مؤلفاته / السياسة الخارجية / أذربيجان - أوربا

خطاب حيدر علييف الرئيس الآذربيجاني في حفلة توقيعه مع رئيس الوزراء للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية على البيان المشترك حول علاقات الصداقة والتعاون - لندن، مقر رئيس الوزراء، ٢١ يوليو عام ١٩٩٨


رئيس الوزراء المحترم!

أبدي لكم في بداية الأمر امتناني على انكم دعوتموني الى الزيارة الرسمية لبريطانيا العظمى. إن المباحثات المتعددة الجوانب والمفصلة والعميقة التي اجريتها في بلدكم واجريناها اليوم معكم خلقت أرضية جيدة لتطوير العلاقات بين بلدينا.

وتوصلنا الى إنجازات حسنة خلال السنوات الأربع الأخيرة في تطوير العلاقات بين المملكة المتحدة وآذربيجان في كافة المجالات. ويفتح كل هذا آفاقا كبيرة للتعاون بين بلدينا.

فخامة رئيس الوزراء، فإننا نرسي معكم اساس المستقبل. ان البيان السياسي الذي وقعنا عليه لتوه يحمل أهمية كبيرة جدا واقدر هذا تقديرا عاليا. حيث ان إقامة مثل هذه العلاقات بين آذربيجان والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية التي هي من أكبر دول العالم والتوقيع على مثل هذا البيان السياسي يحملان اهمية سياسية كبيرة جدا بالنسبة لآذربيجان.

أما الاتفاقيات والوثائق الاقتصادية الموقعة في حضوركم وحضوري أنا فتخلق أساسا جيدا لتطوير مستقبل العلاقات بين آذربيجان والمملكة المتحدة. وفي نفس الوقت، فإن كل هذا مهم جدا لآذربيجان التي حصلت حديثا على استقلالها وتسير في طريق الديموقراطية والتقدم واقتصاد السوق. لبلدكم وشعبكم انجازاته التأريخية الكبيرة. لقد توصل بلدكم الى تقدم كبير في كافة المجالات في المنتصف الثاني من القرن العشرين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ونستفيد من تجربتكم الموجودة في كافة المجالات، ونسعى الى الاستفادة من خبرتكم من خلال تحقيق عملية بناء دولة قانونية وديموقراطية وعلمانية وإنشاء وتطوير اقتصاد السوق في آذربيجان. ان استغلال الحقول الغنية المتواجدة في القطاع الآذربيجاني من بحر قزوين، عامة، حقول النفط المتواجدة في الأراض الآذربيجانية بالتشارك مع شركات النفط الكبيرة للمملكة المتحدة مهم جدا بالنسبة لنا.

ان شركات المملكة المتحدة التي تملك التكتولوجيا والتقنيات العالية والخبرة الغنية، والثروات الطبيعية لآذربيجان، وكوادرنا الرفيعي المستوى سيقومون معا بهذه الأعمال في المستقبل.

وأبين أننا سنسعى الى تحقيق كل البنود المنعكسة في البيان السياسي الذي وقعنا عليه اليوم - في البيان المشترك حول علاقات الصداقة والتعاون بين الجمهورية الآذربيجانية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية وسنرتقي بالصداقة والتعاون بين المملكة المتحدة وآذربيجان الى الامام دائما.

وأهنئكم وأبدي لكم امتناني على الكلمات الطيبة التي قلتموها عن آذربيجان وعني. شكرا لكم.

سؤال: كيف تصفون المعاهدات التي وقعت آذربيجان عليها اليوم؟ والسؤال الثاني، هل روسيا شريك لآذربيجان ام منافسة لها في بحر قزوين؟

جواب: أولا، أصف المعاهدات الموقعة اليوم بأنها إيجابية جدا، وإلاَّ، لم اتفق بالتوقيع عليها. بالمناسبة، أريد أن أعيد إلى أذهانكم ان بين الشركات الموقعة على الاتفاقية اليوم شركة موسكو الروسية. لقد وقع يوري شافرانيك وزير الطاقة السابق الروسي على المعاهدة بالوكالة من شركة موسكو الروسية. وهو هنا. وهذا الأمر بذاته جواب على سؤالكم التالي. اما روسيا فإنها شريك، بالتأكيد، لآذربيجان في بحر قزوين. وتساهم روسيا في عديد من المعاهدات.

كما ترون فإننا الآن، هنا، في لندن نوقع على معاهدة حتى مع شركة المملكة المتحدة وشركة "اموكو" الامريكية وشركة روسية. ويدل هذا على اننا نريد ان نتعاون في بحر قزوين مع الجميع وبالطبع مع روسيا أيضا.

سؤال: كيف تقدرون المستوى الحالي للتعاون البريطاني - الآذربيجاني؟ هل من الممكن ان نعتبر ان هذا التعاون يكسب طابعا استراتيجيا بعد توقيع الوثائق المهمة اليوم؟

جواب: هذا التعاون في المستوى العالي. إن البيان السياسي الذي وقعنا أنا والسيد بلير رئيس الوزراء يشمل كل مجموعة المواضيع المتعلقة بالتعاون والصداقة بين المملكة المتحدة وآذربيجان، وهذا، اي محتوى البيان السياسي بنفسه يدل على أهميته، سيطبع هذا البيان في الصحافة وستعرفون عليه وستستخلصون منه النتيجة.

سؤال: هل يتطرق البيان الى قضية ناغورني كاراباخ أيضا؟

جواب: بلا شك. وحتى ليس فقط الى قضية ناغورني كاراباخ. إن المسألة المتعلقة بالتسوية السلمية للنزاع الأرمني الآذربيجاني حول ناغورني كاراباخ احتلت مكانا كبيرا جدا في حديثنا مع رئيس الوزراء للمملكة المتحدة. من الأكيد أن المملكة المتحدة أيدت مصداقية مبادئ منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا، والقانون الدولي. ان المملكة المتحدة صوتت للمبادئ الثلاثة المتعلقة بالتسوية السلمية للنزاع في اجتماع قمة لشبونة في ديسمبر عام ١٩٩٦. وأكد رئيس الوزراء اليوم مرة اخرى هذا الموقف للمملكة المتحدة وبالطبع، أعلن انهم سيبذلون جهودا للتوصل الى سلام شامل في منطقتنا والى التسوية السلمية للنزاع الأرميني الآذربيجاني.

سؤال: فخامة الرئيس، هل يمكن ان تراهن آذربيجان على دعم انجلترا في انضمامها الى عضوية مجلس أوربا؟

جواب: نعم، اننا نراهن على الجميع. يضم مجلس أوربا كثيرا من الدول ونحتاج الى دعم كل منها. بما في ذلك نحتاج الى دعم المملكة المتحدة وأظن اننا سنلقى هذا الدعم أيضا.

سؤال: فخامة الرئيس، وماذا يمكن ان تقولوا حول لقائكم مع الملكة؟

جواب: اثار لقائي مع الملكة انطباعا جيدا لدي. اننا اجرينا حديثا مفصلا حول العلاقات القائمة بين بلدينا وثقافة إنجلترا وثقافة آذربيجان من جهة وفي نفس الوقت، حول الأوضاع الاجتماعية السياسية السائدة في آذربيجان والنزاع الارميني الآذربيجاني والعلاقات عامة والعلاقات الاقتصادية القائمة بين المملكة المتحدة وآذربيجان. إني ممتن لهذا الحديث.

سؤال: فخامة الرئيس، هل تناول الحديث مسألة إحياء "طريق الحرير"؟

جواب: نعم، إني زودت السيد توني بلير بمعلومات مفصلة حول إحياء "طريق الحرير" وحول اجتماع القمة المزمع انعقاده في باكو في ٧ - ٨ سبتمبر. كما تعلمون انه هو الآخر مدعو الى اجتماع القمة ذلك. وأبدى السيد توني بلير رئيس الوزراء اهتماما كبيرا جدا لهذه المسألة وطرح اسئلة كثيرة وأراد ان يوضح لنفسه بعض المسائل. وأعتقد انهم سيشتركون في اجتماع القمة هذا في المستوى العالي.

سؤال: هل دعوتموه الى آذربيجان؟

جواب: نعم، نعم، بلا شك. دعوت توني بلير رئيس الوزراء شخصيا الى القيام بزيارة رسمية لآذربيجان. إنه قبل دعوتي هذه. لقد سبق لي وبعثت اليه رسالة الدعوة للاشتراك في اجتماع القمة المتوقع انعقاده في باكو في الفترة ما بين ٧ - ٨ سبتمبر وكررت تلك الدعوة اليوم أيضا. إنه قبل هذا أيضا بامتنان. شكرا.

"حيدر علييف: استقلالنا أبدي" (خطابات، كلمات، تصريحات، أحاديث صحفية، رسائل، نداءات ومراسيم) - دار الطباعة الآذربيجانية، باكو - ٢٠٠٥، المجلد الـ١٦، ص. ٣٤٧ - ٤٥١.

تعليقات قصيرة

السياسة الخارجية

معلومات تأريخية عامة

علاقات بين اذربيجان وبريطانيا العظمى

معلومات تأريخية

أذربيجان - أوربا‏