مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

من حديث حيدر عليف رئيس الجمهورية الأذربيجانية عند لقائه مع إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية - لندن، قصر بكنجهام، ٢١ يوليو سنة ١٩٩٨


إليزابيث الثانية: فخامة الرئيس حيدر علييف، فاني أرحب بكم من صميم القلب وبترحاب وأعرب عن امتناني لزيارتكم الرسمية الى بريطانيا العظمى.

صاحب الفخامة، فاني اتذكر جيدا لقائي معكم في الحفلة التي أقيمت بلندن في مايو سنة ١٩٩٥ بمناسبة ذكرى مرور خمسين عاما على الانتصار في الحرب العالمية الثانية . كما علي ان أذكر أن المملكة المتحدة تبدي اهتماما كبيرا لتطوير علاقاتها مع أذربيجان.

حيدر علييف: صاحبة السمو الملكة المحترمة! كما اني أعرب عن فائق امتناني أيضا للقائنا معكِ. أما ترسيخ العلاقات المفيدة المتبادلة أكثر فأكثر في كافة المجالات مع بريطانيا العظمى التي هي من أكثر دول العالم نفوذا فانه يأتي في جانب كبير من الأهمية بالنسبة للجمهورية الأذربيجانية المستقلة.

الملكة المحترمة، فيعرفونكِ جيدا ويحبونكِ في أذربيجان. ان تاريخ العلاقات القائمة بين شعبينا قديم حتى كانت ثمة بين إنجلترا وأذربيجان علاقات اقتصادية، لا سيما علاقات تجارية في القرون الوسطى.

إليزابيث الثانية: لدي معلومات واسعة حول بلدكم. وتتبع انجلترا باهتمام الأعمال التي يتم اتخاذها تحت قيادتكم خلال السنوات الأخيرة في مجال بناء دولة قانونية وديموقراطية وعلمانية في أذربيجان.

هذا وأعرب عن امتناني لكم على توفير الظروف لقيام الشركات البريطانية بنشاط واسع في أذربيجان وأؤكد أن تطوير علاقات بلدينا بشكل مطرد في كافة المجالات، خاصة مجالات العلم والثقافة والتعليم يكتسب أهمية كبيرة.

حيدر علييف: ان الخطوات التي اتخذت من قبل كلا الطرفين في هذا المجال تكتسب أهمية خاصة. كما تعلمون ان شركات النفط البريطانية تشترك عن كثب في تحقيق المعاهدات التاريخية التي تم التوقيع عليها للاستثمار المشترك لحقول النفط الموجودة في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين.

وسيتم التوقيع على عدد من المعاهدات الجديدة بين الشركات الأذربيجانية والبريطانية بعد لقائي اليوم مع رئيس الوزراء توني بلير. اما العلاقات الاقتصادية بين بلدينا فانها تسير حاليا على مستوى عال. ان أذربيجان التي اكتسبت انجازات كبيرة في بناء دولة قانونية وديموقراطية وفي تحقيق الاصلاحات الاقتصادية بنجاح واجهت كذلك عدة مشاكل منها العدوان العسكري المستمر منذ سنة ١٩٨٨ الذي شنت بها القوات المسلحة لأرمينيا ضد بلدنا مما أدى الى احتلال ما يزيد عن ٢٠ بالمائة من الأراضي الأذربيجانية. أما أكثر من مليون شخص من مواطنينا الذين تم تشريدهم من هذه الأراضي لا يزالون يعيشون في الظروف الشاقة في المخيمات. وتم هدم واحراق المئات من المدن والقرى في الأراضي الأذربيجانية المحتلة وتم نهب البيوت والمدارس والمستشفيات وتدمير الآثار الثقافية القديمة. أما الآن فيسرى وقف إطلاق النار وحقن الدماء. لكن هذا لا يعني سلاما.

بينما نتحدث عن المحادثات التي تجري في إطار مجموعة مينسك المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون الأوربي بهذا الغرض للتسوية السلمية لهذا النزاع وعن تولي ٣ دول كبرى - الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا رئاسة مجموعة مينسك يمكننا ان نؤكد ان المقترحات التي تقدمت بها الرؤساء الأعضاء لتسوية النزاع استقبلتها أذربيجان باهتمام ودرستها بدقة. فيما يتعلق بالمبادئ الصادرة عن اجتماع قمة رؤساء الحكومات والدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الاوربي الذي انعقد في لشبونة في ديسمبر عام ١٩٩٦ فصادقت عليها ٥٣ دولة من بينها بريطانيا العظمى. اننا نؤيد التسوية الوشيكة لهذا النزاع وفقا لتلك المبادئ.

كما أؤكد انه من الضروري التوصل الى التسوية الوشيكة لهذا النزاع وان ثمة حاجة الى إيلاء المجتمع الدولي والدول ذات النفوذ انتباها خاصا لهذه القضية لاحلال السلام والأمان في المنطقة.

ان أذربيجان اختارت طريق التطور الديموقراطي واقتصاد السوق وأقامت علاقات مكثفة بالمجتمع الدولي وفتحت أبوابها أمام رجال الأعمال الأجانب وتعلق أهمية كبيرة لاندماج اقتصادها بالاقتصاد العالمي والاشتراك في الهيئات الأوربية كعضو متساوي الحقوق. وأريد أن أذكر أيضا أنه تعمل حاليا في جمهوريتنا أكثر من ١٠٠ شركة لبريطانيا العظمى.

هذا وكانت علاقات وثيقة بين المملكة المتحدة وأذربيجان حتى في مطلع هذا القرن. وجمهوريتنا المستقلة ممتنة جدا لكونها حليفا لبريطانيا العظمى التي هي دولة ذات نفوذ ولاعتبارها صديقا صدوقا لنفسها. لقد أقيمت علاقات حسنة أيضا بين أذربيجان وبريطانيا العظمى في إطار المنظمات الدولية. اننا على ثقة بان أنجلترا ستكثف مساعيها أكثر فأكثر في الدفاع عن الموقف الحق لبلدنا.

وأفيد أن بلدان العالم تبدي اهتماما كبيرا لإقامة علاقات مفيدة متبادلة مع أذربيجان. لقد اتخذت مزيد من التدابير الإيجابية في جمهوريتنا التي تملك أهمية استراتيجية في المنطقة في مجال العمل السليم لرواق أوربا - القوقاز- آسيا. ويتم إنجاز مشروع TRASEKA بنجاح. إن رواق النقل العابر القوقاز قد قام بربط أذربيجان، عامة القوقاز قاطبة وأوربا خلال مدة قصيرة.

هذا وسينعقد مؤتمر دولي في باكو في الفترة ما بين ٧-٨ سبتمبر لهذا العام في إطار برنامج TRASEKA برعاية الاتحاد الأوربي لإحياء "طريق الحرير" القديم الذي اكتسب أهمية كبيرة في حينه في إقامة العلاقات الاقتصادية والثقافية بين شعوب العالم. فاننا متأكدون بان هذا المؤتمر الدولي سيكتسب أهمية خاصة لجميع الدول المشاركة.

لقد تم تحقيق الاصلاحات الاقتصادية والخصخصة بصورة متتالية وبنجاح في أذربيجان ونقلت الاراضي إلى ملكية خاصة في أذربيجان لأول مرة بين البلدان الواقعة في الساحة السوفييتية السابقة وتم احلال التعددية السياسية وحرية الكلام في بلدنا. ان جمهوريتنا المستقلة تعلق أهمية كبيرة دائما على دراسة وتطبيق خبرة الدول الأوربية المتقدمة في كافة المجالات.

فاني على ثقة بان قيامي كرئيس للجمهورية الأذربيجانية بزيارة رسمية إلى هذا البلد سيدشن مرحلة جديدة في تطوير العلاقات المتواصل بين أذربيجان وبريطانيا العظمى في مجالات العلم والثقافة والتعليم. فاني أعرب عن ارتياحي لبذل رجال الأعمال الانجليز الذين يعملون في جمهوريتنا جهودا ضرورية مكثفة في توطيد العلاقات الثقافية والإنسانية بين شعبينا. (نبه رئيس جمهوريتنا الى انه دعا عند اجتماعه في سنة ١٩٩٥ صاحبة السمو الملكة للقيام بزيارة رسمية إلى أذربيجان يقول ان شعبنا سيكون ممتنا جدا لاستضافتها كضيف محترم ).

هذا فاني على ثقة بان زيارة صاحبة السمو الملكة إلى بلدنا ستصبح حدثا مشهودا بالنسبة للشعب الأذربيجاني. ان شعبنا سيكون ممتنا لاستفاضتكِ كضيف محترم.

إليزابيث الثانية: فخامة الرئيس المحترم، فاني أعرب عن امتناني على هذه الدعوة وأؤكد انني أبدي في الحقيقة اهتماما كبيرا لأذربيجان.

"حيدر علييف: استقلالنا أبدي" (كلمات وخطابات وتصريحات وأحاديث صحفية وكتابات ونداءات ومراسيم) – دار الطباعة الأذربيجانية، باكو -٢٠٠٥، المجلج الـ١٦، ص. ٣٣۲-٣۳٦

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

علاقات بين اذربيجان وبريطانيا العظمى

معلومات تأريخية

أذربيجان - أوربا‏