب الوحدات المسلحة الارمنية من الأراضي الملونة باللون الأخضر وعودة اللاجئين إلى هنا وجلب قوات حفظ السلام لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا إلى هناك لحل هذه المسألة، أما المرحلة الثانية فيجب التوصل فيها الى انسحاب القوات المسلحة الأرمنية من منطقتي لاشين وشوشا، في نفس الوقت تحديد وضع قانوني ناغورنو لكاراباخ كما هو المقرر في اجتماع قمة لشبونة.

وعليه فاننا نريد السلام، ويجب معالجة النزاع بالطريق السلمي. لكن لا يسعنا أن نتفق أبدا بإعطاء حتى أية قطعة صغيرة من أراضينا لبلد آخر. فهذا موقفنا الحازم والمبدئي ولن نرجع من موقفنا هذا.

هذا وأعلن أن اذربيجان تبدي اهمية كبيرة للاشتراك في الهيئات الاوربية كعضو متساوي الحقوق. وأقبل بامتنان نية حكومة المملكة المتحدة في تقديم المساعدة العملية إلى جمهوريتنا في هذا الصدد. وأؤكد أنه تم اتخاذ المزيد من الاعمال في مجال الحفاظ على حقوق الانسان واحلال المبادئ الديموقراطية وترويج التعددية السياسية في جمهوريتنا الشابة المستقلة.

ستجرى قريبا الانتخابات الرئاسية في أذربيجان. ويوفر دستور بلدنا وقانون الانتخابات ظروفا لإجراء الانتخابات الديموقراطية الكاملة والحرة والعادلة.

وتعلق أذربيجان التي تحتل مكانا مميزا في المجتمع العالمي أهمية خاصة على العمل المثمر لطريق أوربا­- القوقاز -آسيا. وتمت الإشارة في هذه الخريطة التي امامكم إلى آفاق طريق الحرير القديم.

السيد رئيس الوزراء! أعيد إلى اذهانكم أنه سينعقد في ٧-٨ سبتمبر لهذه السنة في جمهوريتنا مؤتمر دولي في إطار برنامج TRASEKA يرعاه الاتحاد الأوربي. وأدعوكم إلى الاشتراك في هذه الاحتفالية الدولية.

توني بلير: اقبل بامتنان هذه الدعوة. ان حكومة بريطانيا العظمى تعلق أهمية كبيرة لإحياء طريق الحرير القديم وأن وفد حكومتنا سيشترك من كل بد في تلك الاحتفالية.

وان اكثر من ١٠٠ شركة لبريطانيا العظمى تعمل في اذربيجان. وأعتقد أن هذا أساس حسن لتعاوننا. لذلك فاننا نبدي أهمية بالغة لهذا المؤتمر واننا على يقين من انه سيكون مفيدا لكل الدول المشاركة.

حيدر علييف: السيد المحترم رئيس الوزراء! فاني اعود وأعرب عن شكري وامتناني لكم على دعوتكم لي إلى زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية. وأعرب عن ثقتي بأن اللقاءات والمحادثات التي أجِريت والوثائق التي سيتم التوقيع عليها ستلعب دورا مهما في تطوير علاقات بلادنا في كافة المجالات.

وأبدي شكري لكم على المحادثة الودية. وادعوكم مرة اخرى إلى القيام بزيارة رسمية إلى اذربيجان.

توني بلير: الرئيس المحترم، فاني اقبل بامتنان هذه الدعوة.

"حيدر علييف: استقلالنا أبدي" (كلمات وخطابات وتصريحات وأحاديث صحفية وكتابات ونداءات ومراسيم) – دار الطباعة الأذربيجانية، باكو -٢٠٠٥، المجلج الـ١٦، ص. ٣٣٧-٣٤٦

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

علاقات بين اذربيجان وبريطانيا العظمى

معلومات تأريخية

أذربيجان - أوربا‏